جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
شبكة النبأ: مازالت الارقام والاحصائيات التي اشار اليها
المختصون في مجال البيئة والتغيرات المناخية مخيفة وتنذر بعالم مريض يعاني المزيد من التقلبات والتغيرات في درجة حرارته والتي قد تعصف بأستقراره المناخي وتعكر صفو مزاجه البيئي، ولعل اول رسل الخطر كان العام 2010، فالعام الماضي "بحسب الخبراء" كان من اشد الاعوام ارتفاعاً في درجات الحرارة وما نتج عنها من مضاعفات خطيرة انعكست سلباً على واقع الانسان وحياة اليومية التي تضررت كثيراً في مسلسلً لن يكون العام الماضي اخر حلقاته.
المناخ في 2010
فقد أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في 27 حزيران/يونيو تقريرها السنوي بعنوان حالة المناخ في العام 2010، وفيه تم تصنيف العام 2010 باعتباره واحدا من العاميْن المسجلين كأشد الأعوام حرارة، وفقا للتقييم الذي أعده 350 عالما في 45 بلد، وجاء في مذكرة إعلامية أصدرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن ما توصل إليه التقرير يشير إلى "مؤشرات متعددة والاستنتاج نفسه، إنها إشارة متسقة وواضحة من الجزء العلوي للغلاف الجوي إلى قاع المحيطات، العالم يزداد احترارا وسخونة"، ويرصد التقرير الذي أعدته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالاشتراك مع جمعية الأرصاد الجوية الأميركية 41 مؤشرا مناخيا مختلفا بما في ذلك درجات الحرارة (سواء في الأجواء السفلي أوالعليا)، وتكثف البخار وسقوط الأمطار، والغازات الناجمة عن المستنبتات (الصوبات الزراعية)، والرطوبة، والجليد البحري، والأنهار الجليدية، وقال توماس كارل مدير المركز القومي للبيانات المناخية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "إننا نواصل متابعة هذه المؤشرات عن كثب، لأنه من الواضح تماما أنه لا يمكن افتراض أن حالة المناخ في الماضي ستنبئ بحالة المناخ في المستقبل"، وتظهر البيانات أن درجة حرارة الجو كانت في المرتبة الثانية من حيث الدرجات الأشد سخونة على الإطلاق، مع وجود ارتفاع في درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل يقارب ضعف المعدل الحاصل في خطوط العرض السفلى.
وقد تسبب نمطان من أنماط المناخ الرئيسية على كوكب الأرض في خلق الظروف التي أدت إلى الظواهر المناخية المتطرفة في بقاع مختلفة في العام 2010، فقد بدأ العام مع ظاهرة النينيو الدافئة في المحيط الهادىء، ولكنه تحول بحلول شهر تموز/يوليو إلى "الشقيقة الباردة"، النينيا، التي سببت نشاطا تحت المستوى العادي من الأعاصير الحلزونية في حوض المحيط الهادئ دون حرارة المحيطات التي تدفع الرياح الشديدة التي تدور بسرعة، ولكن النينيا جلبت أشد العواصف المسجلة من أمطار الربيع إلى أستراليا منذ أكثر من قرن من الزمان، إن حالة التذبذب في القطب الشمالي دخلت في ما يعرف باسم "المرحلة السلبية" في العام 2010، وهذا يعني أن الهواء البارد في القطب الشمالي اندفع جنوبا بشكل أشد من المعتاد، ونتيجة لذلك فإن بعض المدن في أميركا أضافت صفحات جديدة لسجلات الأرقام القياسية لديها لتتمكن من رصد وتتبع الثلوج والجليد، وفي أقصى الجنوب، فإن المدن التي اعتادت على فصول الشتاء المعتدل البرودة شهدت أيضا حالات غير عادية من البرودة، وقد جلب نمط الطقس نفسه إلى بريطانيا أبرد شتاء لم تعرفه منذ أكثر من 30 عاما، وجلب أيضا ظروفا مناخية تشبه مناخ القطب الشمالي إلى أجزاء أخرى من أوروب، كما أدت أحوال الطقس في العام 2010 أيضا إلى ذوبان القطب الشمالي، مما أدى الى تراجع الجليد البحري في أقصى شمال العالم إلى مستوى منخفض بشكل غير عادي، وأدى ذوبان أنهار الجليد في غرينلاند إلى تقليص حجم الرقائق الثلجية بمعدل لم تشهده منذ العام 1958، كما تضاءلت أنهار الجليد في جبال الألب للعام الـ20 على التوالي، ومن ناحية أخرى، تختلف القارة القطبية الجنوبية، فمتوسط حجم الجليد البحري فيها يبلغ الحد الأقصى القياسي، نتيجة لنمط من التقلبات الجوية غير العادية تسمى التذبذب في القطب الجنوبي، وهو النمط الذي أبقى على الهواء البارد في الجنوب.
