أبويا
كشفت المسابقة التى أجرتها جريدة أخبارالأدب لشعرالعامية المصرية والتى ظهرت نتيجتها مؤخراً عن ثراء شعرى غزير ومواهب عالية الرفعة والفيض يزخربها الوادى الجميل بجنوبه وشماله وخلال هذا الأسبوع أتيح لى أن ألتقى ببعض الفائزين عندما جاءوا إلى دار أخباراليوم لاستلام جوائزهم ، وعندما أقرأ نصاً جميلاً وأرى صاحبه أشعربسعادة حقيقية ..
لقد أذهلتنى النصوص العديدة التى قرأناها ولعلنى لا أذيع سراً أن أستاذنا نجيب محفوظ أسهم بذائقته الشعرية العالية فى تحديد بعض المراكز الأولى للقصائد الفائزة والتى قرأناها على مدى عدة أسابيع ومن القصائد التى توقفنا عندها طويلاً قصيدة الشاعرالصعيدى ماهرمهران بعنوان أبويا !!
ماهريعيش فى البدارى محافظة أسيوط!!
كان ظهورصلاح جاهين والأبنودى وسيد حجاب وفؤاد حداد من قبل ومن بعد بمثابة اكتشافات كبرى وسرعان ما أحتضنتهم الحياة الأدبية وأصبحوا علامات بارزة ،،، من يتبنى هؤلاء الشعراء الجدد الذين يشكلون ظاهرة جديدة عميقة تعيد للحركة الشعرية نضرتها وجمالها بعد النكبة التى أصيب بها شعرالفصحى وانعزاله عن القراء بسبب الإتجاهات التى تزعم الحداثة وإرهاب الميلشيات الشعرية من المحيط إلى الخليج ، وسريان الفرضى والاستسهال ، الشعرالحقيقى فى مصرالآن هوشعرالعامية ، حقيقة تواتينا بكل جلاء ونصوغ وتلك قضية يمكن أن نعود إليها مرة أخرى !!
لقد أستعدت مراراً قصيدة أبويا لماهرمهران والتى يقول فى مطلعها
أبويا
عضمتين فى لباس
و(ع) الدكة متكرمش
ومتهمش
ومايهمش
يموت من السقعة
أو (م) الجوع
لكنى شايفة بيبربش
وبيفتش
على فجرلسه ما هلش ...
هكذا يمضى ماهرمهران فى تجسيد ملامح هذا الأب المصرى الذى يخلو من ملامح الأب الغربى المتسلط القاسى ، صورة انسانية رائعة ليس أقل منها روعة قصائد ماهرمهران التى سلمها لى هذا الأسبوع والتى أتمنى صدورها قريباً عن هيئة قصورالثقافة والتى أبدى رئيسها الدكتورمصطفى الرزاز ترحيباً كبيراً بهؤلاء الشعراء بعد أن قرأ لهم لعل ذلك يحدث أمرا
جمال الغيطانى
تجليات أدبية
21/1/1998