Environment & fisheries

الاهتمام بالبيئة ليست ترفا فكريا ولكنة واجب دينى لحياة افضل

 

الثروة السمكية في الخليج العربي

المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية نموذجاً

يعتبر الخليج العربي كنزاً غني الأنواع والأشكال من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، قلّ أن تتوفر في غيره من البحار، فهو بشبه انعزاله يشكل بيئة بحرية فريدة وغنية.والخليج منتج من الناحية البيولوجية حيث تتوفر، في مياهه بكثرة، الهائمات النباتية والحيوانية (البلانكتون) والتي تتكون أساساً من النباتات والطحالب المجهرية، كما من بيض ويرقات الحيوانات المختلفة. ويعتبر (البلانكتون) الأساس الغذائي الهام لجميع الأسماك والحيوانات البحرية.

ويعيش في مياه الخليج اكثر من 300 نوع من الأسماك التي تم وصفها والتعرف عليها حتى الآن. فيما يعتقد آخرون بأنها تتجاوز 400 نوع وأن الصالح منها للأكل258 نوعاً. وهو مستودع لثروات طبيعية هائلة من الإسفنجيات.

وقد اشتهر شعب الخليج العربي بمهنتي الصيد والغوص منذ أقدم الأزمنة، حيث كانت الثروة البحرية إلى جانب الزراعة والتجارة عبر موانئ الخليج أهم ركائز الاقتصاد في المنطقة قبل ظهور النفط.

كما أن الخليج العربي يعد ممر حيوي للملاحة والتجارة بين دول المنطقة وبقية أرجاء العالم، ولقد كانت سواحل الخليج في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أهم المناطق البحرية في العالم التي تتركز فيها مصائد اللؤلؤ.

فمغاصات اللؤلؤ الواقعة بالقرب من البحرين وقطر وساحل عمان وغيرها تعتبر من أشهر مغاصات العالم. وتبلغ عدد مغاصات اللؤلؤ في الجانب الغربي من الخليج وبالتحديد من دبي وحتى الكويت 239 مغاصاً ويتراوح عمقها من 18 إلى 138 قدماً.

وفي أوائل القرن العشرين كان الخليج العربي ينتج نصف محصول العالم من اللؤلؤ، وقدر عدد المراكب فيه آنذاك بثلاثة آلاف وخمسمائة مركب. غير أن هبوط أسعار اللؤلؤ أدى إلى نقص كبير في نشاط استخراجه في سنوات الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك ما يزال صيده مصدراً من مصادر الثروة لعدد قليل من سكان الخليج.

كما ويحتوي الخليج العربي على أكبر حقول النفط في العالم. فمع ظهور النفط وولادة الصناعات النفطية في المنطقة انحسر الاهتمام العام بالثروة البحرية والزراعية، ناهيك عن الأضرار التي لحقت بمياه الخليج جرّاء التلوث الصناعي، والمخلفات الناتجة عن تحلية المياه التي تتم في المحطات الموجودة على شواطئه، والتي تنتج محلولاً ملحياً قوياً وبلورات ملحية. فإذا ألقيت هذه المخلفات في البحر فإنها تؤدي إلى الزيادة في الملوحة، والتي يترتب عليها آثار عكسية مضرة بالبيئة البحرية كتحطيم الشعب المرجانية واستنزاف مصائد الأسماك.

غير أنه مما يثلج صدورنا تزايد الإهتمام مؤخراً، ومن كافة الدول المطلة على الخليج، بحماية البيئة عموماً والبحرية على وجه الخصوص، وقد تشكلت لذلك هيئات متخصصة تبذل جهوداً بحثية وعملية يجب أن تقدر وتشكر جزيل الشكر.

كما نلاحظ تصاعد الاهتمام الشعبي بالصيد البحري بعد أن تضاءل أبان الطفرة النفطية، حيث تظهر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وكالة شئون الثروة السمكية في وزارة الزراعة والمياه بالمملكة العربية السعودية ارتفاع عدد قوارب الصيد الصناعية والتقليدية في عموم الخليج العربي ففي العام 1995م كانت 1953 قارباً أما في العام 1997م فقد بلغت 2028 قارباً.

وكلنا أمل بأن تظل حركة الصيد واستغلال الثروة البحرية، حركة منظمة وقائمة على أسس علمية صحيحة، وتحت إشراف وسيطرة الجهات المعنية بحماية البيئة البحرية، حتى نضمن الحفاظ على ثرواتنا البحرية للأجيال القادمة..

من هنا ارتأينا ضرورة تسليط الضوء على الثروة السمكية في الخليج وما يحيط بها من المخاطر والتحديات، محاولين كشف أهم السبل والوسائل لمواجهة تلك المخاطر، لننعم بفرص حقيقية في استغلال ثروتنا السمكية، بعيداً عن طرق الصيد العشوائي أو الممارسات الخاطئة التي تضر بالبيئة البحرية عموماً والله سبحانه الموفق وبه المستعان.

العوامل الطبوغرافية للخليج العربي

كان الخليج العربي جزء من بحر داخلي قديم يغمر إيران والأجزاء الشرقية من شبه الجزيرة العربية والعراق قبل تكون نهري دجلة والفرات ويسمى بحر تتس Tethys.

