موقع محمود هويدى المحامى ( للمعارف والقانون )

معارف * قانون * أخبار * صحة ومجتمع

authentication required

سعد هجرس

إنقاذ الوطن.. بدلاً من البكاء على حاله

  •  

    الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

    <!-- AddThis Button BEGIN --> <!-- AddThis Button END -->

    هل نترك مصر تحترق، أو تضيع، ونكتفى بالشكوى والبكاء على اللبن المسكوب والتباكى على الفرص الضائعة والتمادى فى تبادل الاتهامات وتقطيع هدوم بعضنا البعض؟!

    ما يحدث فى مصر يمثل أعلى درجة من درجات الخطورة، وليست المشكلة - كما تردد حكومة الدكتور عصام شرف - هى شبح تأجيل الانتخابات البرلمانية وما ينجم عن ذلك من تداعيات وتوابع.

    المشكلة الأكبر هى عودة لغة العنف والبلطجة، لتكون هى الحاكمة وصاحبة القول الفصل فى «الحوار» بين من بيدهم مقاليد الحكم وبين الشباب المصرى، الذى تدفق مرة أخرى على «ميادين» التحرير فى كثير من المدن المصرية، للتعبير عن رفضه للطريقة التى تدار بها الأمور، والتى تؤدى فعليا إلى اغتيال الثورة.

    المشكلة الأكبر هى أن تلجأ أجهزة الأمن إلى أساليب اللواء السفاح حبيب العادلى نفسها، فيتم قتل أكثر من ثلاثين شخصا، وإصابة الآلاف فى أقل من يومين، وكأن ثورة لم تندلع فى البلاد يوم 25 يناير الماضى، من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

    المشكلة الأكبر أن حكومة عصام شرف لم تر فى هذه المذبحة مدعاة لاستقالتها، أو على الأقل لتقديمها اعتذاراً صريحاً إلى الشعب المصرى، بل أخذتها العزة بالإثم ووجهت التحية والشكر إلى وزارة الداخلية على «ضبط النفس» الذى مارسته فى رأى بيان الحكومة، بينما يشعر شخص غير مصرى مثل «فستر فيلى» وزير خارجية ألمانيا بـ«القلق الشديد إزاء الوضع فى مصر».

    المشكلة الأكبر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قد سكت على هذه اللغة الاستفزازية للحكومة التى عينها، ومازال مصراً على إبقائها فى الحكم، رغم مطالبة ملايين المصريين برحيلها، بشكل يذكرنا بعناد الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى ظل رافضاً لكل مطالب المصريين بالتغيير، حتى جاء الطوفان.

    المشكلة الأكبر أن اللغة التبريرية نفسها القائمة على الكذب والتضليل واجتزاء الحقائق، مازالت هى السائدة فى الخطاب الرسمى سياسيا وإعلاميا بطريقة أنس الفقى نفسها.
    المشكلة الأكبر أن تدمير «الدولة» المصرية، يجرى على قدم وساق فى مشارق البلاد ومغاربها، دون أن يحرك المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ساكنا، وكأن هذا التفكيك يحدث لدولة أخرى فى كوكب المريخ.

    المشكلة الأكبر أن اقتصاد مصر على وشك الإفلاس، ومع ذلك لم تتخذ الحكومة قراراً واحداً لتغيير السياسات الاحتكارية وغير والرشيدة التى تبناها تحالف الفساد والاستبداد لمدة ثلاثين عاماً وأدت إلى خراب مصر ونهب مقدرتها. ومع ذلك سارت حكومة ما بعد الثورة على خطى يوسف بطرس غالى وأحمد نظيف وغيرهما من زعانف نظام مبارك، ورغم أن الاقتصاد ينهار يوما بعد يوم، فإن حكومة عصام شرف لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.. ولا تتحرك، وتعلق كل المصائب على شماعة المظاهرات والمليونيات متعللة بأن هذه المظاهرات وتلك الاعتصامات تعطل عجلة الإنتاج وتؤدى إلى «تطفيش» السياح، متناسية أن الناس لا يعتصمون بـ«مزاجهم».. وأن الاعتصام والإضراب والتظاهر ليس متعة أو هواية.. وأن ما يدفعهم إلى «المر» ما هو «أمر منه» ولكن تبقى المشكلة الأكبر أيضاً فى المعسكر الأخير.
    نعنى معسكر النخبة غير الحاكمة، التى انقسمت وتشرذمت وتفرغت لمعارك صغيرة، وكانت النتيجة هى المأزق الذى دخله الجميع، بما فى ذلك النخبة الحاكمة وغير الحاكمة.
    ولعل ذلك يكون درسا للكل من أجل الالتفاف حول حكومة وحدة وطنية للإنقاذ الوطنى وإنقاذ الثورة قبل طوفان جديد.

    المصدر: اليوم السابع
    • Currently 0/5 Stars.
    • 1 2 3 4 5
    0 تصويتات / 153 مشاهدة
    نشرت فى 23 نوفمبر 2011 بواسطة mahmoudhweedy

    ساحة النقاش

    موقع محمود هويدى المحامى ( للمعارف والقانون )

    mahmoudhweedy
    الموقع يهتم بكافة المعارف والعلوم القانونية وأحدث المستجدات على الساحتين المصرية والعربية »

    ابحث

    تسجيل الدخول

    عدد زيارات الموقع

    281,016