صدى مصر sada misr

رئيس مجلس الإدارة : بكرى دردير رئيس التحرير: سيد عبد النبى

في ليلة من الليالي، وبعد سهرة تطايرت فيها الرؤوس، وتلاعبت بها المخدرات، خرجنا من (الوكر) لكي نتنفس الهواء العليل ليزيدنا طرباً على طرب!! ونشوة إلى نشوة!! وبينما كنا في سعادة موهومة غامرة، وغيابات كاذبة، إذ بالسيارة تنقلب عدة مرات.
كنا أربعة من الشياطين داخل السيارة، توفي الثلاثة ولم يبق إلا أنا نجوت بأعجوبة.. بفضل الله تعالى.
 ومكثتُ في المستشفى عشرة أيام كاملة ما بين الحياة والموت، غيبوبة كاملة تماماً، كتلك التي كنتُ أحياها من قبل.
 وأفقتُ من الغيبوبة الصغرى عقب الحادث، على حقيقة الغيبوبة الكبرى التي كنتُ أحياها، واكتشفتْ نفسي من جديد، وشعرت بالإيمان بعد أن مات الإحساس لديّ، وعدتُ إلى الله ضارعاً مستغفراً حامداً شاكراً لأنه تولاني وأنقذني من موتتين: موت السيارة، وموت الإدمان، وخرجت من المستشفى إلى المسجد مباشرةً، وقطعتُ كل صلتي بالماضي، وأحمد الله أنني دخلتُ المسجد بدلاً من السجن،
.............
وقالت إحدى الفتيات اللاتي عبدن الشيطان منذ عدة أعوام في التحقيقات:(إن أبي وأمي لم يدخلا غرفتي منذ سنة ونصف ..!).وهذه هي النتيجة الطبيعية إذا تركنا الأبناء هملًا لا ندخل على حجرتهم، لا نعرف نوعية الصور التي يعلقونها أو كتب التي يقرؤونها، ومن هم أصدقاؤهم الذين يختلطون بهم، وما هي أفكار هؤلاء الأصدقاء؟، وما هي البيئة الأسرية التي أتوا منها؟

متابعة الأبناء :
 صفة من صفات الأنبياء ـ عليهم السلام ـ كما في قصة الهدهد وسليمان عليه السلام، قال تعالى: {وتفقد الطير } يقول السعدي رحمه الله: (دل هذا على كمال عزمه وحزمه، وحسن تنظيمه لجنوده، وتدبيره بنفسه للأمور الصغار والكبار حتى إن لم يهمل هذا الأمر وهو تفقد الطيور، والنظر هل هي موجودة كلها أم مفقود منها شيء)
 إن أي انحراف يعتري أفكار الأبناء أو سلوكهم لا يأتي في لحظة واحدة أو بين عشية وضحاها، وإنما تتسلل الأفكار إليهم رويدًا رويدًا، ولا تتمكن منهم إلا تحت مظلة الإهمال الأسري، وعدم متابعة الوالدين لهم،

و المتابعة الناجحة : 
 والتي تؤتي ثمارها هي التي تتم بطريق غير مباشر، ومن طرف خفيّ لئلا يشعر الأبناء – خصوصًا الصغار – بأنهم مراقبون وحركاتهم مرصودة؛ فيفتقدون الشعور بالحرية والتي هي حاجة أساسية من حاجات الطفل لابد من إشباعها.
 وقد ينتج عن المتابعة كشف بعض السلوكيات السلبية غير المتوقعة، وهنا يجب ضبط النفس والتعامل مع الابن بطريقة حكيمة، واستحضار أنّ الهدف هو التربية والتصويب والتحسين، وليس الهدف من المتابعة هو تعداد الأخطاء والإذلال بها.
 وكذلك عندما يدخل الأطفال في سن المراهقة يلاحظ عليهم الآباء تغيرات كثيرة، ويزداد الأمر أكثر حينما يمتلكون هواتف ذكية ، تتيح لهم الولوج إلى عالم مفتوح، فحينها تزداد مخاوف الوالدين على الأبناء، ولكن أسلوب المراقبة المباشرة، ستجعل الطفل يشعر بانعدام الثقة، وقد تجعله ذو شخصيتين، واحدة يحبها والديه، والأخرى التي يخفيها.

أخيرا:

أكثر ما يشغل الآباء أعمالهم، فهم يعتقدون أنه لا يوجد لديهم الوقت الكافي لمراقبة أطفالهم، وبعضهم يعتقد أنهم آباء مثاليون، وأن أطفالهم تحت السيطرة، وعلى أفضل حال، لكن كثيرا ما نسمع بعض الأحداث والقصص المحزنة، حينما يصطدم الآباء بواقع آبنائهم، ويجدون عكس ما كانوا يتوقعون
 قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)

luxlord2009

صدى العربية Sada Arabia

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2017 بواسطة luxlord2009

ساحة النقاش

صدى الأخبار العربية

luxlord2009
Sada Arabic News شعارنا الشفافيه »

صدى العربية

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

461,143

صدى العربية

 شارك في نقل الحـدث