( ويرى "برمجياني" أن التمسك بالتاريخ الهجري يعد من أهم الأمور ، فالتمسك به يعني التمسك بالشخصية الاسلامية ، ويعني كذلك حفظ الهوية التاريخية للأمة الإسلامية ، فجميع الأحداث الإسلامية قد دونت بالتاريخ الهجري . كما أوصي العلماء والدعاة إلى الله بربط الناس بالتاريخ الهجري ، الذي يمثل شعار الأمة الإسلامية ورمز مجدها . )

كانت هذه هي كلمات السيد برمجياني عن التاريخ الهجري
والذي اخترع مؤخراً أول ساعة تعمل بنظام التقويم الهجري
إن ماقاله ليس بالجديد ولطالما سمعنا وقرأنا مثل هذه الكلمات والتوصيات من بعض الرموز الدينية في عالمنا العربي
لكن الغريب في الأمر هو ذلك الأسم السويسري "برمجياني"

وما هذه الكلمات إلا عصارة 15 عاماً من البحث والإطلاع في التاريخ الاسلامي والكتب التي آرخت الاحداث التاريخية للحضارة الاسلامية العظيمة .
وكان الشغل الشاغل لبرمجياني وهو مخترع ومستشرق سويسري تصميم "ساعة" فريدة من نوعها تعمل على احتساب الوقت وفق التقويم الاسلامي . وينسب هذا الإختراع لشركة "برمجياني فلوريه" المختصة بصناعة الساعات السويسرية الفاخرة.

لقد قام ذلك الرجل بإحترام حضارة لاينتسب إليها
بل دفعه شغفه بالتاريخ الاسلامي العريق إلى التفكير في
اختراع شيء يجسد به هذا الإعجاب والتقدير
واضعاً أمام عينه هدفا تحقق بعد طول انتظار فابتكر ماعجزنا عن حتى التفكير فيه ضارباً مثالاً في احترام الديانات والحضارات  
لقد قام هذا الرجل باحترام حضارة أصبح أهلها غرباء عنها !

في الوقت الذي تتهافت فيه وسائل اعلامنا المرئية والمسموعة والمقروءة على خزعبلات وخرافات الأبراج والطالع والمكتوب كما يزعم المتخلفون الآميون !


ولكم هو شيء محزن ومخزي ان تقرأ وتسمع وترى بأم عينك
أحد المشعوذين العاطلين من حزب المفسدين في الارض
ليحل ضيفا ثقيلاعلى العاقلين خفيفا ومثقفا على المعتوهين في عشرات البرامج الحوارية العقيمة لمشاهديها المختليين وفي فقرة استثنائية ، ليتحدث عن الابراج والكواكب والأقمار والنجوم


لتنهال الاستفسارات والرسائل والمكالمات على ذلك المشعوذ التافه ليبدأ في مهامه ويستفيض في علمه ويخبر عن فلان المولود في يوم كذا صاحب الرقم كذا والذي صادف يوم مولده ارتطام النجم الغربي الشرقي بالطائر الصيني الاسطوري وأن حياته لن تكتمل الا عندما يقابل فلانة الهيمانة والتي ارتطم نجمها هي الاخرى بأحد الأقمار الصناعية الفضائية ولم يستدل على يومها المفضل لاسباب غير منطقية !!!!!
والغريب انك تجد الاتصالات والاستفسارات لا تتوقف ولاتنقطع لا من المشاهين فقط بل من الاحمق الذي يقود الحوار الذي يكاد لايستطيع صبرا حتى يسأل عن نجمه هو الاخر أثناء اللقاء !
والأغرب هو ماتسمعه من تفسيرات واهية لا معنى لها ولا فائدة حتى يتصور البعض أن هذا الكاهن يستطيع ان يقول ما شاء كيفما شاء بلا اسس ولا مباديء ، كيف لا وهو من يلعب بضعاف الايمان والنفوس ومنحطو الهمم والعزيمة .


فإذا صادف انك كنت تجلس وقت العصاري يوم السادس من نجم الانجم على يسارك الخارج وعلى يمينك الداخل وكنت قد تغذيت وجبة سمكية من بحار المحيطات الاسيوية فاعلم بأن نصفك الاخر على الجهة الشرقية من الكوكب الازرق ذي اللون الاخضر في اليوم الاسود تنظر للقمر وتتنهد من شرفة منزلها الابيض . !!!!