اتفاق لمواجهة الاحترار
من جهتهم أعلن رؤساء بلديات أربعين مدينة كبرى حول العالم في ساو باولو، أنهم وقعوا اتفاقا يسمح لهم بالحصول على موارد المنظمة العالمية بهدف مواجهة التغيير المناخي، ووضع البنك الدولي بتصرف المدن الكبرى، صندوقه الخاص بالمناخ والذي يقدر ب 6،4 مليار دولار، ويأمل رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أن تصل قيمة الصندوق إلى 50 مليار دولار بدعم من المبادرات الخاصة، وأعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الذي يترأس مؤتمر "سي 40" الذي انطلق مؤخراً في ساو باولو، أن "هذا الاتفاق يأتي كاعتراف بالعمل الذي تم انجازه في المدن الكبرى بهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة"، والمدن الأربعين في هذه الحركة ومن بينها نيويورك وجاكرتا ومكسيكو وبرلين وبرشلونة وريو دي جانيرو وباريس، تتحمل 12% من انبعاثات غازات الدفيئة التي تؤدي إلى احترار الأرض، من جهته يؤكد رئيس البنك الدولي أن "المدن تتحمل ثمنا باهظا نتيجة التغير المناخي" مع الفيضانات وانهيار الأراضي، ومن شأن هذا الاتفاق أن يساعدها للحصول على "التمويل بطريقة أفضل"، وبحسب دراسة للبنك الدولي نشرت الثلاثاء في ساو باولو، يعيش نحو مليار شخص في مناطق خطرة جدا حيث من الممكن أن تسوء الأحوال بسبب الاحترار المناخي، وهذه المناطق المعرضة لانهيار الأراضي والفيضانات وارتفاع مستوى البحر، تعاني إلى ذلك من نقص في البنى التحتية والخدمات، بحسب ما تشير الدراسة، ويحذر مايكل بلومبرغ من أنه "إذا لم نتوقف عن تلويث كوكبنا الآن، فإن النتائج ستكون غير قابلة للانعكاس، ويلفت إلى الدور الأساسي الذي يلعبه التغير المناخي في المدن التي يعيش فيها 60% من سكان العالم، ولقاء المدن الكبرى حول المناخ، يعتمد أيضا على مشاركة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.
2010 يحل ثانياً
الى ذلك اظهر تقرير الوكالة الأميركية للمحيطات والجو ان العام 2010 كان ثاني أكثر الأعوام حرا منذ نهاية القرن التاسع عشر، مؤكدا بذلك ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وبلغ متوسط حرارة الأرض في 2010 حوالى 0،62 درجة أكثر من المعدل الذي كان قائما في القرن العشرين، ليحل هذا العام 2010 بعد العام 2005، الذي اعتبر اكثر الأعوام حرا منذ بدء قياس الحرارة في 1880، واشارت الوكالة الى ان "مؤشرات عديدة ادت الى الخلاصة ذاته، من اعلى طبقات الجو وحتى اعماق المحيطات فإن حرارة الأرض تواصل ارتفاعها"، وكتب معدو التقرير ان هناك ظواهر مناخية موسمية عديدة معروفة مثل ال نينيو وهو التيار الساحلي الساخن قبالة شواطئ البيرو والاستوائي، وكان لها تأثيرها البالغ على المناخ طوال العام، لكن تحليلا معمقا للمؤشرات المتاحة أظهر استمرار هذه النزعة منذ اكثر من 50 عاما، ما يؤشر لتغير مناخ المعمورة، كما قالو، وهذا التقرير الذي اعد بالتنسيق مع المؤسسة الأميركية للارصاد تجميع لمشاهدات وقياسات اجريت من قبل 368 عالما في 45 دولة، ويقدم التقرير معطيات مفصلة يتم تحديثها سنويا للمؤشرات المناخية العالمية، ولأحداث جسام مرتبطة بالمناخ وغيرها من المعلومات ذات الصلة بالموضوع، مصدرها من القارات جميعه، وأظهرت الدراسة ايضا ان المعدلات السنوية للحرارة في القطب الشمالي واصلت ارتفاعها مرتين اسرع تقريبا عن المعدلات في الاماكن الأقل ارتفاعا. بحسب فرانس برس.
