أ.د./ محمد أمين إبراهيم

قسم علوم البحار كلية العلوم- جامعة قطر

   

  الأسماك من الحيوانات ذوات الدم البارد (POIKILOTHERMOUS) أي أن درجة حرارة أجسامها تتساوي مع درجة حرارة الوسط المحيط بها، وإن كان يمكن لبعضها أن ينظم درجة حرارة جسمه إلي حد ما( كما في أسماك التونة).

      والأسماك استعاضت عن الأطراف بالزعانف كما أن لها خياشيم للتنفس، وهي تعيش أساساً في الماء، إلا أن هناك أنواع منها يمكنها أن تعيش لفترة مؤقتة بعيدة عن الماء حيث تتنفس الهواء الجوي وتعيش في فترة بيات في حفرة من الطين، كما أن بعضها مما يعيش في الماء يتنفس الهواء الجوي عن طريق رئتين فعليتين.

        ودراسة الأسماك تشتمل علي شقين أساسيين أحدهما يختص بالعلوم الأساسية والبيولوجية، والآخر شق تطبيقي يختص بمعرفة إنتاجية الأسماك واقتراح المعايير المناسبة للمحافظة علي التجمعات السمكية ذات الأهمية الأقتصادية.

      فعدد أنواع الأسماك يقدر بما يزيد عن 40 ألف نوع وهي بذلك تزيد عن عدد أنواع الفقاريات الأخري مجتمعة. فالأسماك تمثل 48,1% من مجموع الفقاريات، تليها الطيور 20,7%، فالزواحف 14,4%، فالثديات 10,8%، ثم البرمائيات 6%.

        والأسماك تتباين في أشكالها وأحجامها وألوانها وغيرها، فهناك نوع من الأسماك في المحيط الهادي يعرف بإسم: EVIOTA  يصل إلي درجة النضوج الجنسي عند أطوال تقل عن 15مم. ومن جانب أخر هناك بعض الأسماك العملاقة مثل ما يسمي بالقرش الحوت RHINOCODON  قد يصل طوله إلي 21متر ويصل وزنه إلي ما يزيد عن 25طن. وتتشابه الأسماك مع الثدييات في بعض الجوانب منها: أنه قد يكون التلقيح في بعض أنواعها داخلياً، لبعضها مشيمة ويلد، لها ذاكرة ويمكنها التعلم إلي حد ما.

        والأسماك تتواجد حيثما تواجد الماء، فتواجدها يتراوح بين خمسة كيلو مترات فوق مستوي سطح البحر في المياه الموجودة عند قمم الجبال، إلي أعماق تصل إلي هذا العمق. كذلك يمكنها أن تتواجد عند درجات حرارة تتراوح بين الصفر المئوي في مناطق القطبين، فيمكن لبعضها أن يتجمد ثم تدب فيه الحركة عند ارتفاع درجة الحرارة، وبين درجات حرارة قد تزيد عن 40 درجة مئوية في مناطق الينابيع الحارة. كما إنها تتواجد في المياه المالحة والعذبة وذات الملوحة المتوسطة(الشروب).

        والماء هو البيئة الطبيعية للأسماك التي تقضي فيه دورة حياتها من المهد إلي اللحد. وأهم العناصر المؤثرة علي بيئة الأسماك هي الأكسجين الذائب والأملاح المغذية ودرجة الحرارة ودرجة إختراق الضوء للماء وكذلك المواد الملوثة ومسببات الأمراض والافتراس وغيرها. فبعض هذه العوامل يؤثر عليها بطريقة مباشرة وبعضها يؤثر بأخري غير مباشرة. فالأسماك تتعرض لكثير من الأمراض والطفيليات. فقد تصاب بمرض تحلل الكبد أو العمي أو الشلل وغيرها، كما إنها تتعرض للإصابة بالفيروسات والفطريات والبكتريا. كما قد تتطفل عليها الطفيليات الداخلية والخارجية من الديدان والقشريات وغيرها.

        والغذاء الأساسي للأسماك في بيئتها الطبيعية يعتمد علي السلسلة الغذائية في الماء، حيث تقوم النباتات المائية الدقيقة( العوالق النباتية أو ما يعرف بالفيتوبلانكتون ) بعملية البناء العضوي معتمدة علي الضوء وثاني أكسيد الكربون والأملاح المغذية في وجود مادة اليخضور أو( الكلوروفيل )، حيث تتكاثر هذه النباتات وينتج عن ذلك مواد عضوية معقدة التركيب وينطلق الأكسجين إلي الماء. هذه المواد العضوية تصبح مصدراً لتغذية غيرها من الحيوانات الدقيقة( التي تعرف بإسم العوالق الحيوانية أو الزوبلانكتون )والتي تصبح بدورها مصدراً لتغذية الحيوانات الأكبر منها، وهكذا تستمر السلسلة الغذائية إلي نهايتها، حيث تتربع علي قمتها الحيوانات الكبيرة مثل الطيور البحرية والثدييات التي يشاركهما الإنسان في الإغتراف من هذا المعين الوافر من نعمة الله ورزقه. فهناك أسماك تتغذي مباشرة علي العوالق المائية ومن أمثلتها أسماك السردين(العومة)، وأخري تتغذي علي النباتات المائية الكبيرة وبقاياها، أو علي النباتات البسيطة النامية علي الصخور كما هو الحال في أسماك البطاطا(الصافي)، هذه الأسماك تتغذي عليها أسماك مفترسة أخري وهكذا. ويشترك في السلسلة الغذائية كذلك الحيوانات اللافقارية الدنيئة وغيرها التي تعيش علي القاع، إذ تستفيد من المواد الغذائية الساقطة إلي القاع للتغذي عليها حيث تنمو وتتكاثر وتصبح بدورها مصدراً غذائياً للأسماك القاعية مثل أسماك البربوني(الحامر) وغيرها من الأسماك. وتكتمل السلسلة الغذائية بموت الأفراد وتحللها بالبكتريا لتعود مكوناتها الأصلية إلي البيئة المائية علي هيئة عناصر ومركبات بسيطة التركيب تدخل السلسلة الغذائية من جديد.

        ونتيجة لأن البيئة المائية متحفزة باستمرار، لذلك تتخذ الأسماك لنفسها وسائل مختلفة للتحرك والتخفي والمهاجمة والحصول علي الغذاء. فتنوعت بذلك أشكالها، وتباينت تراكيبها، واختلفت أحجامها، وتأقلم كل منها للمعيشة في بيئة معينة. فمنها ما يعيش في البحار ومنها ما يعيش في المياه العذبة وأخري تعيش في المياه ذات الملوحة المتوسطة. والأسماك تأقلمت للمعيشة في مناطق معينة من البيئة المائية، فمنها ما يعيش في عمود الماء، ومنها ما يعيش علي القاع في الأعماق الضحلة أو في الأعماق السحيقة، ومنها ما يعيش بين الصخور أو الشقوق تحت الرمال أو حتي بين زائد حيوانات أخري أو في حمايتها( كتلك الأسماك التي تعيش بين زوائد قناديل البحر وشقائق النعمان اللاسعة ). ومنها ما يعتمد علي حيوانات أخري لإنتقاله من مكان لآخر كما هو الحال في سمكة قملة الدرفيل(اللصاق)، أو لتنظيف جسمه من الطفيليات الخارجية كتلك المهمة التي تقوم بها بعض أنواع معينة من الأسماك كسمك القوبيون أو بعض الجمبريات الصغيرة، حيث تصطف الحيوانات أمام جحور تلك الأسماك في إنتظار دورها في التنظيف. وقد يكون من بين تلك الحيوانات ما هو شرس مثل ثعبان الموراي الخطر الذي لا يأتي بحركة تنم عن محاولته إفتراس تلك الأسماك التي تقوم بتنظيفه، ربما إعترافاً بجميلها عليه، أو لأن أحجامها صغيرة جداً لا تسمنه ولا تغنيه من جوع.

