السهرة
إذاعة البرنامج الثقافى
مكان ٌ نظيفٌ
حسنُ الإضـــــاءة
قصة :
إرنست هيمنجواى
الإعداد الدرامى والحوار : ماهرمهران
إخــــــــــــــــــــــــراج : ناهد الطحان
مكان ٌ نظيفٌ
حسنُ الإضـــــاءة
قصة قصيرة لأديب نوبل الأشهرإرنست هيمنجواى تعرض حياةَ رجلٍ ثرى جداً تجاوز الثمانين من عمره يعيش وحيداً ، ورغم امتلاكه للمال الكثير إلا أنه مغرمٌ بالبحثِ عن النورحتى فى الأماكن التى لايحبها
الشخصيات:ــ
1ــ النادل العجوز
2ــ النادل الشاب
3ــ الزبون
4ــ البارمان
مسمع (1)
(صوت غسيل أكواب )
النادل الشاب : (فى تثاؤب) لقد تأخر الوقت كثيراً
النادل العجوز : لا يا بنى ، لم يتأخر الوقت كثيراً كما قلت
النادل الشاب : كيف لم يتأخرْ الوقتُ كثيراً ؟ والساعةُ تقتربُ من الثانيةِ والنصفِ بعدَ منتصفِ الليل ، كيف أيها النادل العجوز؟!
النادل العجوز : أنظرْ لما تبقى من الليل ، ولا تنظرْ لما مضى منه أيها الشابُ العاشقُ للنومِ والأكل ِ والكسلِ هههههههههه
النادل الشاب : كيف ؟ وعقاربُ الساعةِ تهرولُ بسرعة قطارٍ حديثٍ نحوَ الثالثةِ بعدَ منتصفِ الليلِ ، وهذا وقتٌ مثالى للذهابِ إلى السريرِ ، والاستسلامِ لنومٍ عميقٍ
النادل العجوز : إذا كان النومُ جميلاً ورائعاً فإن الليلَ أيضاً جميلٌ ورائعُ ، جرب أن تنظرَ من زجاجِ النافذةِ ، وترى الندى الشفاف َ الرائقَ الجميلَ وهويتساقطُ ويزيلُ الغبارَ من الجوِ والضوضاءَ من الشارعِ ، فقط انظرْ ، ومتِّع عينيك أيها الشاب ، فهذا منظرٌ رائعٌ من ثامن المستحيلاتِ أن تراه إن ذهبت للنوم فى هذا الوقتِ
النادل الشاب : (مازحاً ) من الممكن أن أراه بدونِ عناء السهرِ ............................... فى الحلم طبعاً ههههههههههههههههههههههه
النادل العجوز : (مازحاً) مثلك لايحلمُ هذه الأحلامَ الجميلةَ أيها الفتى المغرمَ بالنومِ
النادل الشاب : (متثائباً) أووووووووووووه ، لم أعدْ أحتملْ السهرَ ، أووووووووه ، أريدُ الذهابَ للنومِ ، أريدُ العودةَ للبيتِ
النادل العجوز : قلت لك ، ليس الآن
النادل الشاب : لِمَ ، وقد غادرَ الجميعُ الحانةَ؟!
النادل العجوز : لم يغادرْ الجميعُ الحانةَ ؟ انظرْ جيداً
النادل الشاب : (مقللاً ) لم يبق إلا رجلٌ واحدٌ فقط
النادل العجوز : تذكرْ أنه ليس رجلاً عادياً ، فهو زبونٌ دائمٌ ، ورجلٌ طيبٌ ، والأهم ُ أنه زبونٌ كريمٌ ، يمنحنا فى كلِ مرةٍ يأتى فيها الحانةَ بقشيشاً كبيراً أيها الأحمق
النادل الشاب : أنا لم أنس ولكن يبدو أنه ثَمِلَ
النادل العجوز : ههههههههههه ثَمِل ؟!
النادل الشاب : نعم ، ومن الممكنِ أن يخرجَ من الحانةِ من غير أن يدفعَ الحسابَ
النادل العجوز : لا أستطيعُ معرفةَ إن كان ثملاً أم أنه مستمتعٌ بهذا الهدوءِ الرائعِ ، والإضاءة ِ الجميلةِ ، والندى المتساقطِ من أوراقِ الأشجارِ الخضراء ، لكن هذا لايمنعُ أن تراقبه ، فربما ــ وهذا احتمالٌ غيرُ واردٍ بالمرة من وجهة نظرى المتواضعة ــ ربما يخرجُ قبلَ أن يدفعَ الحسابَ كما قلت
( يعلو صوت الموسيقى ثم ينخفض)
البارمان : هل تعلمان أن هذا الزبونَ الطيبَ العجوزَ قد حاول الانتحارَ فى أوائلِ الأسبوعِ الماضى
النادل العجوز : ماذا؟
البارمان : (مؤكداً) حاول الانتحار
النادل العجوز : يبدو أنك ثملت بسببِ وقوفك وسطَ زجاجاتِ الخمرِ يا موظفَ البار
البارمان : صدقنى ، لقد حاول الانتحار
النادل العجوز : لماذا؟
النادل الشاب : ليته فعلها ، ليته انتحر وأراح نفسه وأراحنا
البارمان : كنت تتمنى أن يفعلها لتستمعَ بالنوم مبكراً ولكن خاب ظنك
النادل الشاب : لاتذكِّرنى فأنا أستشيط غضباً ، ويرتقع ضغطُ دمى كلما تقدَّم عقربُ الدقائقِ وأقترب من الثالثة ....... بعد منتصف الليل ،، هل سمعتنى أيها العجوز؟ أقول بعد منتصف الليل
النادل العجوز : لماذا يشعرُ رجلٌ مثل هذا ، يبدو عليه الثراءُ الشديدُ ، ومنظره الرائعُ وأبهته يشيان بأنه يمتلكُ كلَّ شىءٍ ، ويعيشُ فى ترفٍ ورغد ، ويستمتعُ بكلِّ ما لذَّ وطاب فى الحياةِ ، لماذا يشعرُ رجلٌ كهذا باليأسِ ، ولماذا يقدم على خطوةٍ مجنونةٍ كهذه
النادل الشاب : أعت...
النادل العجوز : (مقاطعاً ) أريدُ الاستماعَ لموظفِ البارِ وليس أنت
البارمان : أعتقدُ أنه بسببِ اللاشىء
النادل العجوز : وهل اللاشىء يدفعُ الانسانَ للانتحار؟
البارمان : نعم
النادل الشاب : ههههههههههههههه ، اللاشىء
النادل العجوز : اصمتْ الآن ، فأنا أريدُ أن أفهمَ
النادل الشاب : تفهم ماذا؟
النادل العجوز : أريدُ أن أفهمَ شيئاً أعلى من مستوى تفكيرك الذى توقَّف بسبب رغبتك الكبيرةِ فى النوم ، قل لى أنت ، ماذا تعنى باللاشىء؟
البارمان : هذا الرجلُ عاش الحياةََ من الألفِ إلى الياءِ ، حصل على المالِ الوفيرِ وأستمتع بكل ملذاتِ الحياةِ ، أكل ألذَ أنواعِ الطعامِ ، وشرب أجودَ الشرابِ ، أستمتع بالسيارات ِ الفارهةِ ، بالنساء ، بالأماكنِ ، بالعطورِ ، بالمجوهراتِ ب...
النادل العجوز : كيف عرفت كلَّ هذا؟
البارمان : هيئته تكشفُ عن ذلك ؟ ألا تراه؟
النادل العجوز : يتعاملُ وينفقُ ويجودُ وكأنه ملكٌ من ملوكِ الشرقِ ، هذا ما لمسته بنفسى
(صوت دقات متزنة على منضدة)
النادل الشاب : (فى ضيق) يبدو أنه يريدُ شيئاً أخر
النادل العجوز : أذهبْ إليه وسله عما يريدُ ، ولبْ له طلبه دون أن يلحظَ أنك راغبٌ فى النوم
النادل الشاب : (فى ضيق ) الساعةُ تقتربُ من الثالثةِ بعدَ منتصفِ الليلِ وأنا أرغبُ رغبةً شديدةً فى النوم
النادل العجوز : أوووووووف ، سأذهبُ أنا
النادل الشاب : قلْ له أننا راغبون فى النوم
النادل العجوز : مادام لدينا زبونٌ واحدٌ ، فلا تكاسل ولا نوم ، هل فهمت أيها الفتى الكسولُ أم أن كثرةَ تناولك للطعام عطلت ماتبقى لديك من تفكير؟!