انبعاثات الكربون
في سياق متصل بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حدا لم تعرفه من قبل، بحيث يخشى ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين اثنين لتتخطى عتبة "الخطر"، بحسب تقديرات لوكالة الطاقة الدولية نشرتها صحيفة "ذي غارديان"، وكانت تقديرات غير منشورة لوكالة الطاقة الدولية قد بينت أن عودة النمو العالمي في العام 2010 ترافق مع ارتفاع بقيمة 1،6 غيغاطن في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو المستوى الأعلى الذي سجل حتى الآن بحسب ما أشارت الصحيفة، وأكد فاتح بيرول مسؤول الشؤون الاقتصادية في الوكالة أن "هذا الخبر هو الأسوء في ما يتعلق بانبعاثات" ثاني أكسيد الكربون، أضاف "أن نتمكن من عدم تسجيل ارتفاع الدرجتين" اللتين يشار إليهما "لهو تحد صعب للغاية"، ويقدر العلماء أن ارتفاعا في درجات الحرارة يتخطى درجتين مئويتين يعتبر "تغيرا مناخيا خطيرا"، وقد حذرت وكالة الطاقة الدولية من ضرورة عدم تخطي الانبعاثات السنوية 32 غيغاطن في العام 2020، وبحسب آخر التقديرات، فقد بلغت هذه الانبعاثات 30،6 غيغاطن في العام 2010، ويتوقع نيكولا شترن من كلية لندن للاقتصاد الذي كان قد أعد أحد التقارير حول التغير المناخي، نتائج سيئة للغاية إذا لم تنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتفترض التوقعات أن "احتمال ارتفاع الحرارة أكثر من أربع درجات حوالى العام 2100، يسجل نسبة 50%"، بحسب ما أكد شترن لـ"ذي غارديان"، أضاف أن "حرارة مماثلة سوف تشكل زعزعة واضطرابات في حياة مئات ملايين الأشخاص حول العالم، الأمر الذي يؤدي إلى حركة نزوح كبيرة وإلى صراعات". بحسب فرانس برس.
استهلاك الفحم في الصين
من جهته وللمفارقة، أدى الاستهلاك المفرط للفحم في الصين إلى إبطاء الاحترار المناخي لفترة معينة، على ما ذكرت دراسة صينية أميركية تسعى إلى دحض حجة المشككين بالتغيرات المناخية، وأشارت الدراسة التي نشرتها المجلة الأميركية "بروسيدينغز أوف ذي ناشونل أكاديمي أوف ساينسز" إلى أن الكبريت المنبعث من احتراق الفحم يصد أشعة الشمس، وبحسب البروفسور روبرت كوفمان من جامعة بوسطن، عوض وجود الكبريت خلال العقد المنصرم عن التركز المرتفع لغاز الكربون الذي يعتبر عاملا رئيسيا من عوامل الاحترار المناخي، وارتفع الاستهلاك العالمي للفحم بين العامين 2003 و2007 بنسبة 26 في المئة، علما أن الصين وحدها مسؤولة عن ثلاثة أرباع هذا الارتفاع، ويقول كوفمان إن الظاهرة نفسها قد برزت في سنوات الازدهار الاقتصادي ما بعد العام 1945 عندما ارتفع استهلاك الفحم بشكل هائل في البلدان الغربية واليابان، ويشرح قائلا "ارتفعت انبعاثات الكبريت بسرعة كبيرة، معوضة عن تأثير غازات الدفيئة"، عندما بدأت البلدان الغربية بمكافحة التلوث من خلال الكبريت في سبعينات القرن الماضي، ارتفعت الحرارة في العالم من جديد، واليوم، تتخذ الصين تدابير بيئية كتزويد محطات الفحم بمنقيات للهواء، ويلاحظ الباحث الذي وضع دراسته بالتنسيق مع ميشال مان وهو عضو في مجموعة الخبراء التابعة للأمم المتحدة والمعنية بتطور المناخ، أن "الحرارة بدأت ترتفع، وهذا ما حصل في العامين 2009 و2010 وقد تكون (التدابير التي اتخذتها الصين) السبب في ذلك"، تسمح استنتاجات الدراسة بدحض حجة يقدمها المشككون بالتغيرات المناخية ومفادها أن الحرارة في العالم لم تتغير بين 1998 و2008، في حين أن العامين 2005 و2010 كانا الأكثر حرا في تاريخ الكرة الأرضية، ولا ينصح البروفسور كوفمان بزيادة انبعاثات الكبريت في الجو، باعتبار أن هذا العنصر الكيميائي يسبب أمطارا حمضية ويعيق عملية التنفس.