وخلال عصر المايوسين و البليوسين (حقب الحياة الحديثة) أي منذ 20مليون سنة أرتفع وسط آسيا نتيجة الحركة الألبية ثم ظهرت هضبة إيران من تحت مياه بحر تتس وكذلك برزت جبال زايجورس والأطراف الشرقية من شبه الجزيرة العربية.

ثم تبع ذلك هبوط على شكل ثنية مقعرة، تكوّن على أثرها الخليج العربي وغمرته المياه ومنذ ذلك الوقت ارتفع وانخفض مستوى سطح البحر في الخليج عدة مرات حيث المستوى الحالي لا يزال منذ (5000) سنة تقريباً.

والخليج العربي حوض ضيق وضحل أي قليل العرض والعمق نسبياً بالمقارنة مع خليج عمان والبحر الأحمر والبحار الأخرى، ويبلغ طوله (1000)كم ويبلغ أقصى عرض له حوالي 388كم عند ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، وأدنى عرض له عند مضيق هرمز إذ لا يزيد على 85 كم. ويصل أقصى عمق له (100) متر عند مضيق هرمز، ويبلغ متوسط عمقه 35متر ويلاحظ أن العمق في ساحله الغربي أقل من أعماق ساحله الشرقي.

أما مساحته فتبلغ حوالي (226.000)كم2، ويقدر حجم مياهه بـ(85.000)كم3 ويصب في شمال الخليج العربي نهر شط العرب بعد أن تلتقي به ثلاثة أنهار هي: دجلة والفرات ونهر القارون، هذا بالإضافة إلى المجاري المائية التي تصب فيه من الأراضي الإيرانية شرقاً.

وتوجد على طول الساحل الغربي للخليج العربي الشعاب المتقطعة والتي تظهر بوضوح أثناء حركة الجزر، ويتخلل هذه الشعاب مساحات مغطاة بالرمال التي تحملها الرياح والأمواج والتيارات البحرية وترسبها. هذا وتتوقف ملائمة مياه الخليج وصلاحيتها لتكاثر الأسماك وتنوعها على خصائصها الطبيعية والكيميائية، وهي خصائص عدة منها:

أ/ درجة الحرارة (Temperature):

تؤثر درجة حرارة المياه على نواحٍ متعددة من أهمها تأثيرها المباشر على توزيع الكائنات الحية البحرية بمختلف أنواعها وعلى نموها وتكاثرها وتأثيرها المباشر وغير المباشر على مناخ اليابس.

وتتصف مياه الخليج العربي بارتفاع درجة حرارتها عامة. وهنالك تغير كبير في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء، حيث يبلغ متوسط الحرارة العظمى للهواء 46.6ْم بينما يبلغ متوسط الدرجة الدنيا 4.3ْم. ونتيجة للاختلاف الكبير في درجات حرارة الهواء مما ينتج عنه تغير كبير في حرارة المياه والذي يتراوح ما بين 15-33ْم وقد تزيد أو تنخفض درجة الحرارة في المناطق الضحلة حيث تبلغ 10ْم شتاءً و 40ْم صيفاً. وتعد درجة حرارة المياه عاملاً مهماً في إذابة بعض الأملاح والغازات اللازمة لغذاء الأسماك ولهذا تؤثر على توزيعها، فارتفاع درجة الحرارة يساعد على سرعة ذوبان الجير في الماء وعلى سرعة امتصاص الأسماك له وهو ما تحتاجه لبناء هياكلها. وتعد درجة حرارة المياه في الخليج العربي مناسبة جداً لنمو الأحياء المائية وتكاثرها وخاصةً في فصل الشتاء والخريف لاعتدال الحرارة ولوجود شط العرب في الشمال الذي يعمل على تغيير في درجات الحرارة وتلطيفها.

ب/ درجة الملوحة (salinity):

نظراً للظروف المناخية السائدة في المنطقة كالارتفاع الشديد في درجات الحرارة معظم شهور السنة وانخفاض معدلات الأمطار بشكل عام وارتفاع معدل التبخر بشكل ملحوظ مما يسبب عجزاً مائياً على مدار شهور السنة، بمعنى أن ما يفقد من مياه الخليج العربي عن طريق التبخر يزيد على ما يضاف إليه عن طريق مياه الأمطار أو الأنهار والسيول، الأمر الذي يؤدي بالطبيعة إلى ارتفاع درجات الملوحة ارتفاعاً كبيراً بالقياس إلى البحار الأخرى.

وهذا الارتفاع يتفاوت من مكان لآخر ويزداد في المناطق المعزولة، حيث يبلغ متوسط ملوحته عند عمق 15متر ما بين 37-40.% أما بالنسبة لملوحة المياه السطحية فإنها تزداد من 36.6.% قرب مدخله حتى 40.6.% بالقرب من الحوض الشمالي، بينما تبلغ في المناطق الضحلة من40-50.% وتزداد من 60-70.% في البحيرات والخلجان الساحلية.

