محمد اللكود ..... الحرية اختيار حياة

مساهمات متنوعة لتنمية المجتمع الإنساني

 

حكوماتُ القَهرِ.. و.. الإستراتيجياتِ العَشرِ..

كتب أ.د. ضياء واجد المهندس عن الواقع العراقي بعد صدام حسين يشرح الاستراتيجيات المتبعة فيه ومن خلال اطلاعي على المقالة وجدت ما فيها طبق في سورية فاخترت الاتي:

ابتكر الأمريكان والإسرائيليون والأوروبيون استراتيجيات السيطرة والاستحواذ.. لكي يتم تنفيذ سياسة التدمير، والرضوخ للسيطرة على الامة العربية حتى الدول الإسلامية من خلال اعتماد أفكار عالم اللغويات الأمريكي نعوم تشومسكي في مقالةً بالغةَ الأهميةِ بعنوان "استراتيجيات التحكُّم والتوجيه العشر" ..

 وقد طرح فيها عشرَ استراتيجيات بالغة الذكاء تعتمدها دوائر النفوذ في العالم وبدعم مخابراتي، عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من أجل التلاعب بجموع الناس، وتوجيه سلوكهم، والسيطرة على أفكارهم وأفعالهم.. وقد كتب تشومسكي هذه المقالة اعتمادًا على وثيقةٍ سريةٍ للغايةِ تحملُ عنوانًا مثيرًا هو "الأسلحة الصامتة لخوض حروب هادئة"  .. كتبه بعض كبار الساسة، والرأسماليين، ورجال المخابرات، والخبراء في مختلف المجالات

والإستراتيجيات العشر للتحكُّمِ في الشعوب التي وضعها تشومسكي بناءً على تلك الوثيقة، هي:

 أوَّلًا - إستراتيجية الإلهاء:

 تمثِّلُ هذه الإستراتيجية وظيفة وسائل الإعلام في (إلهاء الشعب) عن الوصول إلى معلومات صحيحة وإغراق الناس في وسائل الترفيه والتسلية في مقابل نقص المعلومات ونُدرتها..

كتب تشومسكي يقول: "حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدًا عن المشاكل الاجتماعية والسياسية والإقتصادية الحقيقية، بل اجعلوهُ مفتونًا بمسائل لا أهمية حقيقية لها.. بحيث يبقى الجمهورُ مشغولًا ولا وقتَ لديه للتفكير .. إجعلوه مثلَ قطيعِ الغنمِ أو الخنازير، وعليه العودة إلى الحظيرة مع غيره من الحيوانات"..

  ثانيًا - إستراتيجية التأزيم..

 تبدأ هذه الإستراتيجية بإيجادِ مشكلةٍ ما بحيث تُصبِحُ حديث الناس في المجتمع عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، حتى يندفعَ الشعبُ ليطلبَ حلًّا لها.. من الضروري، ترك الإنفلات الأمني يتزايد، حتى يُطالِبَ الشعبُ بقوانينَ أمنيةٍ مشدَّدةٍ على حساب حريته.

أو إيجاد أزمات اقتصادية يُصبحُ الخروج منها مشروطًا بقبول الحدِّ الأدنى من الحقوق الاجتماعية. ويتمُّ طرح تلك الحلول الموضوعة مسبقًا ومن ثَمَّ قَبولها.. على أنها شرٌّ لا بدَّ منه ..

  ثالثًا - إستراتيجية التدرُّج: فلِضمانِ قَبول ما لا يمكن قبوله..

يكفي أن يتمَّ تطبيقه تدريجيًّا على مدى زمنيٍّ طويلٍ.. فالكثير من التغيرات إذا ما طُبِّقَت بشكلٍ فوريٍّ وفُجائيٍّ، تدفع لحدوث ثورة شعبية عارمة. لذلك يتم تمريرها تدريجيًّا، وعلى مراحل، وهي أشبه بسياسة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كيسنجر) في الشرق الأوسط،

   رابعًا - إستراتيجية التأجيل والتأخير: (خيار الضرورة مع الخطورة)،

عندما ترغب الحكومات في تمرير قرارات أو برامج لا تحظى بشعبية كبيرة، فإنها تسعى لتقديمه باعتباره "دواء مؤلم ولكن ضروري، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق آليات ممكن أن تُطبَّقَ في المستقبل، وقبول القيام بالتضحية في المستقبل عوضًا عن الحاضر.

١ - لأنَّ المجهود لن يتمَّ بذله في الوقت الحاضر..

٢- لأنَّ الشعبَ يميل إلى الإعتقاد بسذاجة أنَّ كلَّ شيءٍ سيكون أفضل في الغدِ.. وتفادي التضحية المطلوبة في المستقبل..

٣- فإنَّ الوقتَ سيسمح للشعب أن يعتادَ فكرةَ التغييرِ ويقبلها طائعًا مستسلمًا عندما يحين أوانها..

