Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

 متى يدرك الإنسان حقيقة مفاده، انه يتقاسم العيش على الكرة الأرضية مع كائنات اخرى لاتعد ولاتحصى، وانه ليس الكائن الوحيد الذي له حق الحياة دون الاخرين، واذا كان هو الاقوى والاكثر ذكاءً فلا يعني هذا سلب الحياة التي وهبها "الخالق" لتلك الكائنات من خلال ممارسات جائرة تدمر البيئة وتهدد انواع كثيرة بالانقراض بعد ان قضى الانسان على العديد منه، بالاضافة الى الثأثيرات السلبية التي تعرضت لها الطبيعة والحيوانات "على حد سواء" نتيجة الانبعاثات السامة للصناعات الثقيلة والتي انعكست مدياتها على البحار والمحيطات والغابات وسببت كوارث بيئية خطيرة.

ان التدمير المنظم والممنهج للطبيعة والكائنات التي تترعرع في كنفها "من قبل الانسان" مازال قائم على قدم وساق، وبالمقابل فان الجهود التي من شأنها ان تقلل الاضرار البيئية الناجمة عن تسلط الانسان وتفرده بالقضاء على البيئية الارضية ذات التنوع الحيوي، مازالت جهود متواضعة للغاية، وقد نادت العديد من المنظمات العالمية المهتمة بالقضايا البيئية الى ضرورة تكاتف الجهود وتوحيد الارادات للتسابق مع الزمن لايقاف عجلة التدمير والتي لن تتوقف الا بالقضاء على جميع الكائنات الحية التي تعيش الى جانب الانسان.

الحياة في المحيطات

حيث يفيد تقرير جديد لمجموعة من العلماء المتخصصين بأن أوضاع الحياة في المحيطات باتت أسوأ مما كان يعتقد، وينبه التقرير الى أن بعض أنواع الاحياء البحرية يهددها "خطر الانقراض بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية"، ويخلص واضعو التقرير الى أن مجموعة من العوامل تضافرت، كل بطريقته، للوصول الى هذا الوضع المقلق، خصوصا صيد الاحياء البحرية الى حد الاستنزاف، وتلوث البيئة، والتغير المناخي، ويقولون إن نتائج تأثير هذه العوامل السلبية على الإنسانية يبدو جلي، ونظم اجتماع هيئة العلماء والمختصين هذه "البرنامج العالمي للنظر في حال المحيطات، المعروف اختصارا بـ IPSO، حيث تداول هؤلاء في النتائج التي توصلوا اليها، كل حسب اختصاصه، الذي توزع بين خبراء في الشعب المرجانية، وعلماء في السميات، وآخرون في صيد الأسماك، ويقول أليكس روجرز، مدير المشروع العلمي واستاذ الأحياء في جامعة أوكسفورد، "إن النتائج التي خلص اليها المشاركون في المشروع مرعبة"، ويضيف روجرز، "عندما نظرنا في التأثير السلبي الجماعي للإنسان على المحيطات، فإن تداعيات هذا التأثير أصبحت واضحة للعيان.

وتبين أنه أسوأ مما كان يعتقد كل منا منفردا"، ويؤكد المدير الفني للمشروع، "لقد جلسنا في منتدى واحد وتداولنا في النتائج التي توصلنا اليه، وبشكل عام، تولدت لدينا قناعة بأن وتيرة التغيرات التي تحدث للاحياء البحرية أسرع بكثير مما كنا نظن، أو لنقل تغيرات لم تحدث الا عبر مئات السنين"، ويشير روجرز الى "أن هذا التغيرات المتسارعة تشمل ذوبان جليد البحر المتجمد الشمالي، وغرينلاند وألواح الجليد في القطب المتجمد الجنوبي، وارتفاع مناسيب البحار، وانطلاق غاز الميثان المحصور في قيعان البحار"، لكن مما جعل أعضاء الفريق يقلقون أكثر هو ملاحظتهم للطريقة التي تتفاعل فيها الأمور المختلفة وتتعاون فيما بينها لزيادة المخاطر التي تتهدد الاحياء البحرية.فعلى سبيل المثال، إن بعض الملوثات التي تلتصق بأسطح بعض المواد البلاستيكية الدقيقة توجد الآن في قيعان المحيطات، وتجد هذه المواد طريقها الى سلسلة المواد الغذائية التي تقتات عليها بعض انواع الاسماك التي تتخذ من قاع المحيط موطنا له، وهنال ملوثات اخرى تجد طريقها الى المحيطات وتستقر في قيعانها، كفضلات الحيوانات ومخلفات المزارع، وبشكل عام، فإن زيادة حامضية مياه المحيطات، وارتفاع درجات هذه المياه، وزيادة صيد الاسماك التي تتهدد وجود أنواع مختلفة منها، كلها تزيد من الاخطار المحدقة بالشعاب المرجانية، الى درجة أن ثلاثة ارباع الموجود منها في العالم قد يختفي عاجلا.

