أثر الاحتباس الحراري على الموارد
-
يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases ، فمنذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة سليسوس تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي.
ويرجع بعض العلماء ظاهرة الإنحباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة. كذا تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من أدخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة،مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض
ومع بداية الثورة الصناعية ،في حوالي العام 1850 ، بدأ يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ، نجم هذا الارتفاع وبشكل كبير عن إحراق الوقود الأحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة فرعية ، قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في الجو ، إلا أنه في واقع الأمر يمكن لارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي أكثر من مساعدتها .
يحتجز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى في الجو بعض حرارة كوكب الأرض ، وهذا يجعل الأرض أكثر سخونة ، وقد يؤدي هذا الاحتباس الحراري إلى خفض الهطول على الأرض ، فتتصحر مناطق وقد لا تعود ملائمة لمعظم النباتات .كذلك يتفاعل ثاني أكسيد الكربون في الجو مع الماء فتنتج هطول حمضية ، يمكن أن تؤدي إلى هلاك النباتات
وينحو العلماء باللائمة، على نطاق واسع، على انبعاثات الغازات الناجمة عن النشاط البشري مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون والتي تؤدي إلى احتباس الحرارة داخل الغلاف الجوي في تغيرات المناخ، ويقدر العلماء أن ترتفع درجة الحرارة على كوكب الأرض مابين درجتين إلى ست درجات مئوية
ويحتوي الجو حاليا على 380 جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 375 جزءً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. ومن هنا نلاحظ أن مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي 30% عما كان عليه تركيزه قبل الثورة الصناعية.
إن مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية ، وكذلك الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار 4% سنويا عن النسب الحالية ، أما أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
الموارد المائية في العالم
قبل الخوض في آثار الاحتباس الحراري على الموارد المائية لا بد من تعريف القاريء الكريم بكميات الماء على الكرة الارضية فمن حيث المبدأ تغطي المياه (70.8%) من سطح الكرة الأرضية أي (358) مليون كم2 من مساحة الكرة الأرضية البالغة (510) مليون كم2 في حين تبلغ مساحة اليابسة ما نسبته 29.2% أي حوالي 152 مليون كم2 ويقدر العلماء حجم الماء في الكرة الارضية حوالي (1.4) بليون كم3 منها حوالي (1360) مليون كم3ماء مالح في البحار والمحيطات أي بنسبة (97.7) % في حين تبلغ كمية الماء العذب حوالي 40مليون كم3 أي بنسبة 2.8% الا أنّ حوالي ثلاثة أرباع هذا الماء العذب يوجد على هيئة جليد في مناطق القطبين والمرتفعات الجبلية ( 2% من مجمل المياه في العالم أي حوالي 28 مليون كم3 ) في حين تبلغ نسبة الماء السائل العذب الصالح للاستخدامات البشرية والزراعية والصناعية والعمرانية حوالي 08% أي حوالي 12 مليون كم3 تتوزع ما بين الأنهار والبحيرات وباطن الأرض
ويرى بعض الباحثين أنّ الحجم الكلي للمياه في الكرة الارضية هي كمية كبيرة جداً جدا(000ر000ر4100) كيلو متر مكعب اي تشكل المياه نسبة تزيد عن ثلثي المساحة الكلية لسطح الكرة الارضية. ولكن هذه لم يستغل منها الا نسبة بسيطة جدا و توزع كمية المياه الكلية كما يلي: 97% مياه مالحة (بحار ومحيطات) و3% مياه عذبة, موزعة كالتالي: 22% مياه جوفية , 77% كتل جليدية في القطبين وعلى قمم الجبال, 1% فقط وهي التي تشكل دورة الماء في الطبيعة ونصف هذه الكمية موجودة على شكل انهار وبحيرات ومستنقعات
وقد أوضحت أبحاث حديثة أن المحيطات والبحار تحتوي على أكثر من 97% من مجموع المياه الموجودة في الأرض، وتبلغ حوالي ( 317مليون ميل مكعب). كما دلت الدراسات العلمية الحديثة على أن نسبة المياه العذبة صغيرة جداً، وهناك جزء محسوس من مجموع المياه العذبة (حوالي 2%) يوجد مجمداً في الثلاجات والقلنسوات الجليدية. ويغطي الجليد في القطب المتجمد الجنوبي حوالي ( 6ملايين ميل مكعب) تحوي حوالي 85% مياهاً متجمدة. وإذا ما أذيبت هذه القلنسوة الجليدية بمعدل منتظم فإنها يمكن أن تغذي جميع أنهار الولايات المتحدة الأمريكية لمدة تبلغ حوالي 1700سنة والجدير بالذكر إن بخار الماء الموجود في الجو مشتق من عملية التبخر من المحيطات والبحار والأرض ومن التنفس من النباتات، وتساوي حوالي ( 95ألف ميل مكعب) تذهب سنوياً كبخار ماء مشتق من هذه المصادر، ويمثل حوالي 80الف ميل مكعب) التبخر من سطح المحيطات فقط. أما المياه التي تتحول من سائل عند سطح الأرض إلى بخار في الجو فهي حوالي 71ألف ميل مكعب) تسقط ثانية على المحيطات والبحار، و( 9آلاف ميل مكعب) تترشح أو تنفذ داخل سطح التربة، وهي متوفرة للامتصاص بواسطة النباتات أو تخزن داخل الأرض. والآن لنفترض أن مائة كوب من الماء 100كوب) تمثل جميع المياه المتوفرة على الأرض، فما هي كمية المياه العذبة الموجودة في هذا الكون؟ إن 97كوباً من هذا الماء تمثل المياه المالحة في العالم، وكوبين فقط من قطع الثلج تمثل كمية المياه العذبة المتجمدة في العالم، وكوباً واحداً فقط من الماء يمثل جميع المياه العذبة السائلة في العالم. وهكذا نجد أن نسبة المياه العذبة في العالم لا تزيد على 1%
الموارد المائية في العالم العربي
تقدر الموارد المائية العربية المتجددة بحوالي 350 مليار م3 سنويا، يؤمن نهر النيل منها 84 مليار م3، ويؤمن نهر الفرات منها 30 مليار م3، ويؤمن نهر دجلة منها 40 مليارا م3
ويحتوي الوطن العربي على كميات مهمة من المياه الجوفية تستوعبها ثلاثة أحوض كبيرة، هي الأرج الشرقي جنوب جبال أطلس في الجزائر، وتقدر كمية المياه المخزنة في هذا الحوض بنحو 1400مليار م3، وحوض النوبة بين مصر وليبيا والسودان وتقدر كميات المياه المخزونة في هذا الحوض بنحو 7000 مليار م3 ويمد هذا الحوض الواحات الصحراوية بالمياه مثل واحة الخارجة والداخلة والفرافرة في مصر، ويمد أيضا النهر العظيم في ليبيا الذي ينقل المياه الجوفية من الحوض إلى ليبيا ويقدر الماء المتدفق من خلاله بسبعمائة مليون م3 سنويا، وحوض الديسي بين الأردن والسعودية، وتوجد أحواض مياه أخرى أقل أهمية تتيح كميات من المياه بحدود 15.3 مليار م3 يستغل معظمها.
ويوجد مصدر آخر للمياه هو مياه البحار غير المحدودة، وتجري تحلية مياه البحار في دول الخليج على نطاق واسع، ويمكن أيضا اعتبار معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي مصدرا مهما للمياه وتقدر كميات الصرف المستخدمة في الوطن العربي بحوالي ستة مليارات م3، ويتوقع أن ترتفع في المستقبل إلى 12 مليار م3. وبلغ نصيب الفرد في الوطن العربي من المياه عام 1960 حوالي 3430 م3 تناقص عام 1990 إلى 1430 م3 ويتوقع أن يصل عام 2025 إلى 667 م3 وبلغ نصيب الفرد في الوطن العربي من المياه عام 1960 حوالي 3430 م3 تناقص عام 1990 إلى 1430 م3 ويتوقع أن يصل عام 2025 إلى 667 م3
وتعتمد الدول العربية في مواردها المائية خصوصا على التساقطات التي تمثل 82% بينما تمثل المياه السطحية 16 % و المياه الجوفية 1.5% فقط .