وذكرت دراسة لباحثين أمريكيين أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الصين قد تصل الى ذروتها بحلول عام 2030 أو قبل هذا وتوقعوا أن يصل الطلب الصيني على الاجهزة والمباني والصناعة الى حد "التشبع" بحلول هذا الوقت، وتضيف الدراسة التي أجراها خبراء في الطاقة والانبعاثات في معمل لورانس بيركلي القومي في كاليفورنيا الى عدد متنام من الدراسات التي تقول ان الصين قد تصل الى أقصى حد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في غضون عشرين سنة، وقد يتجاوز أثر ذلك الصين، فمسار الانبعاثات سيكون مهما لتحديد ما اذا كان بمقدور العالم فرض قيود على المستويات الاجمالية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري حتى لا تؤدي الى تغير المناخ بشكل خطير مثل موجات جفاف أكثر حدة أو وقوع فيضانات وعواصف تهدد المحاصيل والنمو الاقتصادي، والصين مسؤولة بالفعل عن ربع انبعاثات العالم من ثاني أكسيد الكربون ويفوق هذا الولايات المتحدة التي كانت صاحبة النصيب الاكبر من الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري بسبب النشاط البشري الذي يؤجج تغير المناخ، وتجاوزت الصين الولايات المتحدة قبل عدة سنوات وتحل الهند في المركز الثالث في ترتيب الدول صاحبة الانبعاثات الاكبر في العالم. بحسب فرانس برس.
وقال الباحثون ان وصول انبعاثات الصين الى ذروتها والمستويات التي ستصل اليها يعتمد على جهود حكومة بكين في السعي لاستخدام سياسات نمو صديقة للبيئة خاصة في الانتقال من الفحم الى الطاقة النووية والمائية والطاقة المتجددة كمصادر للطاقة، وتنتج الصين معظم الكهرباء التي تحتاج اليها باستخدام الفحم وهو الاكثر تسببا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بين مصادر الوقود الحفري لكنها تستثمر بشدة في الطاقة الاكثر نظافة، ويرى الباحثون أن انبعاثات الصين قد تصل الى ذروتها قبل الحد الذي ذكرته دراسات أخرى لاسباب من بينها أن طلب الصين على بضائع وصناعات كثيرة تتسبب في انبعاث الكثير من غازات الاحتباس الحراري سيصل بحلول عام 2030 الى حد مرتفع وهو عامل قالوا ان دراسات أخرى لم تلفت اليه، وباتباع نموذج يفترض أن الصين ستمضي في سياساتها الحالية الخاصة بتقليل الانبعاثات "بما يتماشى مع التطورات في بيئة تعتمد على السوق" فان انبعاثات الصين يرجح أن تصل الى ذروتها بين عامي 2030 و2035 لتبلغ نحو 12 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وباتباع سياسات نظيفة أكثر تشددا قد تصل انبعاثات الصين الى ذروتها بين عامي 2025 و2030 بما يصل الى 9.7 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.
