إلي الرئيس السابق مبارك:
أسئلة حائرة.. تبحث عن أجوبة عاجلة
بقلم : د. فوزي محمود
شاء قدر مصر أن تتقلد رئاستها لقرابة ثلاثين عاما تقريبا وبذلك كنت ثاني أطول فترة حكم لحاكم في مصر في العصر الحديث( القرون19.20 وبداية21) بعد محمد علي باشا.
أسئلة حائرة.. تبحث عن أجوبة عاجلة
ولقد تدرجت في العسكرية حتي شرفت بقيادة القوات الجوية في حرب اكتوبر المجيدة وكانت للضربة الجوية الاولي تأثيرها معنويا للجيش والشعب وردت اعتبار ضربة الطيران في كارثة يونيو.67
الرئيس السابق: دعني أوجز في عجالة شديدة أسئلة تلغرافية حائرة تبحث عن أجوبة عاجلة:
لأن كتاب أعمالك وصحيفة أفعالك وأقوالك لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها:
وأحن عليهم من ظلم عهدك؟!
هذه رسالة ليك من إنسان مصري ضاعت فرصته وفرصة خمسة أجيال معه بسبب هيمنتك والعصابة علي المناصب والفرص وكتم أنفاس الشعب وصوته.. أوجه لك هذه الرسالة وأنا والله وحده يشهد اللهم لا شماتة ولكن مشفق عليك وقد هلك عنك سلطانك؟! وثق تماما أنني لست أبكي منك ومن أعمالك بل أبكي عليك وعلي ما آل إليه حالك؟!. 1ـ حقوق العباد لا تسقط إلا بردها أو سماحة وعفو أصحابها فكيف ستحاجج ربك وماذا ستقول له عن حقوق تخص85 مليون مصري حتي ان سامحك البعض فلن تسامحك الأغلبية.. 2ـ وماذا ستقول لربك وكل راع مسئول عن رعيته في شهداء العبارة بينما كانوا يصارعون الموت كنت تجلس أنت وزوجتك وأولادك باستاد القاهرة لمتابعة نهائي البطولة الأفريقية تلوحون بالأعلام وتقبلك زوجتك أمام العدسات بينما أسماك القرش تلتهم غرقي العبارة وفي نفس الوقت د. زكريا عزمي كاتم أسرارك مشغول بتهريب ممدوح إسماعيل صاحب العبارة وماذا ستبرر لربك شهداء قطار الصعيد أو مسرح بني سويف؟ باختصار في عهدك المصريون ضاق بهم الوطن فذهب صفوة شبابهم غرقي الهجرة غير المشروعة لإيطاليا.. وطن ضاق بأبنائه في فرص العمل والسكن ثم ضاق عليهم بالقبر والكفن فكان البحر وأسماك القرش قبرا وكفنا؟! 3ـ ألم تحسب حساب التاريخ عن عهدك التي جرفت فيه مصر خيرات وأراض وكنوز وآثار وحتي الشخصية المصرية ديست بالوطن وأهينت بالخارج ولم تحسب حساب موقعك في كتب التاريخ. 4ـ ألم تحسب أنت وأولادك وزوجتك حساب حفيديك عمر علاء وفريدة جمال وماذا سيقول لهما زملاء دراستهما في المدرسة ثم الجامعة وما إحساسهما عندما يقرآن كتب التاريخ وبدلا من وجودك ضمن الزعماء والرؤساء ستكون ضمن من ثار الشعب ضده بعد أن اكتوي بنار ظلم حكمه وديكتاتوريته ونهبه وتجريفه هو وأولاده والمحظوظين من حوله لمصر وشعبها حتي أصبح الفساد مؤسسا وومنهجا ومن ثم أجبره الشعب علي التنحي وأخرجه من سدة الحكم مذموما مدحورا؟! الفرصة ما زالت أمامك لتغسل وإزالة بعض خطاياك وإبراء ذمتك من كل ما أخذت وأسرتك وأتباعك بغير حق تبرئ ذمتك أمام الشعب وأمام الله وهذا هو الأهم.. أما جرائم الفساد السياسي والاداري فأمرها للأيام والدهر وللنسيان وقبل ذلك المولي عز وجل يرعي شباب هذه الأمة ويبارك في سواعده ومساعيه لإعادة بناء مصر والشخصية المصرية التي أرادها أدعاء السياسة وحملة المباخر وسدنة الفرعون شخصية مسخ.. تائهة.. ضائعة بلا هدف في الحياة.. ولكن خاب ظنهم وكان ظنهم كله إثما فما إن حانت الفرصة وعادت الروح حتي هبت مصر من رقدتها وفي الطليعة شباب وفتية آمنوا بربهم فاقتلعت النظام الفرعوني المستبد من جذوره وما زالت تلاحق الأذناب؟!
ساحة النقاش