Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

 

 " البصمة الكربونية "  وتأثيرها على صحة الإنسان والبيئة


الاستمرار السريع لتدهور نوعية الهواء في كافة المدن العربية والذي نتج عن الارتفاع الكبير في نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء أدى إلى العديد من الأمراض الخطيرة المباشرة وغير المباشرة للإنسان وإلحاق الضرربالبيئة:

تعتبر انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن نشاطات الإنسان المتنوعة واحدة من أهم العوامل الرئيسية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والتي لها التأثير المباشر في تدهورالبيئة في كافة أرجاء العالم وبناء على ذلك تكمن أهمية قياس معدلات انبعاث غاز ثانيأوكسيد الكربون والتي يستدل منها على مدى مساهمتنا السلبية في زيادة الأحمال البيئية.‏‏

وتقدر كلفة المشاكل الصحية التي تعزى إلى تلوث الهواء من قطاع النقل وحده في البلدان العربية بأكثـر من خمسة بلايين دولار سنويا .‏‏

من هنا ظهر مايسمى بالبصمة الكربونية وهو مؤشر يتم من خلاله التعبير عن كمية انبعاثات غاز ثانيأوكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري والذي يشمل (البترول ومشتقاته والغاز الطبيعي والفحم الحجري) المستخدمة في إنتاج الطاقة الكهربائية ووسائل النقل المختلفة والنشاطات الصناعية . إلخ. ويتم استخدام البصمة الكربونية على عدةمستويات، حيث تستخدم للتعبير عن معدلات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون على مستوىنشاط كل من ( الفرد و المؤسسات و الدول ) أو حتى على مستوى عملية إنتاج أو تصنيع منتج معين أو على مستوى نشاط معين، وغالبا مايعبر عنها بوحدة (الطن ) من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في السنة.‏‏

مكونات البصمةالكربونية :‏‏

وتتكون البصمةالكربونية من مجموع جزءين، هما البصمة الرئيسية و البصمة الثانوية‏‏

البصمةالرئيسية:‏‏

يتم عن طريقها تحديد الانبعاثات المباشرة لغاز ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقودالأحفوري، والتي تتمثل في استهلاكنا للطاقة الكهربائية واستغلالنا لمختلف وسائلالنقل (سيارات، طائرات، قطارات). ومن خلال هذه البصمة يمكننا مباشرة التحكم في كمية انبعاثاتنا.‏‏

البصمةالثانوية:‏‏

يتم عن طريقهاتحديد الانبعاثات غير المباشرة لغاز ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن دورة حياةالمنتجات التي نستخدمها (من مرحلة استخراج المواد الأولية إلى مرحلة التصنيع وصولا إلى مرحلة النقل والتوزيع النهائية)، وهي تكون متعلقة بشكل رئيسي بعمليات التصنيع ،وكلما زاد شراؤنا للمنتجات كلما زادت كمية الانبعاثات.‏‏

ولقد أصدرت المنظمة الدولية للقياسات والجودة " الأيزو " مسودة عمل لمشروع يخص البصمة الكربونية للمنتجات ومن المقرر أن ينجز هذا المشروع في العام القادم 2011 ويهدفالمشروع من خلال " اللجنة الفنية لإدارة الغازات الدفيئة " إلى تحديد قيمة البصمةالكربونية للمنتجات حيث تشمل متطلبات تعيين الحدود المسموحة لتقييم انبعاثات الغازات كما يوفر متطلبات تقييم البصمة الكربونية المعيارية واستخدام " أنظمة فئات " مختلفة طوال دورة إنتاج حياة المنتج والتي تتماشى مع آخر متطلبات "الأيزو" التي تم تطويرها وفقا للمواصفات القياسية الدولية.‏‏

والجدير بالذكرأن البلدان العربية بحاجة ماسة إلى المشاركة بفعالية في هذا العمل الدولي لتوحيد مقاييس البصمة الكربونية للمنتجات التي تنتج في دولها ومن كافة الأنشطة ، وتنشأ هذه الحاجة مع استمرار تدهور نوعية الهواء في كافة المدن العربية وخاصة العواصم والمدنا لرئيسية الكبرى والتي تعاني من تلوث الهواء بدرجات حادة والذي نتج عنه عواقبمناخية سلبية في غاية الخطورة انعكست على تنمية كامل المنطقة العربية مثل الارتفاع الكبير في حرارة الجو والتصحر وانخفاض الإنتاج الزراعي وتقلص الغطاء النباتي وخسارة التنوع الحيوي ( البيولوجي) والتراجع في تأمين الغذاء، فضلا عن تهديد الاستثماراتفي العديد من المشاريع الاقتصادية الحيوية.‏‏

أساليب وطرق خفض البصمة الكربونية:‏‏

يجب الحد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون وبالتالي تقليل بصمتنا الكربونية، وذلك في الإنتباه ومراقبة كافة نشاطاتنا اليومية من نشاطات صناعية أو زراعية إلى الطرق والعادات المؤدية إلى ذلك ومن أهم أساليب وطرق خفض البصمة الكربونية البحث عن مصادرللطاقة المتجددة النظيفة واستغلالها بديلا عن الوقود الأحفوري والتقليل من كافةأنواع النفايات وخاصة النفايات الغازية ، ومراقبة كافة النفايات الصادرة عن النشاطات الصناعية وإلزام المصانع بمعالجة نفاياتها .‏‏

كما يمكن مراقبة النشاطات الزراعية وإلزامها بالتحول إلى زراعات عضوية صديقة للبيئة ، واستغلال وتطوير وسائل النقل الجماعي للتخفيف من استخدام وسائل النقل الفردية التي تطلق ملايين اللترات من الغازات الضارة يوميا والترشيد في استهلاك الكهرباء والماء واستخدامهما بشكل أكثر فعالية وإعادة تدوير المواد القابلة للتدوير واستخدامها في عمليات الإنتاج من جديد.‏‏

كما يجب اعتماد واستخدام الآلات و الأجهزة والمعدات والمشاريع ذات الكفاءة العالية وصديقة البيئة والتوسع في زراعة الأشجار والغابات وإعادة استزراع الغطاء النباتي الطبيعي واعتمادالأبنية الخضراء صديقة البيئة في عمليات البناء.‏‏

المصدر: البيئة والحياة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

933,115