من جانب اخر فقد شهدت الحياة على الأرض "خمس حوادث أتت على جميع مظاهر الحياة فيها"، ومن بينها ارتطام كويكب سيار به، ويقال إن الحادث السادس المتوقع الذي يلحق الأذى بالارض الآن هو تأثير سكانها مجتمعين على الحياة فيه، ويستنتج تقرير "البرنامج العالمي للنظر في حال المحيطات" أنه من المبكر حسم الأمر بشكل لا لبس فيه، ولكن جميع المعطيات تشير الى أن الأمر محتمل الوقوع وبوتيرة تفوق أي من الحوادث الخمس السابقة، ويذكر التقرير أن الحوادث الكارثية الخمس التي وقعت على الأرض ارتبطت بتغيرات نلاحظ مثيلاتها اليوم، ومنها عدم انتظام الدورة الكاربونية، وزيادة نسبة الحوامض، ومعدلات نضوب الاوكسجين في مياه البحر، ويختتم التقرير النتائج التي توصل اليها بالقول "إن نسبة امتصاص المحيطات لثاني اوكسيد الكاربون أعلى بكثير مما كانت عليه عندما وقعت الكارثة التي قضت على الاحياء البحرية في الارض عن بكرة أبيها قبل نحو 55 مليون سنة"، هذا وستعرض النتائج التي توصل اليها تقرير فريق علماء وخبراء الأرض على الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك، حيث يناقش مبعوثون إصلاح إدارة المحيطات، وتتضمن توصيات التقرير الفورية إيقاف صيد الاحياء البحرية غير المسؤول وغير المنظم، والعمل على تخفيض نسبة الملوثات التي تجد طريقها الى مياه المحيطات، والتخفيض الهائل في نسبة انبعاث الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، ويقول دان لافولي، رئيس اللجنة العالمية للمناطق المحمية، مستشار الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة، "التحديات التي تواجهنا في الحفاظ على المحيطات جمة، ولكن، بخلاف الاجيال الماضية، فإننا نعلم ما يجب فعلهو إن الوقت لحماية القلب الأزرق لكوكبنا قد حان."

كائنات حية جديدة

على صعيد اخر اكتشف العلماء أكثر من 615 نوعا من الكائنات الحية غير المعروفة في السابق في مدغشقر خلال العقد الماضي، بينها 41 حيواناً من الثدييات ولكن معظمها مهدد بالانقراض، وقال صندوق الحياة البرية العالمي في بيان إنه تم اكتشاف 385 نوع نبات و42 حيواناً لا فقرياً و17 نوع سمك و67 نوع حيوانات برمائية و61 نوعاً من الزواحف و41 نوعاً من الثدييات، غير أن الصندوق حذر من أن المساكن الفريدة التي تأوي هذه النباتات تواجه العديد من التهديدات، أبرزها قطع الغابات، إذ أشارت التقديرات إلى أن البلاد فقدت 90% من غطاء الغابات الأصلي، وقال مدير الصندوق في مدغشقر ناني راتسيفاندريها مانانا إن التقرير يظهر مدى أهمية الأنظمة البيئية المختلفة والمتنوعة في مدغشقر لضمّ الأنواع المختلفة من الحيوانات، وتضم جزيرة مدغشقر 5% من مجمل أنواع النبات والحيوانات في العالم، و70% منها لا تتواجد في أي مكان آخر على الأرض. بحسب يونايتد برس.