وتؤثر الملوحة في الثروة السمكية لمياه الخليج بطريق غير مباشر، وتأثيرها هنا يختلف عن تأثير درجة حرارة المياه على الثروة السمكية فعندما تقل درجات الملوحة تتناقص كثافة المياه فيؤدي هذا التناقص إلى إغراق كائنات البلانكتون التي تتغذى عليها الأسماك، أما عندما ترتفع الملوحة ترتفع أيضاً كثافة المياه فتظل النباتات طافية مستفيدة بالضوء الشمسي، وهكذا فارتفاع الملوحة الذي تمتاز به مياه الخليج يجعل منها بيئة صالحة زاخرة بالثروة السمكية لكثرة البلانكتون النباتي فيها.

ج/ كمية التبخر (Evaporation):

يقدر متوسط معدل التبخر اليومي في الخليج العربي 4ملم/ يوم أي ما يعادل 1460ملم/سنة. ويعتبر معدل التبخر هذا أعلى من معدل التبخر فوق المحيطات التي تقع على خطوط العرض المناظرة.

د/ التيارات البحرية (CUrrents):

ويعتبر من أهم العوامل المسببة لنقل الرواسب على امتداد المناطق الضحلة للخليج العربي التيارات البحرية والأمواج والمد والجزر. وتخضع هذه العوامل لتأثيرات كثيرة أهمها عنصر الرياح المباشر واختلاف الضغط الجوي وعامل دوران الأرض حول نفسها وشكل السواحل وامتدادها، وهذه كلها عوامل مؤثرة على التيارات البحرية لكنها خارجية بالنسبة للمياه. أما العوامل الذاتية فتتمثل في خصائص المياه نفسها كالتباين في كثافة المياه والاختلاف في درجة حرارتها ودرجة ملوحتها.

وتتأثر مياه الخليج العربي بالإضافة إلى هذه العوامل بالمؤثرات المحلية كالتباين المائي على جانبي مضيق هرمز ودخول مياه شط العرب إلى الخليج العربي. وتتمثل التيارات البحرية في الخليج العربي في التيار السطحي الرئيسي الدائم (طوال العام) الذي يسير من خليج عمان ويكون اتجاهه عكس عقارب الساعة، أي أنه يتجه نحو الساحل الإيراني شرقاً، ثم يصل إلى الشمال وينحرف ناحية الشمال الغربي ثم الغربي حيث يصبح اتجاهه ناحية الساحل الغربي نحو الجنوب ثم الجنوب الشرقي،إلى أن يصل إلى ساحل الإمارات العربية فيكون عمودياً عليه، ثم ينحرف ليدخل خليج عمان مرة أخرى وبذلك ويكون تياراً مضاداً للأول، ويكمل الحلقة التي بدأها بالدوران بمحاذاة شواطئ الخليج، فالأول داخل (من ناحية خليج عمان) والثاني خارج لأن الخليج أكثر دفئاً، ومع أن تأثيره قليل في الاحتكاك بالصخور ونقل الترسبات، فإنه يحمل كمية لا بأس بها من البلانكتون ويعمل على خلط الحياة الحيوانية ما بين البحر العربي والخليج العربي وكذلك فإنه يجدد مياه الخليج حيث يجلب له مياه جديدة من المحيط، وينتج عن عملية الخلط هذه توزيع عادل في نسبة الملوحة وتقليل نسبتها وتجانس درجات حرارة الماء وفي الموارد الغذائية المعدنية والأحيائية، وهذا يؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على جلب الثروة السمكية وتوافرها في الخليج العرب.

هـ/ المد والجزر (Tides):

تختلف حركة المد والجزر في الخليج العربي ككل، وتتوقف هذه الحركة على عدة عوامل أهمها عمق المياه واتساع الخليج أو ضيقه ومدى اتساع فتحة الخليج وطبوغرافية خط الشاطئ. ويتميز الخليج العربي بظاهرة المد والجزر نصف اليومي، وفي بعض المناطق تعتبر ظاهرة المد والجزر اليومي هي السمة السائدة حيث تحدث مرة كل 24ساعة و50 دقيقة تقريباً. كما توجد مناطق خليط معظمها تتميز بظاهرة المد والجزر نصف اليومي وأخرى معظمها يومي ويختلف الفرق بين المد والجزر من منطقة لأخرى من 0.6إلى 6متر.

و/ الموج (Waves):

وينتج عن العوامل السابقة وخاصة الرياح والتيارات البحرية وحركة المد والجزر تكوين الأمواج التي تؤثر على الكائنات الحية البحرية في الخليج، وتعد الرياح العامل الرئيسي لنشأة الأمواج فبازدياد المسافة التي تهب عليها الرياح والفترة الزمنية تزداد سرعة حركة الأمواج. وتسود الأمواج العادية التي يبلغ ارتفاعها 1متر حوالي 75% من الوقت، أما الأمواج العالية التي ارتفاعها أكثر من 1.5متر فتمثل حوالي 5-6% وتحدث غالباً في فصلي الشتاء والخريف. أما الأمواج التي يصل ارتفاعها 1.8متر أو أكثر فتمثل10% بينما تمثل الأمواج القوية التي تزيد عن 3.5 متر نسبة 1%، وجدير بالذكر أن سرعة الرياح في غرب الخليج العربي في يوم عاصف تصل إلى 100كم/ساعة مما يؤدي إلى موج يصل ارتفاعه إلى 6 أمتار.