ارتفاع مستوى البحر
من جهة اخرى قد يرتفع متسوى مياه البحار مترا واحدا بحلول القرن الجديد نتيجة للاحترار المناخي، الأمر الذي يهدد بمضاعفة الفيضانات الجارفة في المناطق الساحلية بحسب ما خلص إليه تقرير أسترالي نشر مؤخر، وأوضح التقرير الأول لـ"لجنة المناخ" التابعة للحكومة الأسترالية أن الأدلة دامغة على احترار الأرض، كما أن العقد الأخير كان الأكثر حر، وهذه الدراسة التي ترتكز على أحدث البيانات العلمية التي تم جمعها من حول العالم، تبين أن انبعاثات غازات الدفيئة هي ومن دون شك مسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة وعن احترار المحيطات وارتفاع مستوى مياه البحار، وفي تمهيد التقرير، كتب البروفسور ويل ستيفن رئيس اللجنة "أعتقد بأن متوسط ارتفاع مستوى البحار في العام 2100 مقارنة مع العام 1990 سوف يسجل ما بين 50 سنتيمترا ومترا واحدا"، ولفت إلى أنه وعلى الرغم من أن توقعاته تأتي مرتفعة مقارنة مع تلك الخاصة بمجموعة الخبراء الحكوميين حول المناخ (جييك، العام 2007) والتي كانت تشير إلى ارتفاع دون 80 سنتيمترا، إلا أنه لا يوجد أي تناقض، فتوقعات "جييك" كانت قد أشارت إلى احتمال تسجيل أرقام أعلى، وأعلن ستيفن للاعلام "بعد مرور خمس سنوات (على تقرير جييك) أصبحت معرفتنا أكبر في ما يتعلق بالكتل الجليدية، ولدينا معلومات وافية حول غرينلاند، نعلم بأن الجليد يذوب بمعدل متصاعد". بحسب فرانس برس.
وأضاف "وهذا يدفعنا إلى التوجه نحو تقدير مرتفع مع متر واحد، إلى ذلك هناك من يقول بالذهاب إلى أبعد من ذلك"، وبحسب هذا التقرير، فإن ارتفاع مستوى مياه البحار 50 سنتيمترا سيكون له أثره الخطير غير المتوقع، مع فيضانات قصوى في المدن الأسترالية الساحلية مثل سيدني وميلبورن، وأشار ستيفن إلى أنه وفي بعض الحالات، الكوارث الطبيعية التي تحدث مرة واحدة في القرن سوف تأتي بوتيرة مرة واحدة سنوي، بينما أظهرت دراسة أن درجات حرارة المحيطات التي ترتفع بسرعة في بعض أجزاء العالم قد تدفع بعض أنواع الاسماك الى النهاية وتعوق نموها وتزيد الاجهاد وخطر النفوق، وركزت الدراسة الاسترالية التي نشرت مؤخراً في دورية طبيعة تغير المناخ على أنواع الاسماك التي تعيش طويلا في بحر تسمان بين أستراليا ونيوزيلندا وتسمى اسماك، مورونج وباستخدام بيانات طويلة الاجل واخرى حالية اكتشف العلماء تباطؤ نمو اسماك مورونج في بعض المناطق بسبب قفزة في درجات حرارة سطح البحر تصل لحوالي درجتين مئويتين خلال الستين عاما الماضية في بحر تسمان وهذه احد اسرع ارتفاعات درجات الحرارة في محيطات نصف الكرة الجنوبي.
وتؤثر النتائج على أنواع أخرى من الاسماك بما في ذلك مصايد الاسماك التجارية مع ارتفاع درجة حرارة البحار وزيادة حمضيتها مما يؤثر على الشعاب المرجانية ومصايد الاسماك التي تعتمد عليه، وقال عالم البيئة البحرية رون ثريشر من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية التي تدعمها حكومة استراليا ان حيوانات الدم البارد تستجيب بشكل عام لظروف ارتفاع درجات الحرارة عن طريق زيادة معدلات النمو لكن هناك حدود، وقال ثريشر من هوبارت بولاية تسمانيا الاسترالية "من خلال دراسة نمو مجموعة الانواع التي تعيش وجدنا أدلة على تباطؤ النمو وزيادة الاجهاد الفسيولوجي لان ارتفاع درجات الحرارة يفرض على الاسماك ارتفاعا في تكلفة التمثيل الغذائي"، وقال ثريشر الذي شارك في الدراسة مع زملاء من معهد الدراسات البحرية والقطبية بجامعة تسمانيا "كثير من الاسماك التجارية لا تتحرك كثيرا"، واضاف "انها تميل للعودة الى نفس الاماكن أو تعيش على نفس الشعاب، وتلك الاسماك هي الاكثر تضررا."