(يعلو صوت الموسيقى وهو يختلط مع خطوات النادل العجوز)
النادل العجوز : أمرك سيدى؟
الزبون : حانتكم هذه رائعةٌٌ
النادل العجوز : أشكرك سيدى
الزبون : إنها جميلةٌ جداً هذه الحانةُ ، وللحقيقةِ لقد أسرنى جمالُها الآخاذُ ، فهى هادئةٌٌ ، ونظيفةٌٌ للغاية
النادل العجوز : يسعدنا أن نراك هنا دائماً ، فحانتنا تزدادُ جمالاً بتشريفك لها سيدى
الزبون : سترانى ، نعم سترانى يومياً جالساً تحتَ هذه الشجرةِ الجميلةِ العريقةِ فى ركنِ هذه الحانة ، سأجىءُ لأشربَ وأداعبَ حباتِ الندى وهى تتساقطُ من على أوراقِ الشجرِ شديدةِ الخضرة
النادل العجوز : هذا يسعدنا كثيراً سيدى ،، هل تأمرنى بشىءٍ؟
الزبون : (متنهداً) أريدُ المزيدَ من البراندى؟
النادل العجوز : (فى أدب) ولكنك أسرفت فى الشرابِ هذه الليلةَ يا سيدى
الزبون : أشعرُ أننى مازلت راغباً فى المزيدِ أيها الرجلُ الطيبُ ،، لا عليك وأتنِ بالمزيد لوسمحت
النادل العجوز : ربما تثملُ سيدى
الزبون : لاتخف ، احضرْالمزيدَ لوسمحت
النادل العجوز : لك ماشئت سيدى
(صوت خطوات النادل العجوز)
البارمان : هل طلب الحساب؟
النادل العجوز : لا
البارمان : (فى سعادة) إذاً لقد طلب المزيدَ من الشرابِ؟
النادل العجوز : نعم
البارمان : رائعٌ ، هذا يعنى الكثيرَ من الربحِ ، ليلةٌ رائعةٌ إذاً
النادل الشاب : (فى ضيق ممزوج بنعاس) بل ليلةٌ سوداء
النادل العجوز : (محذراً فى همس) أخفضْ صوتك كى لايسمعك
النادل الشاب : أريده أن يسمعنى ، أريده أن يمشى ، فالساعةُ تجرى وعيناى احتلهما النومُ، وساقاى صارا غيرقادرين على تحمل جسدى
النادل العجوز : نم مكانك (ثم يقول للبارمان) أعطنى زجاجة براندى أخرى ومعها بطاقةَ حسابٍ لو تكرمت ؟
البارمان : زجاجةً كاملةً؟!
النادل العجوز : نعم ، فإنه على مايبدو سيبقى حتى الصباح
النادل الشاب : (فى ولولة) ليته أنتحرالأسبوع الماضى وأراحنا ، ليته أنتحر
(صوت خطوات النادل العجوز مع تصاعد الموسيقى الناعمة)
النادل العجوز : زجاجةٌ معتقةٌ من أجلك سيدى
الزبون : صبْ لى كأساً
النادل العجوز : أمرك سيدى
(صوت صب البراندى فى الكأس)
الزبون : أحذر أن يسيلَ البراندى من الكأس ، ويبللَ بطاقاتِ الحسابِ ،أويفسدَ هذا المكان النظيف
النادل العجوز : اطمئن ياسيدى
الزبون : ربما تبتلُ البطاقاتُ ويضيعُ رقمُ الحساب
النادل العجوز : (مازحاً) لاتخفْ على البطاقاتِ ياسيدى، فحتى إن ابتلتْ بطاقاتُ الحسابِ فسوف أوافيك بأكثرَ مما تحتويه من أرقامٍ
الزبون : اطمئنْ فأنا سأدفعُ
(يعلو صوت الموسيقى ثم يتصاعد صوت رص الكئوس الزجاجية)
النادل العجوز : خذْ الزجاجةَ
البارمان : ضعها هنا
النادل العجوز : الجوُ هذه الليلة رائعٌ
البارمان : هل من الممكنِ أن تجلسَ هنا حتى أتمكنَ من الاستمتاع برؤيته مثلك؟
النادل الشاب : (فى تثاءب ) يبدو أنه الآن قد صار ثملا
النادل العجوز : (مازحاً) إذا كنت ، قد أوهمت نفسك ، بأنه قد صار ثملاً ، فأوهمْ نفسك ، بأنك نائمٌ فى السرير هههههههههههههههههههه
البارمان : هههههههههههههه جميلةٌ مزحتك أيها النادلُ العجوزُ ، جميلةٌ
