<!--<!-- <!--
** وَإِذَا قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ( وفيه قولان
القول الأول المعنى أن حكمته وقدرته محيطة بالناس فهم في قبضته وقدرته ومتى كان الأمر كذلك فهم لا يقدرون على أمر من الأمور إلا بقضائه وقدره والمقصود كأنه تعالى يقول له ننصرك ونقويك حتى تبلغ رسالتنا وتظهر ديننا قال الحسن حال بينهم وبين أن يقتلوه كما قال تعالى (يَـَأَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ وَإِن لّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ( ( المائدة 67 ) عامر بن ربيعة يحدث عن عائشة رضي الله عنها كانت تحدث أن رسول الله e سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت فقلت ما شأنك يا رسول الله قال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قالت فبينما أنا ذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال من هذا فقال أنا سعد بن مالك فقال ماجاء بك قال جئت لأحرسك يا رسول الله قالت فسمعت غطيط رسول الله e في نومه أخرجاه في الصحيحين خ 2885 م 2410 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به وفي لفظ سهر رسول الله e ذات ليلة مقدمه المدينة يعني على أثر هجرته بعد دخوله بعائشة رضي الله عنها وكان ذلك في سنة ثنتين منها وقال ابن أبي حاتم حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري نزيل مصر حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحارث بن عبيد يعني أبا قدامة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت كان النبي e يحرس حتى نزلت هذه الآية ) والله يعصمك من الناس ( قالت فأخرج النبي e رأسه من القبة وقال يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل
قال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [94] قال تعالى: (إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [95] (الّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ) [96] الحجر
قال تعالى: (أَمْ أَبْرَمُوَاْ أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ): 79 (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لاَ نَسْمَعُ سِرّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىَ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [80] الزخرف
**وَمَا جَعَلْنَا الرُّءيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ ( وفي هذه الرؤيا أقوال
القول الأول أن الله أرى محمداً في المنام مصارع كفار قريش فحين في بدر قال ( والله كأني أنظر إلى مصارع القوم )
والقول الثاني أن المراد رؤياه التي رآها أنه يدخل مكة وأخبر بذلك أصحابه فلما منع عن البيت الحرام عام الحديبية كان ذلك فتنة لبعض القوم وقال عمر لأبي بكر أليس قد أخبرنا رسول الله e أنا ندخل البيت ونطوف به فقال أبو بكر إنه لم يخبر أنا نفعل ذلك في هذه السنة فسنفعل ذلك في سنة أخرى فلما جاء العام المقبل دخلها وأنزل الله تعالى ) لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقّ ( ( الفتح 27 ) والقول الرابع وهو الأصح وهو قول أكثر المفسرين أن المراد بها ما أراه الله تعالى ليلة الإسراء واختلفوا في معنى هذه الرؤيا فقال الأكثرون لا فرق بين الرؤية والرؤيا في اللغة يقال رأيت بعيني رؤية ورؤيا وقال الأقلون هذا يدل على أن قصة الإسراء إنما حصلت في المنام وهذا القول ضعيف باطل على ما قررناه في أول هذه السورة وقوله ) إِلاَّ فِتْنَةً لّلنَّاسِ ( معناه أنه عليه الصلاة والسلام لما ذكر لهم قصة الإسراء كذبوه وكفر به كثير ممن كان آمن به وازداد المخلصون إيماناً فلهذا السبب كان امتحاناً ثم قال تعالى )
عن أبي الْعَالِيَةِ عن بن عَبَّاسٍ قال ) ما كَذَبَ الْفُؤَادُ ما رَأَى ( ) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ( قال رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ
عن مَسْرُوقٍ قال كنت مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ فقالت يا أَبَا عَائِشَةَ ثَلَاثٌ من تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ على اللَّهِ الْفِرْيَةَ قلت ما هُنَّ قالت من زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا e رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ على اللَّهِ الْفِرْيَةَ قال وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ فقلت يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْظِرِينِي ولا تَعْجَلِينِي أَلَمْ يَقُلْ الله عز وجل ) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ( ) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ( فقالت أنا أَوَّلُ هذه الْأُمَّةِ سَأَلَ عن ذلك رَسُولَ اللَّهِ e فقال إنما هو جِبْرِيلُ لم أَرَهُ على صُورَتِهِ التي خُلِقَ عليها غير هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا من السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ ما بين السَّمَاءِ إلى الأرض فقالت أَوَ لم تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يقول ) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وهو يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وهو اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ( أَوَ لم تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يقول ) وما كان لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إلا وَحْيًا أو من وَرَاءِ حِجَابٍ أو يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشَاءُ إنه عَلِيٌّ حَكِيمٌ ( قالت وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e كَتَمَ شيئا من كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ أَعْظَمَ على اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يقول ) يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ من رَبِّكَ وَإِنْ لم تَفْعَلْ فما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ( قالت وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ في غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ على اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يقول ) قُلْ لَا يَعْلَمُ من في السماوات وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إلا الله
(عن سليمان التيمي عن أنس أن النبي e قال رأيت ليلة أسري بي رجال تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون بما لا يفعلون
ثنا معتمر عن أبيه عن أنس عن النبي e أنه قال ليلة أسري بي رأيت قوما تقرض ألسنتهم قاريض من نار أو قال من حديد قلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء من أمتك قال الدارقطني تفرد به معتمر عن أبيه وقد رواه علي بن زيد عن أنس ( 1 )
عن مُرَّةَ عن عبد اللَّهِ قال لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ e انتهى بِهِ إلى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَهِيَ في السَّمَاءِ السَّادِسَةِ إِلَيْهَا يَنْتَهِي ما يُعْرَجُ بِهِ من الأرض فَيُقْبَضُ منها وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ بِهِ من فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ منها قال ) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشَى ( قال فَرَاشٌ من ذَهَبٍ قال فَأُعْطِيَ رسول اللَّهِ e ثَلَاثًا أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَغُفِرَ لِمَنْ لم يُشْرِكْ بِاللَّهِ من أُمَّتِهِ شيئا الْمُقْحِمَاتُ
عن الشَّيْبَانِيُّ سَأَلْتُ زِرَّ بن حُبَيْشٍ عن قَوْلِ) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى ( قال أخبرني بن مَسْعُودٍ أَنَّ النبي e رَأَى جِبْرِيلَ له ستمائة جَنَاحٍ
عن أبي الْعَالِيَةِ عن بن عَبَّاسٍ قال ) ما كَذَبَ الْفُؤَادُ ما رَأَى ( ) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ( قال رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ
وعن جابر قال مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح فالحلس حلس البعير وهو ما يكون تحت البرذعة
** وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى القُرْءانِ ( وهذا على التقديم والتأخير والتقدير وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس وقيل المعنى والشجرة الملعونة في القرآن كذلك واختلفوا في هذه الشجرة فالأكثرون قالوا إنها شجرة الزقوم المذكورة في القرآن في قوله ) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)الصافات ((إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) ( الدخان) وكانت هذه الفتنة في ذكر هذه الشجرة من وجهين الأول أن أبا جهل قال زعم صاحبكم بأن نار جهنم تحرق الحجر حيث قال ) وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ( ( التحريم 6 ) ثم يقول بأن في النار شجراً والنار تأكل الشجر فكيف تولد فيها الشجر والثاني قال ابن الزبعري ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد فتزقموا منه فأنزل الله تعالى حين عجبوا أن يكون في النار شجر ) إِنَّا جَعَلْنَاكَ فِتْنَةً لّلظَّالِمِينَ ( ( الصافات 63 )
** وَنُخَوّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا ( والمقصود منه ذكر سبب آخر في أنه تعالى ما أظهر المعجزات التي اقترحوها وذلك لأن هؤلاء خوفوا بمخاوف الدنيا والآخرة وبشجرة الزقوم فما زادهم هذا التخويف إلا طغياناً كبيراً وذلك يدل على قسوة قلوبهم وتماديهم في الغي والطغيان وإذا كان الأمر كذلك فبتقدير أن يظهر الله لهم تلك المعجزات التي اقترحوها لم ينتفعوا بها ولا يزدادون إلا تمادياً في الجهل والعناد وإذا كان كذلك وجب في الحكمة أن لا يظهر الله لهم ما اقترحوه من الآيات والمعجزات والله أعلم
ساحة النقاش