موجة جفاف
على صعيد اخر يثير ارتفاع درجات الحرارة القياسي في شمال اوروبا قلق علماء الارصاد الجوية والمزارعين مع بدء جفاف في بعض الدول التي اضطرت حكوماتها لمنع حفلات الشواء وحذرت من اندلاع حرائق، ففي بريطانيا وبلجيكا وشمال فرنسا وهولندا وسويسرا لا تمتلىء طبقات المياه الجوفية والانهار والبحيرات كما هو العادة في فصل الربيع، وقالت اجهزة الارصاد الجوية البريطانية ان شهري "آذار/مارس ونيسان/ابريل شهدا جفافا قياسيا" في انكلترا وويلز، وكان آذار/مارس الاكثر جفافا منذ مئة سنة وبلغ معدل الامطار فيه اربعين بالمئة مما يسجل عادة في هذا الشهر بينما انخفض منسوب المياه في عدد من الانهار بشكل غير عادي، وفي سويسرا سجل جفاف في بعض المناطق يجعل هذه السنة واحدة من الاكثر جفافا بالمقارنة مع الموجتين اللتين سجلتا في 1884 و1921، ولم تتجاوز الامطار التي هطلت الثلاثين او الاربعين بالمئة التي تسجل عادة في هذا الوقت من السنة في غرب هذا البلد ووسطه، اما في فرنسا، فقد سجل انخفاض في حجم المياه في 58 بالمئة من الخزانات وخصوصا في الحوض الباريسي الذي يعد مستودع الحبوب في هذا البلد. بحسب فرانس برس.
وفي شرق باريس، فرضت اجراءات قصوى بما في ذلك لري الزراعات، وقد وفرضت تدابير لتقنين استخدام المياه في ثماني دوائر في وسط فرنسا ووسط غربه، بمعزل عن هذه الاجراءات، بدأت دول شمالية عدة تعبر عن مخاوفها من حرائق الغابات، وقد الغيت الالعاب النارية التي تطلق في عيد الفصح في عدد من المناطق في هولند، وفي شرق هولندا كما في المحمية الطبيعية في شرق بلجيكا وبعض الكانتونات السويسرية، منع التدخين في الخارج وحفلات الشواء وغيرها من الاحتفالات التي تتطلب اشعال نيران، وقال الناطق باسم المفوضية الاوروبية للزراعة روجر ويت ان الزراعات نصف الشتوية "في وضع جيد في الاتحاد الاوروبي"، بينما تواجه اوروبا الغربية نقصا في المياه لري بعض الزراعات، ويتابع اتحاد المزارعين الاوروبيين الوضع عن كثب، لكن الناطقة باسمه اماندا شيسلي قالت انه "من المبكر جدا وضع حصيلة مفصلة" عن المحاصيل، من جهتها، قالت غرفة الزراعة في منطقة ايل دو فرانس في فرنسا ان الوضع "ينذر بالخطر"، مشيرة الى خسائر محتملة تتراوح بين ثلاثين واربعين بالمئة لبعض المحاصيل، وقد بدأ الحصاد لبعض الزراعات في سويسرا وهو امر نادر جدا في نيسان/ابريل، اما مربو الماشية فقد اضطروا لتقديم مواد غذائية مكملة للابقار بسبب النقص في الحشيش الطازج، وقال غي فرانك وهو مزارع بلجيكي يرئس تجمع مصالح منتجي الالبان في والونيا "اعمل في هذه المهنة منذ ثلاثين عاما ولم يمر علي شهر نيسان/ابريل كهذا".