النادل الشاب : لست واهماً ، إنه بالفعل قد صار ثملاً ، أنظره جيداً
النادل العجوز : ههههههه ، وحتى لوصدق وهمُك ،، ما الجديدُ فى ذلك؟
النادل الشاب : ماذا تقصدُ؟
النادل العجوز : إنه مثلُ كلِّ ليلةٍ ، لم يتغيرْ فيه شىءٌ
النادل الشاب : (فى حزن) يا ألهى : لماذا لم يقتلْ نفسَه عندما حاولَ أن ينتحرَ الأسبوعَ الماضى ، لماذا لم يمتْ ويريحنى من السهر، ويعطينى فرصة النومِ كاملةً؟ لماذا؟
النادل العجوز : السؤالُ الذى يجبُ أن نسأله لأنفسنا ، لماذا حاولَ هذا الرجلُ قتلَ نفسِه الأسبوعَ الماضى رغم الثراءِ الذى يظهرُ عليه؟
النادل الشاب : (مازحاً) قال لك صديقُنا موظفُ البارِ، إنه بسبب لاشىء ، أههههههههه لاشىء ههههههههههه
النادل العجوز : لست مقتنعاً بهذه الإجابةِ ، وأعتقدُ أن هناكِ إجابةً أخرى أكثرُ إقناعاً
النادل الشاب : (فى حيرة) ومن أين لى بإجابةٍ أخرى وأنا لم أعدْ قادراً على فتحِ عيونى؟!
النادل العجوز : لابأس ، ولكن هل أنتما متأكدان من أنه حاولَ الانتحارَ بالفعل ، أم أنكما تهذيان بسبب تسربِ رائحةِ الخمورِ إلى أبدانكما؟
النادل الشاب : هو الذى قال ذلك
البارمان : نعم ، أنا قلت ذلك
النادل العجوز : كيف يا بنى؟
البارمان : هكذا ، أحضرحبلاً ، ثم لفَّ الحبلَ على عنقه ، ثم وضعَ كرسياً أسفلَ النجفةِ ، ثم صعد فوقَ الكرسى هكذا ، ثم ربطَ الحبلَ فى النجفةِ هكذا
النادل الشاب : (فى خوف) لم يتبق سوى أن تزيح الكرسى ويتدلى الجسدُ مربوطاً فى الحبلِ بلا روحٍ ، جثة ً هامدةً ، أحذر
البارمان : هوفعلَ كلَّ ذلك ، وقبل أن يزيحَ الكرسى ، ويتمكنَ عزرائيلُ من روحه
النادل العجوز : ماذا حدث؟
البارمان : دخلت ابنة أخيه
النادل العجوز : هل تركته يموتُ أم أنها أنقذته؟
البارمان : أنقذته من ميتةٍ مؤكدةٍ
النادل الشاب :(فى حزن) لماذا دخلت فى هذا التوقيت ؟ ولماذا أنقذته؟ ليتها تركته يموت ، لو أنها فعلت هذا لكنتَ الآن مستريحاً وأغطُ فى نومٍ عميقٍ لذيذٍ بدلاً من هذا الغذاب الذى أعانيه ، ليته مات
النادل العجوز : لكن ، لماذا أنقذته؟
البارمان : بالتأكيد هى خائفةٌ على حياته
النادل الشاب : وحياتى أنا ، ألا يخافُ أحدٌ عليها؟
النادل العجوز : أعتقدُ أنه يملكُ مالاً كثيراً؟
البارمان : نعم ، ولقد سمعت أنه يمتلكُ أموالاً طائلةً ، أموالاً يقولون أنها لا تُعد ولاتحصى
النادل الشاب : بنتٌ غبيةٌ بنتُ أخيه هذه ، لو كنت مكانها لتركته يموتُ وأخذت نصيبى من المال والممتلكات ، وأكلت ما أشتهى وشربت ما تتمناه نفسى واستمتعت بالنساء ثم نمت فى فراشى الوثير نوماً عميقاً
(صوت شخير متصاعد)
النادل العجوز : كفْ عن هذا أيها الأحمق ، فلا نوم وقت َ العملِ
النادل الشاب : لم أعد أحتملُ
البارمان : هل تعرف كم عمره؟
النادل العجوز : لا
البارمان : أعطه سناً تقديرياً
النادل العجوز : أعتقدُ أنه لم يتجاوز الخمسين من عمره
البارمان : أخطأت التقديرَ يا سيدى
النادل العجوز : لِمَ ؟
البارمان : هذا الرجلُ تجاوزَ الثمانين بسنواتٍ
النادل العجوز : تجاوز الثمانين؟ كيف؟!
