هاآرتس:مصر أخطر على إسرائيل من تركيا
الحدود المصرية - الإسرائيلية
كتب جدعون ليفى المحلل السياسى في مقالته بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن المتضرر الأساسى من أحداث وتغيرات
المنطقة العربية وأحداث الربيع العربي هم الإسرائيليون، مؤكدا ان مصر تحولت إلى دولة تشكل خطرا على الإسرائيليين أكثر من خطر تركيا.
وأضافت الصحيفة أن شواطئ سيناء أصبحت مقابر لفنادق وأحلام إسرائيل، أما الأردن فلا أحد يتطرق بالحديث عنها.
ويقول كاتب المقال إن الإسرائيليين عادوا إلى نقطة البداية فأصبحوا معزولين، يشعرون بالوحدة فى محيطهم، منغلقين, خائفين، معذبين.
وأشار الكاتب إلى أن الضرر والخسارة الهائلة التي حلت بإسرائيل في ظل تغيرات مصر، ليست ذنبا لإسرائيل، لأن الأمر كان خارج سيطرتها وبعيدا عن التوقعات، وإن كان الضرر الذي حل بإسرائيل نتيجة الخلافات التركية كان بذنب من إسرائيل وتقصير منها في إدارة الملف التركي.
وأكد أن أزمة تركيا من صنيع أيدينا بلا فخر، ساخرا من موقف إسرائيل، متسائلا: "كيف يتسنى للإسرائيليين أن يغفروا لساساتهم وجنرالاتهم المناصرين لما يسمونه بالكرامة الوطنية، ولكنهم كانوا مسئولون عن تخريب مكانة إسرائيل وانحدار صلتها تركيا، تلك الدولة العظمى الاقليمية البازغة والساحرة، بدون سبب كاف لذلك، على حد تعبيره.
ويقول الكاتب إنه كان يتوجب على إسرائيل أن تتصرف وفق طبيعة تركيا وأن تعتذر منذ وقت طويل على القتلى الذين سقطوا على متن مرمرة والوقت لم يتأخر بعد لفعل ذلك فالبديل أسوأ بكثير بالنسبة لإسرائيل لأن ضياع تركيا – القوة الاقتصادية والسياسية البازغة- يعنى ضياع آخر حليفة لإسرائيل فى المنطقة.
واوضح ان المعطيات الاقتصادية التى تم نشرها هذا الأسبوع بمناسبة نهاية العام الميلادى تدلل على ذلك، فقد ارتفعت صادرات تركيا من 36 مليار دولار عام 2002 إلى حوالى 135 مليار دولار هذا العام وسجلت نموا مذهلا وصل إلى حوالى 8% فى الوقت الذى تنهار فيه جارتها أوروبا، اما إسرائيل فلا تزال ضمن قائمة العشرين دولة الأكثر استيرادا لعام 2011.
واختتم كاتب المقال قائلا إن الملاذ الإسرائيلى الأخير فى المحيط لايجب التخلى عنه عن طريق حفنة من الساسة الإسرائيليين المتعجرفين الذين يتخذون من العنف وسيلة للتفاهم.
ساحة النقاش