كثر الجدل في الآونة الاخيرة حول القرض الممنوح لـ مصر من قبل صندوق النقد الدولي ،وكالعادة افضت كل هذه الهالة الاعلامية الى اللا شيء وابهمت الامور وعقدتها من سيء الى أسوء .
ومع بالغ الاسى فقد اختفى من بيننا اهل العلم المشهود لهم بالصلاح والتوفيق فلم نعد نثق بأحد لانه ليس هناك من أحد ، إلا من رحم ربي "وأحسبهم قلة" !

فإن لم يكن بيننا من يعلم بأمور ( القروض ) وأحكامها الشرعية وأصولها الفقهية ولديه من الحجج والادلة مايفحم به الجهلاء ويرُد به الخبثاء ويثلج صدور قوم مؤمنين فهذه مصيبة !!
وان كان بيننا من يعلم وجعل علمه مخصوص لدعم فرقة او مساندة حزب او إعانة لحاكم فيخوض في الشبهات كيفما شاء فهذه مصيبة اعظم !!
ومن كان بيننا من يعلم علم اليقين بـ المسألة وكتم علمه وأسرّه لاي سبب كان !! فتلك هي الطامة الكبرى ...

قال تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) (البقرة:159)

وتتوالى المصائب والنوائب في اجيال "أنا" من أحدهم قد درسنا عن القروض وأصول التجارة فـ خرجنا كما دخلنا ، لانعلم حراما من حلال ، ولعلي أحسب من علّمونا كذلكَ كذلك !!! فكلنا ومع الاسف مقصرون .

وحتى الأن لم يخرج علينا من يحسم مسألة " القرض " ويجزم بصحتها من بطلانها . سواء أكان به فائدة للدولة او لم يؤثر في انهيارنا الاقتصادي .

وأذكر اني سمعت امام مسجدنا يتحدث عن ربوية البنوك والفوائد المعطاة وما الى ذلك فقال له احد الحاضرين : ولكن مفتي الجمهورية قد افتى بصحتها .
فرد الامام وقال : استفت قلبك ولو افتوك .

وحينها استفتيت قلبي ( كـ فرد ) فلم اجد خيراً من حديث رسولنا الكريم
الذي رواه البخاري ومسلم عن النعمان ابن بشير رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُـهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وهِيَ الْقَلْبُ)) .

وحقيقة لا أدري كيف تستفتي ( الامة ) قلبها ؟! أو أين هو ؟

( الطريف والمرير ) ان كل هذه "المشتبهات" تأتي في زمن اعتلى فيه من يُطلق عليهم ويطلقون على انفسهم ( الاسلاميين ) ! سُدّة الحكم .
و ( الأّمر ) انحرافات الفتاوى التي تشهدها البلاد تحت مسمى ( الضرورات تبيح المحظورات ) ...

المصدر: مقال شخصي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 139 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2012 بواسطة maigm

ساحة النقاش

مصطفى ابوزيد

maigm
مواطن مصري . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,917