وتمثل نسبة الموارد المائية في بلدان النيل وجزر القمر نسبة 53.1% من مجموع الموارد المائية بالدول العربية بينما تمثل نسبة 13.05% بلدان المغرب و العربي ونسبة 2.5% فقط بشبه الجزيرة العربية .
وتمثل كمية المياه بالعراق ما يقارب 90 مليار م3 حيث تتوفر على أعلى كمية مياه في دولة عربية بينما تتوفر الكويت على مليار م3 وهي أقل كمية مياه في دولة عربية بينما يتوفر المغرب على 25 مليار م3 ويحتلل بذلك المرتبة الرابعة ضمن الدول العربية بعد العراق و السودان ومصر ويقدر نصيب الفرد في الوطن العربي من الموارد المائية هو في حدود 1744 م3 في السنة بينما المعدل العالمي 12900م3
مخاطر الاحتباس الحراري على البحار والحياة البحرية
أولا : زيادة حموضة البحار والمحيطات
تؤكد الدراسات والابحاث العالمية أن ّ ظاهرة الاحتباس الحراري بدأ تأثيرها يظهر بوضوح على البحار والمحيطات والحياة البحرية في مناطق شتى في هذا العالم فعلى سبيل المثال يتسبّب ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون في الجوّ في زيادة نسب الحموضة في البحار والمحيطات الأمر الذي يشكِّل تهديداً خطيراً على وجود المخلوقات التي تعيش ضمن الأصداف كالمرجان وبَلَح البحر ويقول البروفيسور ووتون أن النتائج التي تم التوصل إليها أظهرت أن تباين معدلات قلوية وحموضة المحيطات عبر الزمن كان مرتبطاً بقوة بارتفاع معدل غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذا يدعم النظرية القائلة إن ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو يؤدي إلى ارتفاع معدل الحموضة في المحيطات
ويقول روبرت دياز، أستاذ علوم البحار في معهد فيرجينيا لعلوم البحار في دراسة نشرها مؤخراً، أن رقعة المياه التي تعاني من نقص الأوكسجين تزداد في مختلف القارات.
وفي كارثة جديدة من كوارث الاحتباس الحراري، التي تخطت حواجز المياه وداهمت ما بها من مخلوقات، أكد باحثون استراليون أن التغير المناخي يضعف حاسة السمع لدى الأسماك بما يجعل من الصعب عليها العثور على مأوى لها.
وتعني زيادة نسبة الكربون في الجو انخفاض نسبة الكالسيوم في المياه ومن ثم تضعف حاسة السمع عند الأسماك التي تعتمد على السمع بقدر اعتمادها على البصر للبحث عن مأوى لها. وتقول جاجليانو ومارشيال دبزينسكي من جامعة جيمس كوك: إن الأسماك الاستوائية في منطقة جريت بارير ريف التي تقع قبالة الساحل الشرقي لأستراليا تنمو بآذان غير متماثلة، وأن زيادة نسبة الحموضة تقلل من مادة كربونات الكالسيوم التي تحتاجها الأسماك كي تنمو لها عظام صحية ومنها عظام الأذن، وتجعل مستويات الأحماض المرتفعة من الصعب على الأسماك أن تمتص مادة الكالسيوم و إذا تعرضت حاسة السمع لدى الأسماك للخطر بسبب أنها غير متناسقة فإن ذلك سيؤثر على قدرتها على العودة إلى الشعاب المرجانية ومن ثم تضل طريقها في المحيط الواسع ومن جهة أخرى، أكد أحدث تقرير لوزراء البيئة لمجموعة الثمانية أن الاحتباس الحراري أصبح يقضي يومياً علي حياة 150 نوعاً من الحيوانات والنباتات مما يهدد باختفاء قاعدة التنوع البيولوجي بسرعة هائلة وهو ما يعد تهديداً خطيراً
ثانيا : نقص الاوكسجين
ويرى دياز أن اتساع رقعة مناطق الموت في البحار بات يُشكل تهديداً للبيئة البحرية. وأحصى في دراسته وجود أكثر من 400 منطقة تعاني من نقص الأوكسجين، تساوي مساحاتها مجتمعة مساحة بريطانيا كاملة. ويتفق أغلب العلماء على أن الظاهرة، التي ترجع أسبابها إلى الإنسان، تتفاقم بدءاً من فصل الصيف وحتى الخريف، وتوجد أكبر مناطق الموت هذه في بحر البلطيق. وفي هذا السياق توصل روتغر روزنبرغ، أستاذ الأحياء البحرية في جامعة غوتبورغ السويدية في دراسة جديدة إلى أن ربع البحار تعاني من انخفاض كمية الأوكسجين المذاب في مياهها، ويزداد هذا النقص إلى درجة تصعب معها إمكانية عيش الأسماك والقشريات ويقول روزنبرغ أن هذه الظاهرة تنتشر في عمق البحار بداية من عمق 80 متراً، وهو ما أدى إلى تراجع أعداد سمك القد الأطلنطي بشكل كبير. وحين تضع الإناث بيضها في وقت التكاثر، تنزله إلى العمق حتى تجد نسب أكبر من الملوحة، وهذه المناطق بالتحديد تعاني من نقص الأوكسجين.