واضاف ان "الشتلات الربيعية تحتاج الى المياه، وكل ما له جذور عميقة تنقصه المياه"، معبرا عن قلقه "لارتفاع اسعار الحبوب"، واكد ويت ان المفوضية الاوروبية لاحظت في الاسابيع الاخيرة "ارتفاعا طفيفا (في اسعار) الشعير والقمح يعكس ارتفاعا في الاسواق العالمية" التي تؤثر عليها موجة جفاف في الولايات المتحدة ايض، وقالت شركة اغريتيل المتخصصة باسواق المواد الاولية الزراعية ان اسعار القمح ارتفعت 15 بالمئة خلال شهر واحد وهو وضع حساس لان مخزونات القمح التي جاءت من المحصول السابق (في 2010) قليلة اصل، وكانت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) قالت ان مؤشر الاسعار العالمية للمواد الغذائية سجل في آذار/مارس تراجعا للمرة الاولى بعد ارتفاع تواصل ثمانية اشهر لكنه ما زال اعلى ب37 بالمئة عن المستوى الذي كان عليه في آذار/مارس 2010، وقال ديفيد هالام مدير ادارة التجارة الدولية والاسواق في المنظمة حينذاك "ننتظر المعلومات عن المحاصيل في الاسابيع المقبلة لنكون فكرة عن مستويات الانتاج في المستقبل"، واضاف "لكن المخزونات الضئيلة وانعكاسات الحوادث في الشرق الاوسط وشمال افريقيا على اسعار النفط وآثار الكارثة في اليابان كلها عوامل تساهم في تقلب الاسعار في الاشهر المقبلة".
المد الأحمر
من جانبها حذرت وزارة البيئة والمياه بدولة الإمارات العربية المتحدة من تجدد ظاهرة "المد الأحمر" على سواحل الدولة الخليجية، نتيجة التغيرات والعوامل المناخية، إلا أنها قللت من مخاطر تلك الظاهرة على الحياة البحرية، وأكد تقرير صادر عن وزارة البيئة أن صور الأقمار الصناعية أظهرت وجود نشاط بيولوجي "صبغات الكلورفيل"، والتي تدل على وجود الهوائم النباتية، أو احتمال حدوث "المد الأحمر"، أو تنذر بحدوثه، على بعض مناطق المياه الإقليمية للدولة المطلة على "بحر عُمان" و"الخليج العربي"، والتي تتخذ شكل خيوط وبقع متقطعة، وأضاف التقرير أنه "انطلاقا من حرص وزارة البيئة والمياه على تحقيق أهداف مشروع الخطة الوطنية للمد الأحمر، فقد قام الفنيون والمختصون بمركز أبحاث البيئة البحرية برصد وجمع عينات من تلك المناطق، وذلك لرصد ومراقبة ومعرفة أنواع الهائمات النباتية المسببة للظاهرة"، وقد أظهرت التحاليل وجود "خليط من الهائمات النباتية من ثنائية الأسواط غير الحلقية"، و"الدياتومات"، والتي تعمل على حفظ التوازن البيئي في تلك المناطق، ولم يلاحظ وجود الهائمات النباتية الضارة التي تسبب موت الأسماك والكائنات الحية البحرية الأخرى، والذي كان سائداً خلال عامي 2008 و2009. بحسب السي ان ان.
كما أظهرت تحاليل خواص المياه والقياسات "الهيدروغرافية" أن درجة حرارة المياه تتراوح ما بين 24.1 و24.4 درجة مئوية، وتميزت المياه الساحلية، التي توجد بها الأنشطة البيولوجية، بتركيز معتدل من الأكسجين المذاب، ولم يلاحظ أي نفوق للأسماك أو الكائنات الحية البحرية الأخرى، وأشار تقرير الوزارة، إلى أن عملية حدوث النشاط البيولوجي كان نتيجة للتغيرات في الطقس والظواهر المصاحبة له، وخاصةً تغيرات في درجات الحرارة، وحركة التيارات، والرياح، وذكر التقرير أن وزارة البيئة، وضمن جهودها بتنسيق عمليات المراقبة وذلك بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية الحياة البحرية، تعمل على ضمان الاستجابة الفورية في حالة حدوث ظاهرة المد الأحمر، أو تكاثر الهائمات النباتية، وحالات نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، يُذكر أن "المد الأحمر" هو ظاهرة طبيعية بيئية، تحدث بسبب ازدهار مؤذي لنوع أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات، مما يسبب تغير لون المياه بشكل واضح، وغالباً ما يتغير اللون إلى الأحمر، ويعتمد اللون الناتج على لون العوالق النباتية التي تسبب الظاهرة.
