في ضجيج الاهوال التي تمر بمصر يغيب الابداع بصنوفه المختلفة، طوال العامين الأخيرين أصغي وأنقب وأقرأ خاصة في فن الشعر المعروف بسرعة استجابته الي الاحداث بعكس الرواية التي تحتاج الي وقت، الي جهد قد تعوق الاحداث المتعاقبة بضجيجها عن توفره، ثمة اصوات قوية وعميقة لكنها ما تزال حالات فردية، لا تشكل حركة أو اتجاها متميزا بحيث يمكن القول ان هذا الشعر يعبر عن رؤية الثورة او الاوضاع الجديدة، ماهر مهران شاعر صعيدي أصيل، قرأت له قصيدة رائعة قبل الثورة بعنوان »ابي« وتلك من النصوص النادرة التي احتفظ بها وكانت تحوي نذيرا مبينا بما سيكون. نشرت في أخبار الادب وكتبت عنها افتتاحية، اخيرا صدر له عن دار نشر »وعد« ديوان جديد بعنوان »ويقول عبدالصبور« منذ السطر الاول يتحدث هذا الكيان الوهمي او المتخيل الذي يجسد الوعي الجماعي، قصيدة طويلة لا يتخللها الا لازمة تذكرنا بالراوي »ويقول عبدالصبور..« اترعشت الركب من كتر أحمالها واتقفلت أبواب السما ف باعت الناس عيالها وكشرت الارض في اللي حبوها ف تاه البراح وحاصرتنا الجراح ويقول عبدالصبور ايضا: ساعة تمشي اخذوا البنية وحطوها علي الكرسي ورسموا لها طريق منحني وقالوا لها: من هنا يكون المشي ومن هنا يكون المرور ينجح ماهر مهران، ابن الصعيد (مولود عام ٨٦٩١. في قنا. اصدر حتي الآن تسعة دواوين) في تقديم نص شعري بسيط وعميق، يعبر فيه عن واقع متغير بقوة وضراوة غير أنه يمسك بالجوهر، ويعبر عنه، من هنا جمال وروعة شعره التي تجلت في هذا الديوان الفريد، الجديد.
هنا صوتُ المهمشين والبسطاء والمقهورين ، وهنا شاعريةُ ُالدفاع عن حق الناس فى العيش بعدل وكرامة وحب وإنسانية ، هنا صوت لايشبه الآخرين من حيث التناول والمفردة وتركيبة الجمل الشاعرة ، هنا شاعرٌ اضطهده الجميع لحدة موقفه ، فهو مستقلٌ منذ بدأ الكتابة ، لم ترض عنه الحكومات ، ولم »
شاعر من شعراء العامية المصرية التي يتميز بحسه المرهف وكلماته الجميلة التي تناقش واقعنا العربي والمصري والانساني الذي نعيش فيه فهو كثيراً ما كتب وتطلع للتغيرات التي سوف تحدث وسوف يحدثها هذا الشعب المصري العظيم وبجانب شعره بالعامية المصرية كتب روايات تغوص في الواقع المصري وتكشف الغامض والمهمل والمهمش في صعيد مصر كما انه كتب العديد من المسلسلات الدرامية .