الدافع وراء كتابة برامج الفيروسات هو حب الشهرة

ربما تصل قيمة الأضرار التي سببها ما يعرف بفيروس "الحب" للشركات ومستخدمي الكمبيوتر في أنحاء العالم إلى 10 آلاف مليون دولار

ولكن لماذا يجهد بعض الناس أنفسهم في كتابة شيء يؤدي إلى مثل هذا التدمير؟

يقول براين مارتن الذي يعمل في منظمة تهتم بسلامة مواقع الإنترنت إن هذا التساؤل يشبه السؤال عن الدافع وراء تسلل بعض الناس إلى بعض المواقع على شبكة الإنترنت

ويقول براين إن بعض مبدعي الفيروسات إنما يلجأون لذلك من أجل حب الإبداع المحض، ليروا إلى أي مدى يستطيعون كتابة برنامج محكم، وإلى إي مدى سيكون هذا مؤثرا، وإلى أي مدى يمكنهم إخفاءه

لكن معظم كاتبي برامج الفيروسات ممن يكتوبنها بدافع التحدي لا يطلقون هذه الفيروسات لتعيث فسادا في كمبيوترات العالم. لكنهم، بدلا من ذلك، يتبادلون هذه البرامج مع أمثالهم من كتاب برامج الفيروسات

إنهم يسعون إلى إبراز قدرتهم على الإبداع لدى نظرائهم

الحاجة إلى الشهرة

لكن هناك جانبا سيئا لهذه الحاجة إلى إثبات القدرة. ويعتقد كيفين بولسين وهو أحد من مارسوا التسلل إلى مواقع الإنترنت في السابق أن البراهين تشير إلى أن الدافع وراء ما عرف بفيروس "الحب" هو إثبات الذات لدى شاب في مقتبل العمر

وقال بولسين إن عناصر المهارة والخبث والحيلة في مثل هذا الهجوم تغري الشباب

وقال بولسين إنه كان في السابعة عشرة من عمره حينما تسلل إلى موقع وزارة الدفاع الأمريكية، ثم قضى خمس سنوات بعد ذلك في السجن بسبب جرائم أخرى تتعلق بالكمبيوتر

وأضاف بولسين أن كتابة 30 أو 40 سطرا لخلق فيروس يجعل من عملك خبرا يتصدر نشرات الأخبار في العالم أمر يفتن الشباب

ويختلف المختصون في مدى البراعة والخبرة التي قد يحتاجها كاتب برنامج فيروس مثل فيروس الحب

ويقول بولسين إن فيروس "الحب" يبدو أكثر تقدما من الهجمات السابقة التي أثرت في بعض مواقع الإنترنت المشهورة في شهر فبراير/شباط الماضي

ففي هذا الفيروس استغل المنشئ برنامجا موجودا بالفعل على الإنترنت ووضعوه على بعض أجهزة الكمبيوتر غير المؤمّنة

أوهام وسائل الإعلام

لكن خبير سلامة الكمبيوتر إيرا وينكلر يستخف بهذه الفكرة القائلة بأن فيروس "الحب" تطلب براعة لإنشائه

ويقول وينكلر إن هذا وهم روجته وسائل الإعلام، فمثل هذا الفيروس الذي ليس سوى برنامج بسيط يكرر نفسه لا يحتاج إلى ذكاء

فكل ما على المبرمج أن يفعله هو أن ينسخ برنامجا موجودا بالفعل على الإنترنت، وهذا ليس بحاجة إلى ذكاء. إن هؤلاء الأشخاص إنما يشبعون رغباتهم المريضة في الشهرة

وقال وينكلر إن وسائل الإعلام تخطئ إذ تفترض أن مثل هذا الفيروس الذي يسبب هذا الضرر الهائل لا بد من اتصاف منشئه بالبراعة والذكاء

ليس هناك دراية بالأضرار

ويتفق خبراء سلامة الإنترنت على أن كاتبي برامج الفيروسات ربما لا يدركون مدى الأضرار التي قد تسببها فيروساتهم عندما تنطلق من عقالها

واشار بولسين إلى أول فيروس كبير تتعرض له أجهزة الكمبيوتر، وكان يعرف باسم دودة موريس

فقد أصاب هذا الفيروس 10 % من أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت في عام 1988

والبرنامج كتبه شاب اسمه روبرت موريس وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وأطلقه من مختبر معهد ماساسوشيتس