رصد الغازات الدفيئة
من جانب اخر أطلق معهد أبحاث أسترالي موقعا على شبكة الإنترنت يتيح للجمهور رصد غازات الدفيئة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وقد طور معهد "كومونولث سيانتيفيك أند إندستريال ريسرتش أورغانيزيشن" المدعوم من الحكومة، هذا الموقع حتى يطلع الناس بأنفسهم على كيفية ارتفاع الغازات المسببة للاحترار المناخي كنتيجة للنشاط البشري، وقد أوضح بول فرايزر أحد علماء المعهد أن "القياسات المسجلة تبين ارتفاعا متواصلا في كثافة ثاني أكسيد الكاربون، الناجم خصوصا عن احتراق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات"، ويتضمن الموقع الإلكتروني رسومات بيانات تفاعلية حول مستويات ثاني أكسيد الكاربون وحمض النيتروجين والميتان، وترتكز البيانات على عينات من الهواء جمعها المعهد ومكتب علم الأرصاد الجوية في كايب غريم في جزيرة تاسماني، وتعتبر كايب غريم موقعا مهما، بما أن عينات الهواء التي تبلغ المنطقة تكون قد اجتازت مسارا طويلا عبر المحيط المتجمد الجنوبي، أما هواء النصف الشمالي من نصف الكرة الشمالي فتتم مراقبته من مرصد ماونا لوا في هاواي، ولفت فرايزر إلى أن "الرسومات البيانية التي نشرناها على الموقع سوف تسمح للناس بالتحقق من المسبب الرئيسي للتغير المناخي الراهن"، أضاف "هذه معلومات أساسية لتحديد الإجراءات العامة الواجب اعتمادها لتفادي ارتفاع غازات الدفيئة إلى مستويات خطيرة". بحسب فرانس برس.
كائنات بحرية وافدة
بدورهم قال علماء ان طحالب دقيقة وأنواعا من الحيتان موطنها الاصلي المحيط الهادي عبرت مياه المحيط المتجمد الشمالي الذي بدأ في الذوبان مما قد ينذر بغزو للكائنات البحرية يهدد بالخطر الثروة السمكية في المحيط الاطلسي، وأضاف العلماء ان السجلات الحفرية تشير الى ان هذه الطحالب المجهرية ظلت غائبة عن شمال المحيط الاطلسي لمدة تقرب من 800 الف عام ويبدو انها عادت اليه من المحيط المتجمد الشمالي في اعقاب التغيرات المناخية التي تضمنت ذوبان الجليد لتحملها التيارات البحرية ثانية الى مياه الاطلسي، والاسم العلمي لهذه الطحالب هو (نيودنتيكيولا سيمايني)، اما الحوت الرمادي "الذي رصد في مياه البحر المتوسط عام 2010 بعد 300 عام من انشطة الصيد الجائر المكثفة لهذا النوع مما ادى الى انقراضه في منطقة المحيط الاطلسي" فيعتقد انه سبح من مياه الهادي عبر مياه خالية من الجليد في المحيط المتجمد خلال فصل الصيف، وقال كريس ريد من مؤسسة سير اليستير هارفي لعلوم المحيطات ببريطانيا الذي اوضح ان الطحالب الدقيقة انجرفت الان جنوبا لتصل الى نيويورك "انه صندوق الشرور". بحسب رويترز.
وأضاف ريد "يمكن ان نتوقع ورود المزيد من الانواع من الهادي"، وكان علماء اوروبيون من 17 مؤسسة بحثية في الاحياء المائية في عشر دول قد وثقوا في مشروع يطلق عليه اسم (كلامر) اضطراب الحياة البحرية في البحار، واضاف ريد ان الهجرة المكثفة للانواع "قد تسبب ضررا بالغ، للمصائد في المحيط الاطلسي"، وقد تهدد الانواع الوافدة الحياة البحرية السائدة للثروة السمكية من السالمون والقد، وقال ريد "لقد اجتزنا عتبة" مع ذوبان الجليد بسبب ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض الناجمة بدورها عن الاستخدام المكثف للوقود الحفري من المصانع والسيارات، ويقول العلماء ان من الصعوبة بمكان لهذه الانواع العبور من مياه الاطلسِي الى مياه الهادي ضد التيارات البحرية واتجاه الرياح.ويعتقد ايضا ان الحوت الرمادي "الذي تم التعرف عليه من خلال صور التقطت في مياه قبالة اسبانيا واسرائيل في مايو ايار عام 2010" انه سبح عبر المحيط المتجمد الشمالي من المناطق الشمالية الشرقية للهاديِ
المصدر: شبكة النبأ
ساحة النقاش