ثالثا : زعزعة دورة التجديد
وفي هذا الصدد يقول كريستيان نيلمان: إن الاحتباس الحراري يزعزع دورة التجديد وأنه إذا توقفت الميكانيكية تلك، فهذا ربما يعرض معظم مناطق صيد السمك الرئيسية للخطر. وأوضح نيلمان أن المخاطر التقليدية على الثروة السمكية من التلوث والصيد الجائر معلومة وموثقة، إلا أنها المرة الأولى التي يتسنى فيها دمج تلك المؤثرات، بجانب التغيرات المناخية في دراسة متعمقة. واستطرد قائلاً: رأينا تحولاً في الحياة البحرية لم يسبق ملاحظته قط. وأورد أن روبيان البحار sea shrimps في البحر الأبيض المتوسط ضمن الأنواع المعرضة للخطر، كما ذكر التقرير أن بعضاً من أنواع المحار shellfish، التي زخرت بها مناطق المياه الدافئة في المحيط الأطلسي في السابق، انتقلت بعيداً، نحو 600 ميل، إلى الشمال خلال العقود الأخيرة. وطمأن التقرير لإمكانية اتخاذ خطوات علاجية لإنعاش الثروة السمكية، وذلك بخفض انبعاثات غاز الكربون على المستوى العالمي، والتلوث الذي تتسبب به السفن، ووقف عمليات الصيد الجائر وممارساته المدمرة. وقال نيلمان إن 50 في المائة من الشعاب المرجانية ستختفي بحلول العام 2050 بسبب ظاهرة التبييض bleaching، التي يتسبب بها ارتفاع درجات حرارة أسطح المحيطات
رابعا:ارتفاع مستوى مياه البحار
ومن المخاطر التي تهدد البحار والمحيطات جراء الاحتباس الحراري ارتفاع منسوب مياه البحر الابيض المتوسط فقد حذرت دراسة إسبانية من أن مستوى المياه في البحر المتوسط يتزايد باضطراد وأنه قد يؤدي إلى نتائج كارثية إذا لم تتوقف تداعيات التغير المناخي في المنطقة. وقالت دراسة لمعهد جغرافية المحيطات الأسباني إن مستوى المياه في البحر الأبيض المتوسط سيرتفع بمقدار نصف متر خلال الخمسين عاما المقبلة إذا لم يعالج العالم ظاهرة التغير المناخي وأشارت الدراسة إلى أن حوض البحر المتوسط قد شهد ارتفاعا في درجة حرارة الماء والهواء منذ بداية السبعينيات ثم طرأ ارتفاع سريع في مستوى سطح البحر خلال التسعينيات وكشفت الدراسة عن أن مياه المتوسط قد زادت بمعدل تراوح بين 2.5ميليمتر و11 ميليمتر سنويا منذ عام1990. وتقول الدراسة إن هذا المعدل لو استمر فمعنى ذلك أن مياه المتوسط ستزداد بمعدل يتراوح بين 12.5 سنتيمتر ونصف متر خلال خمسين عاما. وفي حالة ارتفاع مستوى سطح مياه البحر بنحو 10-95سم سيؤدي ذلك إلى غرق أجزاء من الدلتا والمدن الساحلية طبقا للإرتفاع الذى سيحدث. ففى منطقة الاسكندرية يتوقع غرق نحو 30% من الأرض تحت مستوى مياه البحر، وهى مناطق تأوى حاليا نحو 2 مليون من السكان ، ومنها مساحات زراعية كبيرة . وتقدر الخسائر المالية الناجمة عن ذلك بنحو 35 مليار دولار، عدا الخسائر الاجتماعية والصحية والنفسية المترتبة على ذلك. وفى منطقة بورسعيد ستكون أكثر المناطق تأثرا بارتفاع مستوى سطح البحر هى المنطقة الصناعية.
