القولبة أو النمطية والعقل العربي ... بقلم : محمد اللكود
القولبة أو الصورة النمطية مفهوم مستعار من عالم الطباعة يستخدم لإنتاج نسخ مطابقة للأصل، وتم استخدام هذا المصطلح ليصف ميل الإنسان إلى وضع الناس في قوالب عامة جامدة، بحيث يمثل رأياً مبسطاً، أو موقفاً عاطفياً، أو حكماً غير مدروس يتسم بالجمود وعدم التغير وفي أغلب الاحيان لايكون بسبب « نقص المعلومات» أو مشكلة معرفية بل بهدف تحقيق عدوان معنوي متعمد ومخطط له وتتم العملية بإلصاق مجموعة من الصور الكريهة والأوصاف المنفرة وتعميمها وتشويه متعمد للحقائق، باسلوب التعميم المفرط، غير مستند للواقع .،
وبالرغم من أن التعميم وإصدار الأحكام العامة من أكثر الأخطاء الفكرية تكراراً لدى الإنسان إلا أنها ضرورة قكرية ممكن ان تحدث بشكل عرضي وتختلف تماماً عن القولبة و التي تهدف إلى تصنيع الصورة النمطية . الىسلبية عن الآخرين
وتعتمد النمطية على دراسات علمية تختص بالعقل الباطن الذي يمثل الجزء اللاوعي من عقل الانسان وهو يتحكم بحركات جسمك اللا شعورية ويعد مخزن المشاعر والمبادئ والمعتقدات أو أي شيء يدخل للعقل ويصبح مسيطراً عليه وعلى التفكير، وهو مستوى أدنى من الوعي أو العقل ويعمل عليه المتنورين ، ويوزعون الافكار في العقل الباطن ونحن نعتقد أنها أفكار خاصة ولكنها أفكار مغروسة تؤثر كثيرا في الحياة وخاصة الاطفال وتستغلها السينما لجذب انتباه الاطفال بشكل خاص والترويج للمنتجات.
دور وسائل الأعلام في النمطية أو القولبة:
وسائل الإعلام بأنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية والأفلام السينمائية والتواصل الاجتماعي حتى المباشرة منها تعد المصدر الرئيس لكل أفكارنا وتصوراتنا، عن الدول والشعوب والثقافات والديانات..الخ تبحث وسائل الإعلام عن شواهد أو أحداث أو ممارسات ويتم ترسيخها في أذهان البشر مع مرور الوقت والتكرار المستمر
لتأكيد الصورة النمطية السلبية وتكرارها، وترسيخها، حتى تتلاشى أي جوانب إيجابية أخرى في صورة المستهدف بحيث تختزل اهدافهم أو صفاتهم في مجموعة قليلة من السمات السلبية مما تستدعي ردود أفعال معينة من الجمهور وهى من أشد أشكال الظلم الذي يتعرض له البشر في هذا العصر،
و إذا نجحت عملية القولبة والتنميط وتصنيع الصورة السلبية فإن الضحية يجد من الآخرين مشاعر الكراهية والنفور، والاشمئزاز والاحتقار، وأحياناً الخوف منه، بل والرغبة في التخلص منه، مما يجعله معرضاً للخطر ،
إن الصورة النمطية السلبية التي تقوم وسائل الإعلام بتصنيعها ورسمها لبعض الثقافات والجماعات وبعض الاتجاهات السياسية أوالفكرية، هي مظهر من مظاهر الظلم في هذا العالم، وتهدد الأمن والاستقرار وتعمل على تأجيج الكثير من الصراعات، وزيادة حدة الكراهية في العالم، بل إنها تعطي المشروعية لهذه الكراهية، وتبرر عملية الاعتداء على ضحايا الصورة النمطية السلبية، وتجعل العدوان عليهم شيئاً مبرراً ومفهوماً ومشروعاً.
إن الأفلام السينمائية الأجنبية جسدت شخصية الإنسان العربي على أنه وسخ لا ينظف نفسه ورائحته نتنة قليل الاهتمام بحياته الاجتماعية وهو ظالم وإذا تم رسمه يكون شكله مثل الانسان في العصر الحجري وهذا يشعرك بعدم الارتياح بسبب إحساسك بأنك قد وضعت في إطار صورة نمطية سلبية غير عادلة وأصبحت مهدد بالقتل ومنبوذ في المجتمع وغير مقبول عالميا وبسبب هذه الصورة كان طلب مجموعة من الركاب في طائرة طرد فتاة عربية خوفا من أن تكون ارهابية وأمثلة أخرى كثيرة رسمها الأعلام الغربي عن العرب والاسلام.
القوانين والمواثيق الأخلاقية والتنميط
نظراً لما تمثله عملية القولبة والتنميط من ظلم فادح، واستغلال سلطة الإعلام في الاعتداء المبرمج والممنهج على الآخرين، فقد نصت المواثيق الإعلامية على عدم التصوير النمطي لأي اتجاه فكري، أو سياسي، أو جماعة عرقية، أو دينية.
دور المجالس والنكت والتواصل الاجتماعي:
لا يقل دور التجمعات وتبادل الاحاديث (والنكت) عن دور الإعلام في تعزيز النمطية في المجتمع الواحد، وتتطورت هذه الصور بحيث لا يوجد بلد عربي إلا فيه مدينة تمثل النمط السلبي ، ولا قرية ألا فيها أسرة منمطة بأسلوب خاص وأن النكتة على وجه الخصوص أسرع وسيلة لغسيل دماغ الانسان واكثر انواع الأيديولوجيا الفكريه تدميرا وقد استخدمت في معظم حروب العالم من ضمن الحروب النفسية واﻹعلامية لتدمير العدو والنيل من مبادئه وقدراته وهز ثقته في نفسه ،وبذلك يكون أفراد المجتمع اكبر مساعد لأعداء الوطن وخير دليل على ذلك اسلوب القولبة وتصنيع الصوره التي استعملها الأستعمار البريطاني حين علموا أن الصعايده ذوي نخوه وقوه وثبات، أرادو كسرهم وبثوا نكت تسخر من غباءهم وليس ضعفهم، حتى رسخوها فيهم وفي أجيالهم فحينما يذكر الصعيدي يتبادر لذهنك شخصيه غبية وسطحية .
أمثلة كثيرة عن محاولة الإعلام الغربي تنميط المقاومة العربية للصهيونية على أنها ارهاب وضد الديمقراطية والسامية ، والنمط الايجابي للحركة الصهيونية على انها سامية وإنسانية والعكس صحيح.
لنا بقية
محمد اللكود
المصدر: مصادر متنوعة
نشرت فى 1 إبريل 2016
بواسطة lkoud
عدد زيارات الموقع
148,240
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
محمد اللكود
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »