عذراً......فهذا خالدُ التّرك
*******************
يا أيُّها الرَّكْبُ هلَّا زِدْتَ في الطَّلَبِ *** نَحْوَ الكِنانَةِ مَثْـوى السَّادةِ النُّجُبِ
بَلّغْ رُفاتَ أمــيرِ الشعــرِ مَعْـذِرَةً *** مِنَّا إليـهِ وقِـفْ بالبابِ في أَدَبِ
وكيْفَ يَسْتـدْرِكُ الواهي على عَلَمٍ *** والمُرتَقى الصَّعْبُ لا يُرْقى بِلا سَبَبِ
نَبِّئْــهُ أنَّ الفتى التُّرْكِيَّ هَـبَّ إلى *** ظَهْرِ الجوادِ يُلَبِّي ثورَةَ الغَضَبِ
أَقَـضَّ مَضْجَعَهُ مَلْهوفَةٌ صَرَخَتْ *** في القدسِ ثَكْلى فلَمْ تُسْمَعْ ولَمْ تُجَبِ
وكيفَ تُسْمِعُ مَنْ في أُذْنِهِ صَمَمٌ *** أَمْ هلْ يجيبُ الذي قد غارَ في التُرَبِ
و أين مُعتصِمٌ بالله يسمَعُها *** وبَيْنَ ثوْبَيْهِ ماتَتْ نَخْوَةُ العَرَبِ
**************
خَبِّــرْهُ أنَّ يَهودَ الغَدْرِ دَيْدَنَهُمْ *** قد أَوْلَغوا في الدَّمِ الزّاكي إلى الرُّكَبِ
لمْ يَرْقُبوا ذِمَّةً في المسلمين ولا *** رَعَوْا عُهوداً ولا الميثاقَ في الكُتُبِ
حتى رَماهُمْ إِلهُ الكَوْنِ في رَجُلٍ *** لا كالرِّجالِ انْبَرى كاللّيْثِ مِنْ صَبَبِ
من بَأسِهِ الأُسْدُ لا تَنْفَكُّ مُدْبِرَةً *** وليس من طَبْعِها { مَنْظومَةُ } الهَرَبِ
كثاقِبٍ من لَظىً رَجْماً لِمَنْ لُعِنُوا *** في السَّبتِ ثمَّ استَحَقّوا الرَّجْمَ بالشُّهُبِ
يشوي الوجوهَ التي شاهَتْ ويُتْبِعُها *** خِزْياً فَيُرْكِسُها رأساً على عَقِبِ
يَشفي الصُّدورَ صدورَ المؤمنينَ كما *** يَشفى العَليلُ شكا من شِدَّةِ الوَصَبِ
فَهْوَ الرَّجاءُ الذي تُرجى صنائِعُهُ *** والطَّيِّبُ الذِّكْرِ والأخلاقِ والنَّسَبِ
مِنْ جَدِّهِ الفاتِحِ المَنْصورِ رايَتُهُ *** وسَيْفُهُ مِنْ بَني عُثْمان لم يَشِبِ
ومِنْ هدى أَحْمَدٍ صيغَتْ عَقيدَتُهُ *** كالرَّاسِياتِ بِوَجْهِ الرِّيحِ والنُّوَبِ
وَهْوَ الإباءُ أَتى الهَيْجا على قَدَرٍ *** بَعْدَ الهَوانِ الذي قد حَلَّ بالعَرَبِ
******************
ياصَخْرَةَ القدسِ قَرِّي واثْبُتي جَبَلاً *** قد جاءَكِ النَّصرُ والتَّمْكينُ فاخْتَضِبي
ما زلتِ قُدسِيَّةَ الأنوارِ مُشْرِقَةً *** مُذْ عانَقَتْكِ وفودُ النُّورِ عن كَثَبِ
وَفدُ النَّبيين في مِحْرابِكِ اجْتمَعُوا *** وَوَفْدِ جِبريلَ في أَرْجائِكِ القُشُبِ
إمامُهُمْ سَيِّدُ الرُّسْلِ الكِرامِ ومَنْ *** تُرجى شَفاعَتُهُ في ساعةِ الكُرَبِ
فَصِرْتِ لِلْمَلإِ الأَعْلى مَنازِلَهُ *** وكنتِ بَوَّابَةَ الدّنيا إلى الحُجُبِ
يا صخرةَ القدسِ طيبي وانثُري عَبَقاً *** قد أَقْبَلَ الفتحُ وَعْدَ الحَقِّ فارْتَقِبي
كتائِبُ الموتِ من تُرْكِيَّةَ انطَلَقَتْ *** تَعْدو سَنابِكُها بالنَّقْعِ والعَطَبِ
فُرْسانُ مَرْمَرَةٍ طارَتْ أَسِنَّتُها *** إليكِ مِنْ شَوْقِها تَجْري على السُّحُبِ
وَخَيْلُ حِطِّينَ قد جاءَتْ مُسَوَّمَةً *** وَلاحَ سيفُ صلاحِ الدينِ من حَلَبِ
وخالدُ التُّرْكِ في اليَرموكِ مَوْلِدُهُ *** هُزِّي إليهِ بجِذْعِ النَّخْلِ وارتَقِبي
ثُمَّ اخلَعي بُرْدَةً وَشْياً مُبارَكَةً *** على سِوارَيْهِ مِنْ زيتونِكِ الذَّهَبِ
********************
يا أَيُّها الرَّكْبُ حَدِّثْ مَنْ نَزَلْتَ بِهِ *** وَقَدْ نَزَلْتَ فِناءَ المُفْلِقِ الأَرِبِ
عنِ الفَتى الطَّيِّبِ المـَحْمودِ سيرتُهُ *** أَبَعْدَ هذا يَرى في الفَتْحِ مِنْ عَجَبِ
وكيفَ يَعْجَبُ والمَشْكاةُ مُسْرَجَةٌ *** زَيْتاً يُضيءُ بِلا مَسٍّ ولا لَهَبِ
زَيتونَةٌ من ثرى بَدْرٍ ومن أُحُدٍ *** من حَمزةَ الأُسْدِ والكرّارِ ذي الرُّتَبِ
فَأُمَّةٌ أَنْتَجَتْ أُسْدَ الشَّرى عَقِباً *** لا زالتِ الأُسْدُ في الأَرحامِ والعَقِبِ
هُمُ المصابيحُ تَأْتَمُّ الهُداةُ بِهِمْ *** وهُمْ نُجومُ السُّرى في الغَيْهَبِ اللّجِبِ
وقادةُ الفتحِ من عُرْبٍ ومن عَجَمٍ *** في كُلِّ يَوْمٍ تُحَيِّي خالدَ العربِ
*********************
عبد الحليم عبد الحليم
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->
ساحة النقاش