جينات نجم البحر

الى ذلك درس الباحثون تحت إشراف جون بوريتز من معهد هاوي للأحياء البحرية منطقة في جنوب كاليفورنيا بايت وهو خليج يقع قبالة كاليفورنيا تحمل فيه العديد من الأنهار والقنوات القادمة من محطات تنقية المياه كميات كبيرة من مياه الصرف للمحيط الهادي، وتحمل هذه المياه معادن ثقيلة ومواد هيدروكربونية مختلطة بالكلور وبكتريا والعديد من المواد الغذائية، وتمثل الكثير من هذه المواد خطورة على أحياء البحر وخاصة اليرقات، وهي حقيقة كانت معروفة قبل هذه الدراسة بالفعل، قام الباحثون بدراسة نجم البحر من نوع باتيريا مينياتا المستوطنة في هذه المنطقة وتنتشر يرقاتها عبر مساحات واسعة شأنها في ذلك شأن العديد من الكائنات الدقيقة في البحر في حين لا تبعد الحيوانات البالغة من هذا النوع كثيرا عن المناطق القريبة من هذه المصبات، وأظهرت التحليلات الجينية لـ 16 من أنواع نجوم البحر وجود اختلافات جينية بين حيوانات النوع الواحد، ويرجح الباحثون أن يكون سبب هذه الاختلافات هو وجود هذه المواد الكميائية بنسب مرتفعة في هذه المناطق وهو ما يعني حسب العلماء أن الإنسان يحد من استمرار التوارث الجيني بين هذه الأنواع بعد أن كان يعتقد أنها بمنأى عن نفوذه مما يؤدي الى اخطار كبيرة على هذه الاحياء. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

من جانب اخر ذكر تقرير إخباري حديث أن تزايد أعداد قناديل البحر قد تؤدي إلى كارثة بيئية في العالم، وذكرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن ارتفاع درجات الحرارة على الكرة الأرضية قد يعزى إليه الزيادة الكبيرة في أعداد قناديل البحر في العالم، لكن أحد الأبحاث العملية الحديثة أوضح إن تلك الكائنات بدورها قد تزيد المشكلة سوءا بإنتاجها المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون بدرجة أكثر مما تستوعبها المحيطات، ويركز البحث الذي يقوده روب كوندون من معهد فرجينيا للعلوم البحرية في الولايات المتحدة على التأثير الذي يحدثه تزايد أعداد قناديل البحر على البكتريا البحرية التي تلعب دورا في تدوير المواد الغذائية التي توجد من خلال تحلل الكائنات العضوية مرة أخرى في شبكة الغذاء، وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة "بروسيدينجز أوف ناشيونال أكاديمي أوف ساينس" إلى إنه في حين أن البكتريا قادرة على امتصاص الكربون  والنتروجين التى تخرج من الاسماك بعد موتها فانها لاتستطيع ان تفعل ذلك مع قناديل البحر

خطورة صيد الحيتان

من جهة اخرى يقول باحثون متخصصون في الحيتان إن الصيد العرضي يشكل أحد الأسباب الرئيسية وراء نفوق الكائنات البحرية، والصيد العرضي هو عبارة عن وقوع بعض الكائنات البحرية غير المرغوب في صيدها في الشباك عند اصطياد أنواع أخرى، يقول هارالد بينكه، رئيس المتحف البحري الألماني، إن دراسة أجراها باحثون فرنسيون أظهرت في الحقيقة اكتشاف ثمانية في المئة فقط من الحيوانات البحرية التي نفقت بسبب الصيد العرضي، وأوضح قائل، "هذه النتائج تنذر بالخطر"، وأشار بينكه، خلال مؤتمر لباحثين أوروبيين متخصصين في الحيتان عقد في قادس بأسبانيا، إلى أن الصيد العرضي يمثل على ما يبدو مشكلة أكبر مما كان يعتقد في السابق، معربا عن أمله في إجراء تحقيقات مماثلة بشأن خنازير البحر المهددة بالانقراض في موانئ بحر البلطيق، ولفت إلى أن إحصائيات الصيد العرضي تتضمن في الغالب عددا من الحالات التي لم يتم الإعلان عنها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقد أجرى هذه الدراسة علماء فرنسيون تحدثوا خلال مؤتمر قادس، حيث وضع هؤلاء الباحثون علامة على مئة من الدلافين وخنازير البحر التي وقعت في شباك الصيد بصورة عرضية على الساحل الفرنسي وأعادوها مرة أخرى إلى المحيط الأطلسي، وفي وقت لاحق، تم العثور على ثمانية في المئة فقط من جثث تلك الحيوانات على الساحل، يقول العلماء أيضا إن صناعة الصيد تشكل تهديدا على خنازير البحر في البلطيق كذلك.ففي الأعوام الأخيرة، عثر الباحثون على طول الساحل الألماني على عدد متزايد من الحيوانات النافقة، ووفقا للمتحف البحري الألماني، جرى العثور على جثث 23 خنزير بحر على سواحل ولاية مكلنبورج فوربومرن في عام 2004، وفي عام 2009 ، زاد هذا العدد إلى 52 خنزير، وقد أشارت دراسة أجريت العام الماضي حول جثث الكائنات البحرية المحفوظة أن ما يتراوح بين 30% و60% منها وقع ضحية "الصيد العرضي"، وقال بينكه في المؤتمر، "في كافة الدول التي تكشف عن نتائج مهمة للفحوصات، كان الصيد العرضي هو السبب الرئيسي وراء نفوق الحيوانات التي جرى فحصها"، وتظهر الدراسة الفرنسية أنه لم يتم الكشف سوى عن بعض الحيوانات النافقة بهذه الطريقة.