        من ناحية التنوع في أشكال الأسماك فيوجد ما هو خيطي إلي ما يشبه الكرة، كما تتباين الألوان بين ما هو أسود إلي ما هو زاهي الألوان عليه نقوش خلابة تصعب علي أية فرشاة أن تحاكيها مهما أوتي صاحبها من فضل الله عليه من الموهبة والمهارة. كما تتباين الأسماك في سرعة حركتها بين تلك التي تنطلق كالسهم مثل سمكة البراكودا(السلس) وتلك التي تتحرك بسرعة بطيئة جداً كأسماك فرس البحر مثلاً. ومن الأسماك ما يهاجم فريسته في وضح النهار ومنها ما يختفي لها وينتقضها في غفلة منها. وأخري تستخدم قوانين الحركة لإنتزاع فرائسها من مكمنها الأمين، كما هو الحال في أسماك البغبغان(العنفوز) التي تمسك بقنفد البحر الشائك وترفعه إلي مستوي مرتفع وتتركه يهبط إلي القاع، وتكرر ذلك عدة مرات حتي إذا ما سقط علي ظهره هاجمته السمكة من الجانب قليل الأشواك وتنتزع لحمه الطري من بين أشواكه الحادة وتتركه درعاً لا فائدة منه. ومن الأسماك ما يغوي فريسته بتلويح أحدي زوائده التي قد تحمل علي طرفها زائدة تشبه الدودة، أو قد تكون مزدانة بالأضواء البيولوجية اللامعة فتجذب إليها الفريسة الغريرة حيث تلقي مصيرها المحتوم. ومن الأسماك ما ينتج ضوءاً يصنعه بنفسه أو بالاستعانة بغيره من الكائنات الدقيقة كالبكتريا( يعرف هذا الضوء بإسم الضوء البارد أو الضوء البيولوجي ) حيث يستخدم هذا الضوء في أغراض شتي منها إجتذاب الفريسة والتعرف علي النوع وللتحذير وغيرها. إنه عالم غريب ومثير، يستحق الدراسة والبحث.

        تختلف الأسماك عن غيرها من الفقاريات في أن نسبة اللحم الصافي في أجسامها تتراوح بين 50-60%، وأن نسبة البروتين في اللحم الجاف تتراوح بين 20-90%. هذا البروتين يحتوي علي جميع الأحماض الأمينية الأساسية لجسم الإنسان، وأن لحم الأسماك أسهل في الهضم من اللحوم الحمراء؛ نظراً لاحتوائه علي نسبة قليلة من الدهون. كما أن لحم الأسماك يحتوي علي نسبة عالية من أملاح الكالسيوم والفوسفور واليود.

        وقد إستطاع الإنسان منذ القدم أن يستغل الثروات المائية المتاحة أمامه، حيث تعلم بالتدريج صيد السمك بالأفخاخ، وصنع الخطافات من العظام والمعادن، وغزل الشعيرات لصناعة الخيوط والشباك، واستطاع أن يبني الطوافات البسيطة لإنتقاله علي سطح الماء في المناطق الشاطئية للبحث عن مناطق صيد غنية. وبإستقرار الإنسان للزراعة اكتشف أنه يمكن أن يحجز الأسماك في المجاري المائية في الحقول أو في المناطق الشاطئية شبه المغلقة للحصول عليها. ثم تطور تفكيره فتوسع في صنع القوارب الأكبر حجماً، ووضع الخرائط الملاحية التي تمكنه من الصيد في أماكن بعيدة عن مرمي بصره. وتعلم كيفية حفظ الأسماك المصادة؛ إما بتجفيفها في الشمس أو بتمليحها أو بتدخينها.

        ويستطيع الإنسان حالياً أن يصل بأجهزته إلي أعمق مناطق المحيط، وقد يستطيع أن يصل بنفسه إلي هناك بإستخدام الغواصات. كذلك يستطيع أن يصيد من أية منطقة من مناطق المحيط ثم يعود بصيده في حالة جيدة بفضل وسائل الحفظ الحديثة. كما يستطيع أن يقهر أكبر الحيوانات المائية حجماً. بالإضافة إلي ذلك فقد تفهم الإنسان النظام البيئي للمحيطات والظروف البيئية المؤثرة عليها. ومع كل هذا لم يستطيع الإنسان أن يتحكم في تلك الظروف البيئية أو في مقدار الثروات البحرية الحية التي تغطي حاجته. إلا أنه يحاول تنظيم تلك الثروات للحصول منها علي أكبر قدر ممكن دون أن يؤثر علي مخزونها للسنوات التالية.

        وعلم المصايد هو علم تطبيقي لتنظيم واستغلال الثروات المائية الحية، حيث يدخل ضمن دائرة إختصاصه الخطوات الإنتاجية العضوية وما يؤثر عليها بيولوجياً وفيزيائياً وكيميائياً وربطها بإنتاجية المصايد، وكذلك تطوير طرق الصيد وإدخال طرق جديدة تتماشي مع المستجدات في مجالات العلم والتكنولوجيا.

        فبالرغم من الأهوال التي لاقاها الإنسان أثناء الحرب العالمية الثانية؛ إلا أنه كان لها الفضل في تقدم معرفة الإنسان بالبحر واختراع أجهزة حديثة إستفادت منها المصايد بدرجة كبيرة. فقد درست البحار بالتفصيل من ناحية الأعماق وتوزيعات درجات الحرارة والملوحة وإتجاهات التيارات المائية. وكان الغرض الأساسي من هذه الدراسات هو كشف الغواصات المعادية. واخترعت أجهزة فوق الصوتية للكشف عن مالا تراه العين البشرية أو تسمعه الأذن. وأدخلت أجهزة ملاحية حساسة ودقيقة. كذلك أدخلت الخيوط الصناعية لتجهيز السفن. كما أن كثيراً من الرجال جندوا للعمل علي السفن الحربية وسفن التموين؛ فتعودوا ركوب البحر وتعلموا كيفية التعامل مع الأجهزة الحديثة المستخدمة علي تلك السفن. هذا بالإضافة إلي التطورات الكبيرة التي أدخلت علي تكنولوجيا صناعة السفن والآلات المحركة. وقد إستفادت حرفة المصايد من جميع هذه المتغيرات لتتلاءم معها. فقفزات الحرفة بخطوات واسعة نحو التقدم والتحديث. فقد خرجت سفن الصيد الحديثة المجهزة ببعض تلك المعدات والرجال المدربين للصيد إلي مسافات بعيدة عن قواعدها للحصول علي كميات كبيرة من الأسماك لسد حاجة الإستهلاك من البروتين الحيواني رخيص التكاليف والغني في قيمته الغذائية. هذه السفن مجهزة لكشف تجمعات الأسماك، وتستخدم الشباك المصنوعة من الخيوط الصناعية لخفتها ومتانتها وسهولة تشغيلها. كذلك صممت الآلات الحديثة لتنظيف وتجهيز الأسماك المصادة وحفظها مبردة أو معلبة. وهكذا بدأت النهضة الحديثة في المصايد مبنية علي ثلاثة ثورات تكنولوجية حدثت خلال نصف القرن الماضي هي بالتحديد الميكنة والخيوط الصناعية والأجهزة فوق الصوتية.

        جرت عادة الصيادين في معظم أنحاء العالم علي الشكاية من أن كميات المصيد من الأسماك في وقتهم الراهن أصبحت غيرها في الأيام الخالية. إذ يدعون أن الكميات كانت أوفر في الماضي وكانت تحتوي علي الكثير من الأسماك كبيرة الحجم والأنواع الثمينة. ومن هنا نشأ فرع المصايد مبنياً علي أسئلة محددة هي لماذا تتغير عشائر الأسماك FISH POPULATIONS في تذبذبها؟، وهل هي تذبذبات طبيعية خارجة عن تحكمنا؟. وهل بمقدورنا أن نتنبأ بكمياتها لانتهاز فرصة إزدهارها والحصول علي أكبر قدر منها، أو حمايتها أثناء فترة إنخفاضها؟. وهل الإنخفاض راجع إلي عمليات الصيد؟ فإذا كان الحال كذلك: فما هي الكمية والنوعية من الأسماك التي يمكننا الحصول عليها دون أن نؤثر علي الإمتداد المستمر منها SUSTAINABLE YIELD. وإذا كان السبب راجع إلي عمليات الصيد والعوامل الطبيعية معاً، فما هي أحسن وسيلة لتخطيط المصايد؟.