وتؤثر الأمواج على الخليج فقد تعمل على صعوبة الملاحة والصيد وذلك عندما ترتطم الأمواج بتيارات المد القريبة من الساحل ويقل أثرها عندما تكون بعيدة عنه. ولعلها عاملاً مهماً من عوامل النحت والإرساب فهي تعمل على نحت السواحل وتآكلها وتكوين الكهوف والمغارات البحرية، ومما يهمنا من عملها أكثر ما تسببه بفعل الرياح في جلب المواد الغذائية من الأعماق الضحلة إلى المستويات السطحية، وخاصة المناطق الضحلة التي تكثر فيها حدة ارتفاع الموج.

وهكذا نجد كيف أن للعوامل والظروف الجغرافية الطبيعية تأثيراً واضحاً في تكوين البيئة الملائمة للكائنات البحرية عموماً وخاصةً الأسماك في مياه الخليج العربي، فارتفاع

درجات حرارة المياه نسبياً وارتفاع درجات الملوحة وطول فترة الإشعاع الشمسي، تضافرت جميعاً في تكوين بيئة صالحة لتكاثر البلانكتون النباتي الذي يعد الغذاء الرئيسي للثروة السمكية.

أهمية الثروة السمكية وفوائدها

تتنوع فوائد الثروة السمكية لتشمل جوانب عدة في حياة الإنسان، فهي من ناحية مصدراً رئيسياً لبعض أهم العناصر الغذائية التي لا غنى عنها لتقويم صحة الفرد البدنية والعقلية. كما تعد الثروة السمكية عموماً حقلاً خصباً في ميدان الطب، حيث يعتقد بأن أكثر من 10% من النباتات البحرية يعتبر مضاداً حيوياً، إذ سمحت المواد البحرية بإعداد أصناف جديدة من المضادات الحيوية ومسكنات الألم.

وهناك أنواع من الإسفنج والطحالب البحرية تستخرج منها عقاقير مقاومة لأمراض السرطان وكذا لتنشيط جهاز المناعة في الجسم. كما تستخدم الطحالب والاسفنجيات في صناعة بعض الأغذية والصناعات الصيدلانية وصناعة الورق والأفلام والجلود والنسيج ومستحضرات التجميل ومعاجين الأسنان وصناعة البلاستيك.

وهكذا تدخل الثروة السمكية في عداد أعمدة الاقتصاد الوطني لكثير من الدول، سواء استغلت كصناعات تحويلية أو استثمرت لتنشيط الحركة السياحية أو تم التركيز عليها كمصدر غذائي يستهلك محلياً ويصدر الفائض منه للخارج.. وهنا سنتناول أهم الجوانب التي تبرز أهمية الثروة السمكية...

أ/ القيمة لغذائية للأسماك:

تعد الأسماك من أهم المصادر الغذائية التي تزود السكان بالبروتين الحيواني ذو القيمة الحرارية المرتفعة، وعلى الرغم من احتواء اللحوم الأخرى على البروتين الحيواني فإن البروتين الموجود في الأسماك (البروتين السمكي) يعتبر من أفضل البروتينات الغذائية الحيوانية لما له من أهمية غذائية ولسهولة هضمه وانخفاض الدهون فيه بدرجة كبيرة.

أما من ناحية ما تحويه اللحوم من سعرات حرارية فإن لحوم الأسماك تتميز بأنها ذات سعرات حرارية عالية، وتقل كمية الدهون في الأسماك بشكل ملحوظ، كما في الروبيان الذي لا يحوي سوى 1.4 جرام من الدهون. وبالإضافة لذلك هناك عنصر الماء الذي يوجد في الأسماك بكميات كبيرة، وكذلك احتواؤها على المواد السكرية بنسب منخفضة.

ولا تنحصر أهمية الأسماك في كونها مصدراً مهماً للبروتين الحيواني، أو مصدراً للحرارة فقط بل تكمن أهميتها أيضاً في احتوائها على زيوت غنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين (أ) الذي يعتبر عاملاً مهماً في النمو.

كما تحتوي الأسماك على نسب مرتفعة من الأحماض الأمينية غير المشبعة، مما يساعد على تقليل نسبة الكولسترول في دم الإنسان، وهذه الأحماض ضرورية لنمو الدماغ وتجديد الخلايا العصبية التي تحمي من أخطار أمراض القلب، فالأحماض الدهنية تمنع تكون الجلطات الدموية وتؤثر في سيولة الدم وتخفيض ضغط الدم للأشخاص الذين يشكون من ارتفاع معدل الضغط فيه.

وبالإضافة على احتواء الأسماك على هذه العناصر فهي تعد مصدراً غنياً بالأملاح المعدنية مثل: الفسفور، الكالسيوم، اليود، والحديد.

جدير بالإشارة أن الأسماك تعد من الوجبات الرئيسية التي يتناولها أبناء الخليج العربي واليابان والنرويج، ويأكل الناس في الأقطار الأخرى الأسماك بوصفها أحد أنواع الغذاء الإضافية ضمن وجباتهم.

ب/ الأسماك وسائل للأبحاث والتجارب العلمية:

تستخدم العديد من الأسماك في الدراسات العلمية المختلفة، مثل دراسات التشريح والفسيولوجي والبيئة وغيرها من المجالات العلمية الأخرى. فأسماك كلب البحر Squalus acanthias تعتبر من الناحية التشريحية مثال نموذجي للفقاريات وهي من الأسماك المثالية في عمليات التشريح التي استخدمت في العديد من المراجع التطبيقية. وأسماك الـ Lamprey بقلوبها الإضافية ساعدت علماء الفسيولوجي في دراسة الخلايا القلبية، وأيضاً أسماك السالمون Rainbow trout استخدمت بكثافة في أبحاث التغذية، وأبحاث مرض السرطان وخاصة سرطان الكبد، واستخدمت الأسماك في دراسات تلوث المياه وخاصة التلوث بالمبيدات والملوثات الناتجة عن المخلفات الصناعية الملقاة في المياه. كما استخدمت أسماك البلطي وغيرها في التجارب الفسيولوجية المتعلقة ببحوث السلوك وعلم النفس التجريبي، أما أسماك الـ Daniorerio فاستخدمت في دراسات علم الأجنة لما لها من ميزة التكاثر في الأسر بشكل جيد يتيح فرص إجراء هذه الدراسات.

وكثيراً ما يستخدم العلماء السمك الذهبي وغيره من أنواع السمك الصغيرة كحيوانات تجارب في البحوث الطبية لأنها لا تحتاج إلى مكان كبير أو عناية كثيرة كغيرها من حيوانات التجارب الأخرى. ولا يفوتنا التنويه بأن الأسماك الكروية تنتج مادة كيميائية تستخدم لمعالجة مرض الربو.

ج/ الأسماك ثروة اقتصادية:

من وجهة النظر الاقتصادية فإن الأسماك لها أهمية تجارية، حيث تقوم عليها بعض الصناعات مثل حفظ الأسماك عبر (التعليب والتمليح والتدخين) وصناعة استخراج زيوت الأسماك التي تستخدم في أغراض صناعية وطبية، وإلى جانب ذلك تستخدم مخلفات الأسماك في تصنيع مسحوق السمك الذي يستخدم لأغذية الحيوانات والأسماك أيضاً، وذلك لما له من محتوى بروتيني عالي، وصناعة الأسمدة (من مخلفات تصنيع الأسماك) وصناعة الصمغ وكمصدر للجلود ومصدر للصبغيات الطبيعية (الجوانين) وتستخدم بعض الأسماك في بعض المجتمعات البدائية في توفير الأشواك ـ التي تستعمل كإبر أو مثاقب ـ والجلود.

وفي هذا الصدد فقد بلغ إجمالي إنتاج الثروة السمكية في المملكة العربية السعودية لعام 1997 م 53170 طناً مترياً منها 49395طناً من المصايد البحرية وتمثل 92.9% من الإجمالي بينما تم إنتاج 3775 طناً من المزارع السمكية بنسبة 7.1% من الإجمالي. وأما حجم الصيد السعودي في مياه الخليج العربي فقد بلغ في عام 1997م 22875 طناً مترياً.

وقد صدرت المملكة العربية السعودية 2072 طن من المنتجات السمكية بقيمة 19 مليون ريال وذلك في عام 1996م ويمثل ذلك زيادة كبيرة في الصادرات عن العام 1995م بنسبة 32% من حيث الكمية وبنسبة 44.8% من حيث القيمة. كما استوردت المملكة في عام 1996م 58745 طناً مترياً من المنتجات السمكية بقيمة 339 مليون ريال تقريباً وهذا يكشف انخفاض كمية الواردات في العام المذكور بمقدار 8068 طناً عن العام 1995م بنسبة 12% كما انخفضت قيمتها بمقدار ستة ملايين ريال تقريباً بنسبة 1.9%.

د/ أسماك أحواض الزينة:

اهتم الإنسان بالأسماك لأسباب مختلفة، ولعل من أكثر النواحي الممتعة في مشاهدة عجائب عالم الأسماك المدهش (الألوان والأشكال والحركات والعادات المختلفة لها) التي شجعت محبي أحواض الزينة في مناطق العالم المختلفة على إنشاء شبكة تجارية عالمية واسعة.

وأحواض الزينة قد تستخدم لتوفير المتعة عند عرضها في الأماكن العامة، حيث يستمتع المشاهد برؤية الأسماك المحلية والغريبة من كل الأنواع والأحجام، والتي قد لا تسمح الظروف والإمكانيات المختلفة للأفراد بمشاهدتها في بيئتها الطبيعية.

ويزخر الخليج العربي بالشعب المرجانية الضحلة حيث تضم هذه الشعاب أكثر المجتمعات البحرية الحية إنتاجية وتنوعاً وأجملها وأندرها على الإطلاق (فراشات البحر، الأسماك الملائكية، العنافيز، عماد كرب، مشط العروس ـ الرقيعة ـ، العماد، الأسماك الببغائية..) أمثلة نموذجية لهذه الأسماك الرائعة الجمال، وهي تتواجد في المياه الضحلة في ثنايا المرجان، تعطيها أشكالها الرقيقة سهولة الاختباء داخل الشعاب (التمويه)، وتتميز بألوان زاهية، فالبعض منها مزخرف والآخر مخطط بخطوط بيضاء أو صفراء أو برتقالية اللون..

كما تمتلئ بيئة الخليج بأسماك أخرى لا تقل جمالاً وروعة، كالأسماك الأنبوبية وأبرز أنواعها (حصان البحر)، والأسماك الحجرية (ديك ودجاجة البحر) فهي تشاهد متعلقة داخل الشقوق الصخرية والشعاب المرجانية، وهناك أيضاً الأسماك الصندوقية والمنتفخة والمسلحة والإبرية (سمكة يونس، الفحل، الاعنـزة، أسماك الحمارة، حمارة الكعبان، سمكة الخنزير، سمكة الجراح) وكذلك الأسماك الثعبانية والمثال النموذجي لها (الانكليس/ الناجوج) وتعتبر جميع أنواع هذه الأسماك الأخيرة خطرة وسامة باستثناء حصان البحر.

هـ/ الأسماك وسيلة مكافحة بيولوجية:

تتميز بعض الأسماك بالسيطرة على الكائنات الغير مرغوب فيها، ومن هذه الأنواع سمكة البعوض (جامبوسيا أفينس) Gambosia affinis فقد وصفت هذه السمكة لأول مرة عام 1854م ومنذ أوائل القرن صارت تنقل من بلد لآخر لغرض المكافحة ففي العام 1905م نقلت من تكساس إلى جزر هاواي وفي بلادنا العربية دخلت إلى الجزائر في العام 1928م وبعدها وصلت مصر وسوريا والسودان ثم العراق. وتعيش هذه السمكة في المياه العذبة في المناطق الدافئة من العالم ولكنها تقاوم البرد في المحلات التي تنقل إليها، وهي تفضل المياه البطيئة الجريان والضحلة وقد توجد في مياه أخرى إلا إذا كانت ملوثة وحامضية. كما أنها سريعة التكاثر حيث تلد ولا تبيض ومدة حملها تتراوح بين 23-24 يوماً وتضع ما بين 40-100 فرد وقد تلد أربع مرات في حياتها. وهي شرهة التغذية، ففي ساعة واحدة أكلت سمكة واحدة 225 يرقة وخادرة بعوض!.

وهناك أسماك أخرى تستخدم في التخلص من قواقع المياه العذبة، والتي تكون العائل الوسيط لطفيليات الإنسان (البلهارسيا مثلاً) ومن هذه الأنواع بعض أسماك البلطي الأفريقية، وأسماك المبروك الأسود, مبروك الطين Mylopharyngodon picaus.

كما تستخدم أسماك مبروك الحشاش Ctanopharyngodon idella كوسيلة سيطرة بيولوجية على النباتات المائية، التي تسبب الكثير من المشاكل في المجاري المائية، فهذه الأسماك تتناول كميات هائلة منها يومياً. حيث تمزق هذه النباتات بواسطة الأسنان الخيشومية، ومع أنها لا تستفيد من كمية الغذاء الذي تتناوله يومياً، إلا أن هذه الكمية بعد مرورها على القناة الهضمية، وتعرضها لعمليات الهضم المختلفة، فإنها تخرج بعد عمليات الامتصاص على شكل روث، والذي يعمل على تسميد قاع الأماكن الموجودة فيها، فيزيد ذلك من الغذاء الطبيعي ويسبب ذلك ازدهاراً للهائمات النباتية مما يضعف نمو النباتات الجذرية، وعليه فإن الجذور لا تدمر فقط بالتهام أسماك المبروك لها وإنما من جراء ازدهار الهائمات النباتية أيضاً، وقد تم إدخال هذا النوع من الأسماك في نهر النيل أسماك مبروك الحشاشبه الذي يسبب خسائر كبيرة بسبب انسداد المجاري المائية، علاوة على كميات المياه التي يستهلكها هذا النبات.

و/ الصيد كهواية ورياضة:

عرف الإنسان الصيد منذ القدم، وعلى الرغم من أن الصيد بغرض الاستمتاع تعتبر رياضة يفضلها الإنسان في أوقات فراغه، إلا أن هذه العملية مفيدة أيضاً من ناحية توفير الغذاء للصياد نفسه، وقد تطورت أجهزة رياضة صيد الأسماك مع التقدم التكنولوجي، غير أن هذا التطور لم يلغي وسائل الصيد التقليدية القديمة.

إن رياضة صيد الأسماك منتشرة عالمياً، وتصل إلى أقصى أهميتها في المجتمعات المزدحمة بالسكان، حيث يلجأ الناس إلى الاستجمام في الهواء الطلق ويمارسون الصيد للترويح عن أنفسهم بعيداً عن ازدحام المدن وضوضائها.