فاي جهل هذا الذي نحيا فيه! واي اعلام ذلك الذي يظلل متابعيه ، انها لحسرة عريضة وخيبة امل كبيرة ان ننحدر الى احض الحضيض بايدينا لا بايدي احد سوانا .
تركنا ديننا في دور العبادة وعزلناه عن حياتنا اليومية
وتركنا في انفسنا فراغا كبيرا فاستحوذ علينا الشيطان
وانسانا ذكر الله ، فضربنا بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض الحائط وتجاهلنا كتاب الله عز وجل .
فنص الحديث لا يحتمل قولين :( ففي رواية لأحمد والحاكم عن أبي هريرة بلفظ : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد .)

ونص الاية :قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ

**

تركنا انفسنا سهلة لينة للكهنة والعرافين ومدعو الغيب والعياذ بالله . حتى اصبحت ثقافة ملعونة سائدة بيننا في اقطارنا العربية وماينفق في تلك الاكاذيب والافتراءات على الله ورسوله يفوق ماينفق على البحوث العلمية باضعاف الاضعاف !

شعوب محتلة ودول مقسمة وأراضي مغتصبة ،
نساء ارامل واطفال ايتام وكبار سن لامأوى لهم ،
تعليم رجعي ، وأمراض لا علاج لها إلا للغني
حتى انتشر الفقر والجهل في شتى ارجاء العالم الاسلامي
وفي زمن اصبح للكاهن فيه شأن وغنى ..
يقول تعالى :
(( انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ))


بعدنا عن دين الله وسنة نبيه واتبعنا الشهوات واستملنا الشبهات حتى انتشرت البطالة بين معشر الشباب 
فعزفوا عن الرباط لتزداد اعداد الفتيات بلا زواج
فظهرت التحرشات والاغتصابات ! وصاحبها أطفال الشوارع وقاطنوا العشوائيات .
وتملك منا الجهل لدرجة انه لايملك في جيبه قوت يومه !
ويدخن ليل نهار !!!

وفي ظل هذه الظروف القاهرة وبسبب انفصال الدين عن الدنيا وجد الكهنة والعرافون والكاذبون مكانا لهم بين المسلمون .
فاستغلوا تلك الظروف في الترويج لمذاهبهم وطمس مابقي من بصيص الامل ،،
 .

فهل لنا ان نستيقظ من ثباتنا ،
هل لنا ان نستشعر عظمة الله في قلوبنا
هل لنا ان نتأكد ونتيقن ان ماكتبه الله لنا هو ماسيكون
وهل لنا ان نبتعد عن هؤلاء الكذبة المنافقون وننبذهم .

لقد آن لنا أن نفتخر بتعاليم ديننا الاسلامي العظيم .

يحكى عن ابراهيم بن أدهم وهو احد الحكماء ، انه مر 
برجل مهموم حزين يظهر ذلك على وجه جلياً , فقال له ابراهيم : سأسلك عن ثلاث فأجبني , فقال له الرجل : نعم.
قال ابراهيم : أيجري في هذا الكون شيء لايريده الله ؟.
فقال الرجل : لا.
فقال ابراهيم : أفينتقص من رزقك شيء قدره الله عليك ؟.
فقال الرجل : لا.
فقال ابراهيم : أفينتقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟.
فقال الرجل :لا.
فقال ابراهيم : فعلام الهمَ ؟!!.

فيجب علينا جميعا ان نتأكد ونطمئن ونطرد من قلوبنا الشك والريبة اذا ماتعلق الامر بأرزاقنا وحاضرنا ومستقبلنا  ،،
وأن نستسلم لخالقنا ونعبده حق عبادته ونشكره على فضله ونعمه التي لاتعد ولاتحصى .
يقول تعالى :
(( أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ  ))


وها هيا العناية الالهية والبشرى السماوية
ابشر بها من استفاق وندم على مافات يقول جل وعلا :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) .

والله المستعان .

المصدر: من مقالاتي وكتاباتي .
  • Currently 34/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2011 بواسطة maigm

ساحة النقاش

aminabdulhady

الله ما أروعك
أمين عبدالهادي

maigm

شكرا لمرورك واهتمامك اخ امين

. فى 30 مارس 2011

مصطفى ابوزيد

maigm
مواطن مصري . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,917