حساء زعانف الحيتان

من جانب اخر فان حساء زعانف الحيتان يعتبر نجم المائدة في عشاء فاخر بالنسبة لزبائن المطاعم في هونغ كونغ واسوأ طبق في العالم للمدافعين عن الطبيعة الا انه يشكل بالنسبة للصينيين قبل كل شيء، مؤشرا الى مكانتهم الاجتماعية، المغرفة الذهبية تقدم على ركيزتها فيما تضع النادلة اناء الحساء على الطاولة وتصبه بعناية في اطباق صغيرة، وتقول ليزا لي التي تحتفل بعيد ميلادها مع اصدقاء لها في المطعم "في الثقافة الصينية عندما يخرج المرء مع عائلته وعندما نريد ان نكرم الاصدقاء نأكل شيئا لذيذا وفي غالبية الاحيان يكون حساء زعانف الحوت"، بالنسبة للاجانب لا شيء مميزا في الطعم، فهي قطع مطاطية بعض الشيء خالية من الطعم فيما المذاق يأتي فقط من الصلصة التي ترافقه، الان ان الصينيين الكانتونيين يعتبرون الزعانف طبقا خارجا عن المألوف وطعمه هو العنصر الاقل اهمية، وبما ان هذا الطبق غالي الثمن يسمح استهلاكه اذا ما قدم الى معارف العمل او الاقارب او الاصدقاء بتعزيز المكانة الاجتماعية وهو عنصر اساسي في الثقافة الصينية، وتوضح فيرونيكا ماك عالم الانتروبولوجيا في جامعة هونغ كونغ الصينية "المآدب المهمة ولا سيما حفلات الزفاف تتضمن عادة حساء الزعانف، وهذا امر حيوي للطبقات المتوسطة وحتى العاملة التي تريد ان تظهر لمعارفها ان بامكانها ان تتحمل كلفة هذا الطبق"، المهم هو حجم الزعانف ومظهره، فزعانف الظهر اهم من زعانف الطبق او الصدر لكن الذنب ايضا يحظى بالتقدير على ما يقول البائعون، وزعانف الحوت-النمر هي الاكثر طلبا. بحسب فرانس برس.