تعتبر رياضة الصيد استغلالاً ممتازاً لأوقات الفراغ، فهي تشجع استغلال رؤوس الأموال، حيث يقوم هواة الصيد بشراء العديد من لوازم الصيد والقوارب، كما أنهم ينفقون الأموال على السفر والغذاء والإقامة، إلى درجة أن بعض الدول تعتمد في رخائها الاقتصادي على تشجيع رياضة الصيد كما هو الحال في جمهورية مصر العربية في أماكن عديدة على ساحل البحر الأحمر.

وتتصف الأسماك التي تصاد للرياضة بمكرها ودهائها أو ببعض الصفات الأخرى التي تزيد من التشويق والإثارة والمتعة. وتشمل هذه الأسماك أنواعاً من أسماك البحر العملاقة مثل سمك المرلين وسمكة السيف وأسماك المياه العذبة مثل سمكة الفـــرخ وتروتة قوس قزح، علماً بأن الغالبية العظمى من أسماك الرياضة تستخدم أيضاً كغذاء.

وفي الخليج العربي تعتبر هواية الصيد من أهم الرياضات بالنسبة لسكان المناطق الساحلية، خصوصاً بعد الطفرة البترولية، حيث بذلت دول الخليج جهوداً ومبالغ طائلة على تحسين الشواطئ وتهيئتها للترفيه والاستجمام، وفي المقابل ارتفع عدد الهواة والمستمتعين برياضة الصيد البحري، وذلك عبر أدوات مختلفة حسب مستوى الدخل فتبدأ من السنارة الشعبية المصنوعة يدوياً، ثم السنارة الحديثة المصنوعة آلياً، وانتهاء بالقوارب واليخوت، ورغم ذلك ما زال كثيرون يعتمدون الأدوات التقليدية مثل الشبك الخيشومي (الغَزْل)، القراقير، (القمبار)، شباك الجر القاعي (كوفية الربيان)، وغير ذلك مما قد يعتبر من وسائل الصيادين المحترفين.

مصايد الأسماك في مياه المملكة بالخليج العربي

لكي يتم استثمار الثروة السمكية الغنية في الخليج العربي استثماراً متكاملاً وصحيحاً دون أن يؤثر على سلامة هذه الثروة، أو على عملية تكاثرها الطبيعي، لابد لنا أن نتعرف على طبيعة التوزيع الجغرافي للخليج، وكيف ساهمت هذه الطبيعة في تكوين أنواع المصايد البحرية، بل وكيف اشتركت العوامل الطبوجغرافية التي أوضحناها خلال الباب الأول في خلق بيئة ملائمة لنمو عوائل معينة من الأسماك، بصورة أكبر مما هو عليه الحال في بحار العالم الأخرى.. هنا سنحاول تسليط الضوء على ملامح التوزيع الجغرافي لمياه المملكة في الخليج العربي، ثم سنبين أهم المصايد وأنواعها التي أفرزتها الطبيعة الجغرافية، وبعد ذلك نشير إلى أبرز العوائل السمكية المعروفة في الخليج العربي مفصلين القول في ثلاث عوائل تعتبر ضمن أهم عشر عوائل سمكية فيه...

أ/ التوزيع الجغرافي لمصايد الأسماك:

نظراً للاختلافات الطبوجغرافية والاستراتيجرافية على الرصيف الساحلي للخليج العربي ونظراً لامتداده الخطي الطويل، فلقد قسم إلى منطقتين وذلك لإمكانية معرفة البيئة الملائمة لوجود الثروة السمكية وأماكن توزيعها وهذه المناطق هي:

المنطقة الشمالية:

وتمتد هذه المنطقة من رأس الخفجي وحتى الجبيل، أي أنها تنحصر بين دائرتي عرض (25 26ْ و 01 27ْ شمالاً) ويبلغ امتدادها على خط الساحل نحو 272كم أي أنها تقل قليلاً عن نصف طول الشاطئ السعودي على الخليج العربي.

وتضم هذه المنطقة مراكز الصيد التالية: (رأس الخفجي، رأس الشعاب، رأس السفانية، منيفة) ويبلغ متوسط عرض الرصيف في شمال هذه المنطقة (من رأس الخفجي وحتى الجبيل) 21.8كم تقريباً؛ أي بُعد المنطقة من خط الشاطئ إلى حدود المياه الإقليمية في الخليج. ويعتبر هذا الرصيف عريض جداً، كما يعتبر الخليج العربي كله رصيفاً قارياً ضحلاً وذلك بسبب قلة عمقه.

وتكثر الشعاب المرجانية في الرصيف القاري للخليج كما تتواجد العديد من الجزر الساحلية، وتتضافر الظروف المناخية والتكوين الجيولوجي لقاع الخليج على تهيئة بيئة صالحة لنمو وتكاثر الثروة السمكية بصورة جيدة، ويدل على ذلك تعدد المجتمعات السكانية على شواطئ هذه المنطقة، وبالتالي قيام المدن والتي يتبعها العديد من قرى الصيد ومعسكراتها.