  خامسًا - إستراتيجية التضليل والتحجيم..

يتمُّ مخاطَبة أفراد الشعب كما لو كانوا (سُذَّجًا) أو أطفالًا صغارًا:

 استعمال لغة ذات طابعٍ طفوليٍّ في الخطاب الإعلامي، وكأنَّ المواطنَ طفلٌ صغيرُ أو يعاني إعاقة عقلية. وهكذا يكون ردُّ فِعْلِ البالغينَ كردِّ فِعْلِ الأطفال الصغار. لأنَّ وسائل الإعلام غرست فيهم ذلك.. كتب تشومسكي يقول: "إذا خاطبنا شخصًا كما لو كان طفلًا في سنِّ الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردَّة فِعل مجردة من الحسِّ النقديِّ بنفس الدرجة التي ستكون عليها إجابة أو ردَّة فِعل الطفل ذي الإثنى عشر عامًا..

  سادسًا - إستراتيجية التغييب، أو استثارة العاطفة بدلًا من استخدام العقل:

تتغلَّب العاطفة على العقل في كثير من الأحيان، وهذا ما تستفيد منه وسائل الإعلام من خلال أسلوبها الكلاسيكي لتعطيل التحليل المنطقي والحسِّ النقدي للأفراد.. من خلال التحدُّث والاختلاف في العقائد أو العادات أو التقاليد التي يمتلك الناس التزامًا عميقًا تُجاهها، فيدخل الأفراد في حالة من اللَّاوعي وعدم التفكير إذا ما تمَّ التعدي على أيٍّ من هذه المعتقدات بدرجة تثير عندهم المخاوف والإنفعالات، وتشكِّلُ هذه الاستراتيجية بوابةً للطائفيةِ..

   سابعًا - إستراتيجية التجهيل:

إبقاء الشعب في حالةٍ دائمةٍ من الجهلِ والضَّعفِ، من أجل السيطرة عليه واستعباده.. وتبدأ هذه الإستراتيجية من نوعية التعليم التي تقدِّمها المدارس الحكومية والتي يتعلَّمُ فيها أبناء الطبقة العامة وإدخال التعليم الأهلي الرَّكيك. فيجب أن تكونَ نوعية التعليم الذي يتوفر لعوامِّ الناسِ سطحيًّا وسيِّئًا، بحيث تحافظ على الفجوة التي تفصل بين العالَم وبين البلد، وبين النُّخبةِ وعَوامِّ الناسِ.. وأن تبقى مستويات التعليم خارج التصانيف، وأسباب الفجوة في المستويات مجهولة وغير مفهومة من قبل عوامِّ الناسِ..

 

 ثامنًا - إستراتيجية الخضوع والخنوع:

ترتكزُ على تشجيع الشعب على الرضا بالمتوسط. بحيث يتم تشجيع الجمهور على أن ينظر بعين الرضا إلى كونه جاهلًا وغبيًّا ومُبتَذلًا.. وهنا تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في قَبول الجمهور بقرارات الحكومة والخضوع لها حتى لو تحقِّق ضررًا عليها..

 تاسعًا- إستراتيجية التشويه والتقسيط..

تُبيحُ هذه الإستراتيجية إشاعة تسقيط القِيَم والمعتقدات والرموز لكي يفقدَ المجتمعُ مراجعَهُ الدينية والإجتماعية والسياسية.. ويمتدُّ الإعلامُ في سطوته إلى تدمير الروابط والتقاليد الأسرية وتشويه المفاهيم العائلية والأعراف والعادات..

 عاشرًا- إستراتيجية التِّيهِ..

اعتماد الدعاية والإعلان لقَبول قيادات جاهلة تقود المجتمع بشكلٍ عشوائيٍّ، وتعيد الجمهور إلى النظم القبلية والعشائرية، وتُقيِّدُ دورَ العلماءِ والنُّخَبِ وتحدُّ من دور الكفاءات في السلطة، وتثقِّفُ المجتمعَ على تقبُّلِ الجهلاء والفاسدين في إدارة السلطة مع التوافق على تعايش أفراد المجتمع مع التلاعب والتزوير والمحسوبية (ثقافة الفساد)..

البروفسور د.ضياء واجد المهندس

مجلس الخبراء العراقي

 

المصدر: البروفسور د.ضياء واجد المهندس مجلس الخبراء العراقي
lkoud

متميزون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

108,616

ابحث

تسجيل الدخول

محمد اللكود

lkoud
تعددت وسائل الاتصال والأعلام المزيف والمخداع ، وأوشكت كلمة الحق أن تزول وتختفي ، لهذا بدأنا بالكتابة عسى أن نسهم في عودة الصدق في المقالة وشفافية الموقف. والمساهمة مع الأحرار في صناعة سياسية مسلحة وكلمة حرة لا تخاف ولا تتراجع أمام القمع أو الاضطهاد ، بمساعدة الأحرار المؤمنين بالله الواحد »