وكان من المفترض أن تترك دودة موريس نسخة من نفسها على كل جهاز كمبيوتر، لكن موريس ارتكب خطأ أدى إلى تكرار الدودوة لنفسها مرة بعد أخرى إلى ما لا نهاية، مما أغرق الإنترنت بفيض منها

ولذلك لا يندهش خبراء سلامة الإنترنت إذا قيل لهم إن كاتبي برامج الفيروسات يعجبون من الأضرار
التي سببها فيروس "الحب" الأخ


دافعت شركة المانية متخصصة في امن أجهزة الكومبيوتر عن موقفها بتعيين شاب الماني ابتكر دودتي ساسر ونيتزكي.

وقالت شركة سيكيوربوينت إن قرارها بتعيين سفين ياشن بمثابة منحه "فرصة ثانية".

واعاد ذلك النقاش بشأن الطريقة التي يجب أن توظف بها شركات مكافحة فيروسات الكومبيوتر موظفيها.

وانتقدت عدد من شركات مكافحة الفيروسات شركة سيكيوربوينت قائلة إنها بمثابة رسالة خطيرة لمبتكري الفيروسات.

ويقول منتقدو الشركة إن ذلك سيمنح مبتكري الفيروسات فرصة لمعرفة ما يحدث داخل الشركة.

ويقول بيتر سيمبسون أحد مديري شركة كليرسويفت لمكافحة الفيروسات "إن المهارة المطلوبة لكتابة فيروس تعد مهارة بدائية مقارنة بكتابة برامج مكافحة الفيروسات".

ويضيف قائلا إن تعيين مبتكر فيروسات معروف لن يؤدي إلى تضاؤل ما هو منتشر عن ان شركات مكافحة الفيروسات هي المسؤولة عن انتشار الفيروسات.

ولكن أن يكون الشخص مبتكر فيروسات لا يبدو مؤهلا كافيا للحصول على عمل في مجال مكافحة الفيروسات.

ومن المقرر أن يمثل ياشن، الذي اعترف بابتكار فيروسي ساسر ونيتزكي، للمحاكمة بتهمة تخريب الأنظمة العامة.

وتسبب الفيروس في خسائر تقدر بملايين الدولارات.

وقال لوتز هوزمان المدير الفني للشركة إن ياشن كان من أفضل المتقدمين لوظيفة أعلنت عنها الشركة. وقد ارتكب أخطاء في الماضي وهو يستحق فرصة أخرى.

ويقول جراهام كلولي كبير الاخصائصيين في شركة سوفوس لمكافحة سوفوس لمكافحة الفيروسات إنه منذ عشرة أعوام كان مبتكروا الفيروسات يحاولون الحصول على وظيفة في شركات مكافحة الفيروسات.

وأضاف إن ما قامت به الشركة الالمانية أمر خطير حيث يعني ذلك إن الحصول على وظيفة في شركات المعلومات يعد بمكافأة على ابتكار الفيروسات.

ويقول :"حتى إذا كان مبرمجا جيدا، فلماذا أعلنت الشركة عنها، انها رعاية رخيصة".

وتنفي شركة سيكيوربوينت إنها في حاجة إلى الدعاية كما تقر بانه لا يجب النظر إلى القدرة على ابتكار الفيروسات كمؤهل للعمل في شركات المعلومات.

ويحظى ياشن بشعبية في المانيا. ولكنه ليس أول مبتكر للفيروسات يتحول إلى بطل. حيث شكر الرئيس الفلبيني مبتكر فيروس "الحب" لأنه وضع البلاد في دائرة الاهتمام. كما ان مبتكر فيروس "آنا كورنيكوفا" حظي بالاعجاب من قبل عمدة مدينته في هولندا.

ويقول كلولي إن الأفلام السينمائية تساهم بدور كبير في اضفاء نوع من العبقرية على مبتكري الفيروسات.

ولكن مسؤولي شركة سيكيوربوينت يقولون إن ياشن لا يتمتع بكل ذلك، بل إنه تلقى تهديدات بعضها بالقتل كما إن والده فقد وظيفته بسبب ما قام به ابنه.

وأضاف إنه قد يسجن لفترة طويلة. وهو يريد العمل كمبرمج ويحيا حياة عادية.

<!-- E BO -->


  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 686 مشاهدة
نشرت فى 29 أغسطس 2007 بواسطة madaa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

370,465