        فالمعين أو المخزون السمكي FISH STOCK: هو عشيرة محددة من الأسماك لديها القدرة علي التنظيم وتحتوي علي العديد من الوحدات المتوالدة أو علي الأقل علي عدد قليل من الوحدات المنعزلة في توالدها( أي أن المعين يحتوي علي عدد من الأنواع ). فلو  فرضنا وجود جسم مائي منعزل يحتوي علي نوع واحد من الأسماك تتوالد وتحافظ علي إستمراريتها؛ ولو فرضنا أنه لم يسبق الصيد من هذه الأسماك واستمر هذا الحال لمدة طويلة كما أنه لا توجد أمراض متوطنة بينها، وأن توافر هذا النوع ثابت، وكذلك ثبات مجموعاته العمرية؛ فإن الكتلة الحية للأسماك BIOMASS في هذه الحالة تكون محكومة بكمية الغذاء والمساحة المتاحة، بالإضافة إلي العوامل الأخري. لذلك فكل فرد في العشيرة ينافس مع أقرانه للحصول علي الغذاء والمساحة والجنس الآخر.

        ولو فرضنا أن عمليات الصيد قد بدأت بإستخدام وسيلة صيد يمكنها أن تصيد الأفراد الأكبر من 20سم في الطول مثلاً؛ فمعني هذا إنخفاض عدد الأفراد التي تزيد عن هذا الطول ويحل محلها أفراد أقصر منها. وينتج عن هذا إنخفاض في الوفرة وبالتالي لا نتوقع زيادة في متوسط الأطوال. ولو إستمر صيد الأفراد فيزداد معدل نموها ومعدل بقائها. هذه الزيادة لن تعوض النقص في الوفرة وبالتالي لا نتوقع زيادة في متوسط الأطوال. ولو استمر صيد الأفراد الكبيرة فقد يؤدي هذا إلي إنتهاء الأفراد المتوالدة SPA WNERS وبالتالي نقص في عدد أفراد العشيرة. ومن جهة أخري: لو تركنا عدداً كافياً من الأفراد المتوالدة لكي تمدنا بالأفراد الجديدة؛ فمعني هذا إستمرارية تواجد العشيرة. كما نتوقع وجود حد معين لعمليات الصيد يسمح باستمرار إمدادنا بأقصي إنتاج ممكن.

        فمن عادة الصيادين القيام بعمليات الصيد في المناطق القريبة منهم. وعندما يقل المصيد فإنهم يتحركون إلي أماكن أبعد، أو يبحثوا عن صيد أنواع أخري. كما أنهم بخبرتهم يستطيعون التعرف علي أماكن تواجد الأسماك. كما أنهم يحسنون من نوعيات الشباك بإستمرار، ويزيدون من قوة سفنهم، ويستعينون بوسائل الكشف عن التجمعات السمكية. هذه التحسينات قد تغطي علي الإنخفاض الطبيعي في تواجد الأسماك بزيادة كفاءة الصيد.

        وعندما تبدأ عمليات الصيد علي عشيرة جديدة من الأسماك؛ فإن الإنتاج يزداد بدرجة كبيرة في المرحلة الأولي، ثم يبدأ في الإنخفاض. وعندما يزداد العائد المادي فإن هذا يشجع مستثمرين جدد فيزيد الإنتاج عن ذي قبل. وقد يبدو هذا مشجعاً لأن هذا المعين من الأسماك لم يكن مستغلاً من قبل. وقد يزداد التشجيع باكتشاف مناطق صيد جديدة، ووسائل صيد أكثر كفاءة، وتحسين التخطيط. لكن الإنتاج الدائم الحقيقي من هذه المصايد يكون غير معروف ويصعب تقديره. كذلك فإن التذبذبات في المعين تكون غير واضحة. فهل هي بفعل الصيد أم بفعل العوامل البيئية، أو نتيجة للفترة الزمنية اللازمة للمعين السمكي لكي يصل إلي مرحلة الثبات؟. ولكن مايحدث بعد ذلك هو إنخفاض الإنتاج إلي ثلث أو إلي خمس ما كان يصاد عند بداية نشاط الصيد. ويكون هذا الإنتاج واضحاً في الأنواع طويلة العمر أكثر من الأنواع قصيرة العمر مثل الربيان.