ومع ارتفاع مستوى سطح البحر سوف تزداد مساحات البحيرات الموجودة شمال الدلتا وسيناء . وبالتالى من المتوقع زيادة مساحات تربية الأسماك على حساب غرق مساحات من الأرض الزراعية. كما يتوقع أيضاً زيادة ملوحة المياه تحت سطح هذه الأراضى بما يؤدى إلى زيادة ملوحة الأراضى .
اما فى منطقة البحر الأحمر الغنية بالشعب المرجانية، فسوف تتأثر هذه الشعب بارتفاع درجة الحرارة، اذ ستتأثر الطحالب المتكافلة معها، والتى تمدها بالغذاء وبالألوان ، وبذلك يمكن أن تفقد الشعب المرجانية ألوانها بما يسمى بظاهرة التبييض، والتى قد تصبح غير قابلة للإصلاح على المدى الطويل، مما يؤدى إلى موت الشعب المرجانية. وبذلك يتم تدمير مورد طبيعى هام وتنوع بيولوجى جاذب لأنشطة سياحية متعددة
وحذر المعهد الذي أعد الدراسة، وهو هيئة بحثية تتبع وزارة العلوم الإسبانية، من إن تلك الزيادة يمكن أن تكون لها آثار كارثية على المناطق التي ينخفض عندها ساحل البحر حتى في حال حدوث زيادة طفيفة في مستوى مياه المتوسط. كما ذكرت الدراسة أن درجة حرارة مياه المتوسط قد ارتفعت بمعدل يتراوح بين 0.12 درجة ونصف درجة مئوية منذ بداية السبعينيات، وإنه بالرغم من أن هذه الزيادة تبدو طفيفة فإنها تعني أن مياه المتوسط تمتص قدرا أكبر من الحرارة. كما ذكرت الدراسة أن درجة حرارة مياه المتوسط قد ارتفعت بمعدل يتراوح بين 0.12 درجة ونصف درجة مئوية منذ بداية السبعينيات، وإنه بالرغم من أن هذه الزيادة تبدو طفيفة فإنها تعني أن مياه المتوسط تمتص قدرا أكبر من الحرارة.
وسجل خبراء من معهد الابحاث البحرية اختفاء تيار بارد يأتي من خليج تريستي (شمال ايطاليا) كان يسمح بتبادل المياه بين البحر الادرياتيكي والبحر المتوسط وقال معهد الابحاث البحرية ان هذه الظاهرة التي سجلت في 2003 قد تحول الادرياتيكي الى بحيرة من المياه المالحة لا حياة فيها.
واضاف المعهد ان ارتفاع درجة الحرارة الذي كان مقتصرا على سطح البحر الابيض المتوسط بدأ يسجل في الاعماق ويحول دون اختلاط المياه ما يؤدي الى اختفاء الطحالب البحرية الصغيرة التي تشكل اساس السلسلة الغذائية البحرية وقال المعهد في تقريره ان ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 0,4 درجة مئوية قادر على تغيير والتأثير على نسبة تصل الى 50% من تنوع الثروة البحرية. والشتاء الماضي كانت حرارة المياه في عمق البحار على السواحل الغربية لايطاليا مرتفعة بدرجتين من متوسط درجات الحرارة (15 درجة مئوية بدلا من 13 ويؤدي ارتفاع حرارة البحار الى تراجع قدراتها لامتصاص ثاني اكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري
اعداد م لبنى نعيم
ساحة النقاش