الآن كيف تغادرين ؟
ــــــــــــــــــــــــــ
لا تسفكى شوقى
بنظرة عاتبِ
رفقا ً بقلب العاشقِ المُتأدبِ
لا تذرفى الوجعَ
الحنين يقُدُّنى نصفين من قُبُلٍ
و لستُ بكاذبِ
عنقودكِ البرىُّ حلوٌ لثْمهُ
و مُخَضَّبٌ بالضوءِ
ليل تعاقبى
تخبو حياتى لحظتين
تعيدنى عيناكِ
تمنحنى جديد مذاهبى
مَن أنتِ ؟
يا مَن أنتِ
لا امرأة سواكِ تشكَّلتْ منها
نساءُ كواكبى
نهداكِ إعصاران
كيف تجاورا ؟
كيف التقاؤهما بساحة راهبِ ؟
لو أدركا حين اغتيال براءتى
أنَّ احتراف الموتِ
بعض مواهبى
فى كفِّكِ التنُّور حين يضمنى
يُزجِى سحاب الشعر
فوق ملاعبى
يا هَمَّةً
لا السجن كان أحبَّ لى منها
و لا مُلْكٌ و لا رُؤيا نبى
تستكثرين من الصلاة
و ظِلُّ هاتفكِ المُسجَّىَ
غارقٌ بتثاؤبِ
يا غايةَ التنزيل
ثورة عاشقين
تخطيَا بالصمت سقفَ مطالبى
لَفَمٌ
على لثْمِ الفناءِ مُكرّزٌ
للمنتهاكِ
مُغامرٌ بمكاسبى
بمُدامها
نشوانةٌ شفةُ الضياع
تؤم مصطفِّين حَذْو مناكبِ
لمَّا تَبَدَّى النور
قام الشعر مُؤتلقاً
و مرتدياً عباءةَ تائبِ
فلمَ التنائى
عن صوامع ناسكٍ
محراب عينيك اصطفاه ؟
فجاوبى
مُخضلَّةٌ عين السماء
و خاشعٌ قلبى بصدركِ
مثل طيرٍ آيبِ
الآن كيف تغادرين ؟
الصيدُ نحوك راكضٌ
شدَّى بسهمٍ صائبِ
حين انعكاس الوقتِ
يقضم ظلَّنا
لا تلهثى عدْواً وراء عقاربى
العشق يرشق فى الرؤى أظفارهُ
و يلوك أكباداً بنابٍ ناشبِ
و الحزن يحجل فى سطور حكايتى
يلهو كراقصةٍ
بمحفلِ غائبِ
و أنا أُولِّى الظهر جرْحاً غائراً
متأبطاً أملاً
بأمسى الذاهبِ
يا أيها الماضون فوق مواجعى
رقَّتْ سنابك خيلكم
لمصائبى
مستحكمٌ فيَّ النشيج
و ساربٌ فى التيه
فى عينيِّ سرُّ تجاربى
تعوى ذئاب الموت
فوق قصيدتى
منزوعةَ الأنياب لم تتحاربِ
يا أيّها البحَّار بحرك شاسعٌ
مثل امتداد الحلم
حسبكَ قاربى
يا أمّ قيس لا رثاء لمثله
يا ليلُ قُومى ازّيِّنى و تواثبى
قُدِّى قميصى مرتين و مرةً
قُدِّى لحاء الكرْمِ
روَّاها صبى
بعض انفلات الذات
فيْضٌ كلّه
أسمى ارتقاء الطين
بعض متاعبى
لستُ ابن يعقوبٍ
و لا برهان لى
لا تُغلقى الأبواب
لستُ بهاربِ
******
محمود السيد إسماعيل
<!--


ساحة النقاش