المنطقة الجنوبية:

وتمتد بين الجبيل وصدر دوحة سلوى، أي أنها تقع بين دائرتي عرض (01 27ْ و 45 24ْ شمالاً) أما امتدادها على خط الساحل فيبلغ حوالي 329كم أي أنه يزيد على طول المنطقة الأولى. ويتسع الرصيف القاري أكثر في هذه المنطقة، ومع ضحالة هذه المنطقة واتساعها فإن استغلال المملكة فيها ـ خاصة في المناطق الجنوبية من هذه المنطقة ـ قليل بحيث لا يتعدى 5.4كم تقريباً. وهي المسافة من خط الشاطئ إلى المياه الإقليمية عند دوحة ظلوم.

وقد أصبحت أعماق هذه المنطقة ضحلة جداً حيث يقل أغلبها عن 25م وتكثر فيها الشعاب المرجانية وتتعدد الخلجان، ونظراً لملاءمة مجمل العوامل الطبيعية لانتشار الكائنات الحية وتكاثرها أكثر مما هي عليه في المنطقة السابقة، فقد تركز السكان بصورة كبيرة في سواحل هذه المنطقة وخاصة عند محافظة القطيف وما جاورها من جزر وخلجان لممارسة مهنة الصيد،وعليه نشأت الكثير من قرى الصيد والمعسكرات حيث يتم صيد الأسماك منها ثم يتم توزيعها على أسواق التجزئة في الدمام وغيرها من المدن على امتداد الساحل وفي المناطق الداخلية.

ب/ أنواع المصايد:

يوجد في مياه المملكة العربية السعودية على الخليج العربي، ثلاثة أنواع من المصايد البحرية هي على النحو التالي:

المصايد القاعية (البعيدة عن الشاطئ):

نظراً لأن زاوية الانحدار التدريجي لقاع البحر في الجزء الغربي من الخليج العربي منتظمة ومنبسطة وهذا سبب ضحالة القاع، ولذا فإن مساحة كبيرة من القاع تقع ضمن مدى الاختراق الضوئي المباشر. ويستطيع الضوء النافذ مساعدة الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية على النمو، وهاتان البيئتان تؤديان دوراً مميزاً في الاقتصاد البيولوجي العام للخليج العربي، وتكثر في هذه المصايد مختلف الأنواع السمكية بالإضافة إلى الربيان والقشريات البحرية التي تحتمي داخل الثقوب والشقوق والزوايا المظلمة من الصخر. وتتراوح الأعماق في هذه المصايد بين (3 ـ 15م) ولكن إذا ما زادت الأعماق على ذلك فإن الاختراق الضوئي يقل. ولكن الحياة الحيوانية بصفة عامة عادة ما تتأقلم مع الظروف المتاحة لها. ونظراً لقلة انحدار القاع فإن مواقع هذه المصايد بعيدة عن الشاطئ السعودي.

وأهم أنواع الحياة الحيوانية في هذه المصايد: السرطانات، القشريات، الربيان بأنواعه، أسماك القوبيون، النهاش (فصيلة ساينال فيوس) وتوجد القواقع بكثرة وكذلك محار اللؤلؤ الذي اشتهر وجوده في الخليج العربي، بالإضافة إلى أسماك الهامور الصغيرة.

المصايد الشاطئية:

وتكون على امتداد المياه الضحلة على شكل حيود (حلقات أو قطع) وتحيط بالجزر البعيدة عن الشاطئ وبعمق يتراوح بين (0.5ـ 1م) وكذلك حول الأشرطة الرملية في أرضية الشروم والخلجان، وفي برك المد الدائمة المياه حيث تجد الحيوانات مصدراً غنياً بالغذاء بعيداً عن المفترسات.

ومن الكائنات الحية التي تتواجد في هذه المصايد مجموعة الروبيان Meta Penaues والسرطان السباح Swimming Crab بالإضافة إلى كثير من أنواع الأسماك كالسردين وخاصة بالقرب من جزيرة تاروت ومنطقة الدمام، وأنواع التونة مثل الماكريل (الكنعد) والتونة الصغيرة ذات الزعانف الصفراء.

وتعتبر محافظة القطيف والجبيل أهم مناطق لصيد هذه الأنواع وكذلك الشريط الساحلي الممتد حتى منطقة الدمام.

مصايد الصخور المرجانية:وتنقسم هذه المصايد إلى:

مصايد القيعان الصلبة:

وتوجد فيها الحلقات المرجانية وتقع في الجزء الجنوبي الغربي للخليج العربي، وفي المنطقة ذات المدّ والجزر الضعيفين، في مواجهة الشواطئ مباشرة، وتتراوح أعماقها بين (5-15م) وبالإضافة إلى هذه الحلقات المرجانية توجد مصايد مرجانية تحيط بالجزر البعيدة عن الشاطئ، وتتأقلم في هذه المصايد الكائنات البحرية الكثيرة المهمة، والسلاحف البحرية والطيور المتنوعة.

مصايد القيعان الرخوة:

المصدر: مجلة الواحة

ساحة النقاش

المهندسة/ لبنى نعيم

lobnamohamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

932,845