وفي الطب الصيني التقليدي، يعزز تناول الزعانف الصحة والعظام، في معطم "فونغ شينغ" في هونغ كونغ الذي يستهلك 200 كيلوغرام من الزعانف في الاسبوع تكلف صحفة حساء تكفي ل12 شخصا 1080 دولارا محليا اي 95 يورو، ويؤكد تام كووك كينغ مسؤول المطعم "عندما تنظم مادب طعام رسمية من غير اللائق الا تقدم حساء الزعانف، فهذا يوازي فقدان ماء الوجه"، وفي المطبخ تنقع الزعانف لساعات حتى يصبح شكلها مطاطيا ومن ثم تقلى سريعا مع التوابل، وتضاف بعدها الى الحساء وتوضع على نار حفيفة لاربع ساعات حتى تصبح الزعانف شبه شفافة وتنكمش، الا ان هذا الامر يثير استنكار المدافعين عن الطبيعة الذين يشيرون الى ان صيادي الاسماك يقطعون الزعانف فيما الحيتان حية ويعيدونها الى البحر لتنفق بعدما تعجز عن السباحة، ويؤدي اقبال الصينيين على هذا الطبق الى تراجع كبير في اعداد الحيتان هي حيوانات قانصة تلعب دورا مهما في السلسلة الغذائية البحرية على ما يقول هؤلاء.وتقول سيلفي بون من الصندوق العالمي للطبيعة في هونغ كونغ "غالبية اصدقائي يعتبرون ان لا ضير في استهلاك الزعانف من وقت الى اخر، الا ان هذا الاستهلاك الظرفي الذي يدفع الكثير من سفن الصيد الى مطاردة الحيتان في العالم"، وتضيف "نقضي على حوت لاستهلاك 2،5 % منه فيما يحتاج الحوت الى عشر سنوات ليبلغ"، الا ان السلوك بدأ يتغير لا سيما في صفوف سكان المدن الشباب، شي اون كوين الذي يبيع الزعانف منذ عقود في حي متخصص في هونغ كونغ يشير الى ان المزيد من الشباب يقررون التخلي عن هذا الطبق في مآدب الاعراس احتراما للطبيعة.

الاحترار المناخي

في سياق متصل يتزايد التهديد الذي يستهدف طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية "أنتركتيكا" نتيجة لانخفاض عدد القشريات التي تعتبر مصدر غذائها الأساسي وذلك بعدما أصابها الاحترار المناخي بالإضافة إلى ذوبان الثلوج الذي يقلص من مساحة بيئتها الطبيعية، بحسب دراسة نشرت مؤخر، وهذه الدراسة التي امتدت على العقود الثلاثة الأخيرة تناولت فصيلتين من طيور البطريق ذي الزناق "بيغوسيليس أنتركتيكوس" وبطريق آديلي "بيغوسيليس أديلياي"، اللتين تستهلكان القشريات ذاتها لكنها تعيش في أماكن مختلفة، الفصيلة الأولى تحاول تفادي الجليد في حين أن الثانية تبحث عنه، والانخفاض في أعداد هاتين الفصيلتين يأتي أكثر وضوحا خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ انخفضت أعداد بطريق آديلي بمعدل 2،9% في العام أما أعداد البطريق ذي الزناق فقد انخفضت بنسبة 4،3% في العام، وكانت بعض المجموعات قد شهدت انخفاضا بلغ 50%، بحسب معدي الدراسة التي نشرت في حوليات الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم "بناس" في 11 نيسان/أبريل. بحسب فرانس برس.

وتتغذى هاتان الفصيلتان بشكل شبه حصري من القشريات الصغيرة "يوفاوساشيا" التي انخفضت أعدادها في المحيط الأطلسي نتيجة للاحترار المناخي بحوالى 80% منذ سبعينات القرن الماضي، وهذه القشريات التي تشبه الروبيان تعيش في أعماق المحيطات المتجمدة وتشكل حلقة أساسية في السلسلة الغذائية، ويشرح ويين ترايفلبيس الباحث في الوكالة الفدرالية الأميركية للمحيطات والجو والمعد الرئيسي لهذه الدراسة، أنه "مهما كانت تفضيلات البطريق البيئية، نلاحظ انخفاضا كبيرا في هذه الحيوانات ترتبط خصوصا بتقلص مساحة البيئة الطبيعية لهذه القشريات التي تشكل غذائها الأساسي"، ويتوقع هذا الباحث أن "يكون لخسارة قشريات "يوفاوساشيا" أثر كبير على كامل النظام البيئي في أنتركتيكا نتيجة للاحترار المناخي" وليس فقط على طيور البطريق، ولعل الاختفاء التدريجي لهذه القشريات يدفع بطيور البطريق إلى إيجاد أماكن جديدة للبحث عن غذاء له، وهذا الأمر يشكل صعوبة إضافية لطيور البطريق الصغيرة التي سوف تجد مشقات أكبر عندما تبلغ لإيجاد غذاء لها مقارنة مع الأكبر سنا، بحسب ما يوضح معدو هذه الدراسة.

اعداد م /لبنى نعيم

المصدر: شبكة النبأ

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

933,196