البارمان : نعم ، لقد تجاوز الثمانين ربما بعامين أوعامٍ ونصف على الأرجح
النادل العجوز : يبدو أصغرَ من ذلك بكثير
البارمان : ألم تقلْ لى من قبل أن النعيمَ يطيلُ العمرَ ، والفقرَ يقصفه قصفاً
(يصدر النادل الشاب شخيراً)
النادل العجوز : استيقظْ يا بنى
النادل الشاب : دعنى أنصرف أرجوك
النادل العجوز : تنصرفُ ونتركُ هذا الزبون وحيداً فى الحانة؟
النادل الشاب : وما ذنبى أنا ؟ ماذنب زوجتى وأولادى؟ لماذا ينتظرون رجوعى أكثر من هذا؟
النادل العجوز : هو أيضاً على ما أعتقدُ كانت له زوجةٌ
النادل الشاب : كااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانت وأراحها الله منه ، وعلى كل حالٍ أعتقدُ أنها حتى لوكانت بقيت فلن تكون ذاتَ فائدةٍ له
النادل العجوز : من أدراك يا بنى ، ربما لو كانت معه زوجةٌ لأستمتعَ بالحياةِ أفضل ولشعرَ بالأمان والارتياحِ أكثر
النادل الشاب : على كلِّ حالٍ ، ابنةُ أخيه ترعاه
النادل العجوز : عندما أنظر فى الرجال المسنين مثلى ههههههههههه أتمنى الا أصلْ لهذه السنِ المتأخرةِ
البارمان : لماذا؟
النادل العجوز : الشيخوخة بالنسبةِ لى شىءٌ مرعبٌ هذا بالإضافةِ إلى أن المسنين مثله ومثلى يحتاجون لمن يرعاهم ، ويصبر عليهم
البارمان : ولماذا لا تعشْ مثل هذا الزبون؟ أنه مسنٌ ولكنه يحرص جداً على أن يظلَ رجلاً نظيفاً ، تخيل أنه يظلُ يشربُ طوالَ الليل دون أن تسقطَ قطرةٌ واحدةٌ على ملابسه
النادل الشاب : كُفَّا من النظرإليه ، وليذهبْ أحدنا ويبلغه أننا راغبون فى قفل الحانةِ ، فأنا أريدُ أن أنامَ فى فراشى
(صوت تصفيق واثق ومنظم باليدين)
النادل العجوز : (بصوت مرتفع قليلاً وهومازال فى مكانه) أمرك سيدى
النادل العجوز : (وهومازال فى مكانه) مرنى سيدى
الزبون : أريدُ المزيدَ من البراندى
النادل العجوز : أمرك سيدى
النادل الشاب : (فى غيظ) مممممممممممممم ، إنه يريدُ المزيدَ ، هل سمعت؟
البارمان : اصمتْ كى لايسمعك
النادل الشاب : إنه لايكترثُ برغبتى فى النوم
النادل العجوز : قلت لك أصمتْ
النادل الشاب : لا ، وسأذهبُ أنا إليه
النادل العجوز : لابأس ، أذهبْ إليه ربما أستيقظت من نومك ، ولكن أحذرْ ألا تغضبه
(صوت خطوات متوترة)
النادل الشاب : (فى حدة) ماذا تريدُ؟
الزبون : المزيدَ من البراندى لوسمحت
النادل الشاب : أنتهينا هذه الليلة ، ولم يعد لدينا براندى ولا أىُ شىءٍ ، والساعةُ تسرعُ مهرولةً نحوَ الثالثةِ ، ونحن تعبنا ونرغبُ فى النوم
الزبون : كأساً واحداً لا أكثر
margin-top: 0cm; margin-right: -49.5pt; margin-bottom: 10.0pt; margin-left: -58.5pt;