الحسد بين الاعلاميين والمثقفين
بقلم بكرى دردير
قد ذكر في القرآن والأحاديث الشريفة عن الحسد ولا يوجد فارق بين مصطلحي العين والحسد، فالعين هي النظرة إلى ما عند الآخرين من نعمة بروح الحسد، وتأتي بمعنى الحسد. وهو هنا عندما يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود، مضيفا أننا نعمل في محيط كبير ولا نستطيع تجاهل العمل مع معظم الاشخاص الذين يعانون من هذا الوضع؛ فأفضل شيء هو التحصين بقراءة المعوذات والاتكال على الله
الحسد هو الشعور بتمني زوال القوة أو النعمة عن شخص من طرف شخص أخر الحصول عليها دون سواه وهو نتيجة من نتائج الحقد بل قد تصل إلى الرغبة في إلحاق مصائب بالآخرين والحسد غزا جميع المجالات دون استثناء ولم تسلم منه حتى الطبقة المثقفة التي تنادي بالقيم . نرى الحسد شعور شمل الكتاب و المثقفين و الإعلاميين بشكل رهيب و تحولت أقلامهم للكيد و الضغينة أكثر و نسيت الهدف الذي وجدت من اجله وهو نتيجة من نتائج الحقد بل قد تصل إلى الرغبة في إلحاق مصائب بالآخرين
فالحسد مرض قديم قدم الزمان نفسه، ويقال انه اول ذنب اقترفه إبليس عندما عصى الله رب العالمين، عندما رفض السجود لآدم مع الملائكة، وما ذلك إلا حسداً من آدم عليه السلام على المكرمة التي أكرمه الله بها.
وهو أول معصية يعصى بها الله، ووقع فيها من بعد إبليس أحد ابني آدم عندما حسد أخاه على قبول الله لقربانه ولم يتقبل منه فما كان منه إلا أن قتله، وهي أول جريمة عصي بها الله على وجه الأرض بسبب الحسد.
والحسد والعين يشتركان في التأثير حيث يسببان ضررا للمعين والمحسود، ويختلفان في المصدر، فمصدر الحسد حقد وحرقة القلب واستكثار النعمة ولا تخلو حياة الاعلاميين والمثقفين بعض من مواقف يؤكدون فيها بأنهم تعرضوا للحسد أو الإصابة بالعين ، وتمني زوال هذه النعمة.
فاحذروا يا عباد الله، من الحسد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا منه وقال: لاَ تَحَاسَدُوا هذا نهي من الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحسد فيما بيننا، فمن رأى على أخيه نعمة فإنه لا يحسده عليها، وإنما يسأل الله أن يرزقه من فضله قال الله جلَّ وعلا: (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)، أسأل الذي أعط أخاك هذه النعمة أن يعطيك، فإنَّ الله جواد كريم، إذا سألته أعطاك، أما أن تحسد أخاك على نعمة الله التي أتاه الله إياها، فأنت حينئذ معترض على الله، وقاطعوا صلة الرحم أو صلة الإيمان التي بينك وبين أخيك، فعالج الحسد بأن تسأل الله الكريم من فضله والله واسع عليم، وعالج الحسد أيضا بأن تؤمن بالقضاء والقدر وإنما حصل لأخيك إنما هو بقضاء الله وقدره والله أعلم سبحانه وتعالى، لا تعترض على الله سبحانه وتعالى، لا تعترض على الله في قضائه وقدره، ولا تقول فلان ما يستحق هذا الشيء كما نسمع من بعض الناس، والله فلان ما يستحق هذا،
لماذا فلان كذا وكذا، أو إذا نزلت مصيبة بأحد قال إن فلان قال جيد وأنه ما يستحق هذه العقوبة، كأنه يعترض على الله سبحانه وتعالى و قال صلى الله عليه وسلم: لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ. للوقاية من الحسد منها: التجنب والابتعاد عن كلا اعلامى او كاتب حاسد و قضاء الحوائج بالسر والكتمان
ولا تخلو حياة بعض الناس من مواقف يؤكدون فيها بأنهم تعرضوا للحسد أو الإصابة بالعين، على الرغم من أننا جميعا لا نستطيع إثبات أن ما قد يحدث لنا من أمور سيئة هو نتيجة ذلك، فحكايات الحسد وأنواعه وأشكاله كثيرة، وكثيرة أيضا معاناة الناس التي ينسبونها إلى النظرة الحاسدة ومن المستحيل إقناع من يؤمن بالعين والحسد بأنه على خطأ.
ساحة النقاش