        فلا شك إذن أن الصيد هو أحد العوامل المحددة لإعداد الأسماك. لذلك يحاول العاملون في مجالات المصايد تحديد عشائر الأسماك ومواضعها البيئية. فيدرسون تاريخها الطبيعي للتعرف علي هجراتها وعادات توالدها وغذائها وأمراضها وغيرها. أما إهتمامهم الأكبر فيوجه تجاه عشائر الأسماك نفسها من ناحية توافرها ABUNDANCE  والأفراد الجديدة منها RECRUITMENT ومعدلات نفوقها MORTALITY RASTES الناتجة عن عمليات الصيد ونفوقها الطبيعي الناتج عن العوامل الطبيعية. هذا يعني أنهم يدرسون ديناميكية العشائر POPU-LATION DYNAMICS بغرض إيجاد العلاقات التي تربط التغيرات في حجم العشيرة مع التغيرات في عمليات الصيد والعوامل الطبيعية المؤثرة علي تواجد الأسماك.

المحتويات:

­ الباب الأول:علم الأسماك:

مقدمة: تاريخ دراسة الأسماك. نشأة وتطور الأسماك. الصفات العامة. التقسيم. التشريح الأساسي: التشريح الخارجي. التشريح الداخلي. التغذية في الأسماك: التطورات المصاحبة لها، حوافز التغذية، قياس محتويات المعدة. الجهاز الهيكلي: المكونات الخارجية، الجلد ومشتقاته: القشور، الشوارب والزوائد، الألوان، الغدد السامة، أعضاء الضوء. المكونات الداخلية: الهيكل الغشائي، الحبل الظهري، الهيكل المحوري الصلب، الهيكل الطرفي الصلب. الجهاز التنفسي. الجهاز الدوري. الجهاز البولي التناسلي، التكاثر في الأسماك. الجهاز العصبي، الغدد الصماء، أعضاء الحس.

­ الباب الثاني: تكنولوجيا المصايد:

مقدمة: تقسيم المصايد، الأسماك وبيئتها: العوامل البيئية المؤثرة علي الأسماك: الضوء، درجة الحرارة، التيارات المائية، الملوحة، الأكسجين، العلاقة بين الأسماك وغذائها. هجرات الأسماك. الكشف عن التجمعات السمكية. توزيع الأسماك، إجتذاب الأسماك بالضوء، بالصوت، بالمواد الكيميائية، بالكهرباء. سفن الصيد. تصنيع وسائل الصيد. حفظ الأسماك. وسائل صيد الأسماك. الصيد بالتخبط، الصيد بالترغيب أو الإجتذاب، الصيد بالمطاردة. الثروة السمكية في البلاد العربية.

­ الباب الثالث: المصايد البحرية:

مقدمة: المخزون والهجرات، مميزات عشائر الأسماك: المميزات التركيبية، المميزات البيوكيميائية. بيانات وإحصائيات المصايد: نوعياتها، تقدير المجهود الشهري لأداة الصيد، جمع بيانات المصايد من علي ظهر السفن. العمر والنمو في الأسماك: طرق دراسة النمو، تجهيز القشور للقراءة، ظاهرة لي. طرق إحصائية بسيطة في المصايد. أنواع معدلات النمو: طرق تعيينها، تعيين الأعمار. الخصوبة في الأسماك: تقدير درجة النضوج الجنسي، تقدير الخصوبة. معايير النمو: طرق التقدير، التطبيقات العملية: النفوق في الأسماك، طرق تقدير النفوق. مخزون الأسماك. حجم المخزون السمكي. تقدير الكتلة الحية في الأسماك القاعية. حجم الإنتاج الأمثل، ظواهر إنخفاض الإنتاج. كيفية تنظيم الإنتاج.

­ ملحق (1): فهرس مصور لعائلات الأسماك في منطقة المحيط الهندي.

­ ملحق (2): فهرس مصور لأهم عائلات الأسماك في المياه القطرية.

**للاطلاع الكتاب بمكتبةالهيئةالعامةلتنميةالثروة السمكية**

إعداد / خالد شريف وفيق
مراجع م./زينب عثمان               أشراف أ./ هدى حسنى

 

المصدر: كلية العلوم - جامعة قطر

ساحة النقاش

مكتبة جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية

lfrpdalibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,705,186

اخر إصدارات كتب المكتبة