محمد اللكود ..... الحرية اختيار حياة

مساهمات متنوعة لتنمية المجتمع الإنساني

ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺃﺓ اﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ

ﺇﻥ اﻷﺣﺪاﺙ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻰ ﻓﻲ ﻟﻘﺎء ﻭاﺣﺪ؛ ﻷﻥ اﻷﺣﺪاﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪا، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲﻫﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﺧﺘﺎﺭ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻮاﺩﺙ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ، ﻭﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻘﺎءاﺕ اﻷﺧﺮﻯ ﻟﻨﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻻﻓﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ، ﻭﻫﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ: ﻫﻮ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺃﺓ اﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ، ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺳﺮﻗﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺘﺤﺖ ﻣﻜﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻻﺗﻲ ﺃﺳﻠﻤﻦ، ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺮاﻑ، ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪا، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﻭﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺟﺪا، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻷﻣﻮﺭ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺯﻋﻴﻢ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺣﺮﺟﺎ ﺟﺪا ﻣﻊ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﺬاﺕ، ﻭﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻧﻘﻼﺑﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ، ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻗﺪﺭ اﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺆﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻓﺄﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ، ﻭﺃﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺪاﺭ، ﻭﺃﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﺭﺱ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﺣﺪﺙ ﻣﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ، ﻭﻗﺪ ﻳﻔﻬﻤﻪ اﻟﻔﺎﻫﻤﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲﻫ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻟﺒﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ، ﻟﻜﻦ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﺱ اﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺪﻗﺔ.

ﻓﻬﺬﻩ اﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻑ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﺳﺮﻗﺖ، ﻓﻘﺮﺭ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﻳﺪﻫﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺖ ﻭاﻛﺘﻤﻠﺖ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻟﺴﺮﻗﺔ، ﻭﻫﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ: ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺄﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺃﺓ اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺪ ﻣﻀﺤﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺃﺣﺪاﺙ ﺩاﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺩاﺧﻞ ﻣﻜﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪ، ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻬﻤﺎ ﺟﺪا ﻭﻳﺰﺭﻉ ﻓﻲﻧﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻻﺯﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻤﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻬﻤﺎ ﺟﻴﺪا ﺩﻗﻴﻘﺎ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪا ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﺴﺒﻪ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻠﻬﺎ، ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﺭ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻭﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮاﻗﺐ ﻭﺧﻴﻤﺔ، ﻭﻗﺮﺭ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻭﺷﺎﻉ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ اﻟﻤﺮﺃﺓ اﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻴﺔ ﺳﺘﻘﻄﻊ ﻳﺪﻫﺎ، ﻓﺬﻫﺐ ﺑﻨﻮ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺴﺘﺸﻔﻌﻮا ﻋﻨﺪﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻮﻩ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻓﺬﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: اﻟﺤﺐ ﺑﻦ اﻟﺤﺐ، ﻛﺎﻥ ﺣﺐ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ، ﻭﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ ﺑﻦ اﻟﺤﺐ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺒﻪ ﺣﺒﺎ ﺟﻤﺎ، ﻓﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎء ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ اﻟﻔﺘﺢ ﺃﺭﺩﻓﻪ ﺧﻠﻔﻪ، ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺒﻪ ﻟﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ.

ﻓﺬﻫﺒﻮا ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮا ﻟﻪ: اﺳﺘﺸﻔﻊ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻻ ﺗﻘﻄﻊ ﻳﺪﻫﺎ؛ ﻓﻬﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ، ﻓـ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﺧﺬ اﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ ﻭﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﺴﺘﺸﻔﻊ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻠﻤﻪ ﺃﺳﺎﻣﺔ، ﺗﻠﻮﻥ ﻭﺟﻪ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻏﻀﺐ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪا، ﻭﻗﺎﻝ ﻟـ ﺃﺳﺎﻣﺔ: (ﺃﺗﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﺃﺗﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ؟!) ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﻱ ﻣﺒﺮﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: (ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ اﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ).

ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻗﺎﻡ اﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺪﺓ اﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻴﻮﻡ ﻗﺎﻡ ﻭﺧﻄﺐ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻴﻔﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺪﻗﻴﻖ؛ ﻟﻴﻀﻊ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﺲ ﺑﻨﺎء ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻟﻴﻮﺿﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ اﻟﻌﺪﻝ ﺃﺳﺎﺱ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﻘﺎ، ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻭاﻗﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻗﺎﻡ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ: (ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻫﻠﻚ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﺇﺫا ﺳﺮﻕ ﻓﻲﻫﻢ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﺗﺮﻛﻮﻩ، ﻭﺇﺫا ﺳﺮﻕ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﺃﻗﺎﻣﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪ، ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺮﻗﺖ ﻟﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ) ﻫﻜﺬا ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻮﺿﻮﺡ، ﻓﺤﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪا ﺃﻥ ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺗﻠﻚ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﺑﻮﻫﺎ} 

[ اﻟﺒﻘﺮﺓ:187] 

ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﺗﻠﻚ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﺗﻌﺘﺪﻭﻫﺎ} 

[ اﻟﺒﻘﺮﺓ:229] 

، ﻫﻜﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻓﻬﻮ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺄﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺑﺄﻣﻮﺭ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺃﺧﻄﺄ ﻋﺰﻳﺰا ﺃﻭ ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺃﻭ ﺻﻐﻴﺮا، ﺭﺟﻼ ﺃﻭ اﻣﺮﺃﺓ، ﻓﺄﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ اﻟﻠﻪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺪ.

ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ: (ﻟﻮ ﺳﺮﻗﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻘﻄﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ)، ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﻨﻲ ﻣﺨﺰﻭﻡ ﺃﻥ ﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻬﻢ، 

 

مرت هذه القصة وانا اقرا دروس الدكتور .راغب السرجاني ..

المصدر: النت
lkoud

متميزون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 332 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2024 بواسطة lkoud

عدد زيارات الموقع

149,108

ابحث

تسجيل الدخول

محمد اللكود

lkoud
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »