ارتفاع درجة حرارة الطفل شيء مقلق دائماً للوالدين
وجد في الدماغ مركز لتنظيم وضبط الحرارة أو ترموستات يعمل على حفظ حرارة الجسم ضمن المعدل الذي يناسب عمل أعضائه لإتمام العمليات الكيميائية والحيوية بكفاءة، ولذا يرسل الدماغ رسائل توجه الجسم كي يحافظ على درجة الحرارة التي هي حوالي 37 درجة مئوية، وتختلف في أوقات معينة من اليوم بشكل طبيعي فتكون أقل في الصباح وأعلى في المساء كما وترتفع حال بذل مجهود بدني وغيرها من الأحوال، لكنها تبقى ضمن مدى طبيعي لا يتجاوز 37.7 درجة مئوية كأعلى حد مقبول
كيف يتم قياس حرارة الطفل؟
يعلم أحد الوالدين حرارة الطفل عبر لمسة حانية أو قبلة على جبينه لكنه قياس تقريبي يجب على إثره التأكد بشكل أدق عبر القياس المباشر بميزان الحرارة. وتشخيص ارتفاع الحرارة يتم إذا ما كانت درجة حرارة الشرج تتجاوز 38 درجة مئوية، أو 37.7 للفم وتحت اللسان تحديداً، أو 37.2 للحرارة تحت الإبط، فكل مكان لقياس الحرارة له درجة مختلفة فلا يقال لما هو طبيعي في الفم انه طبيعي للإبط.
يمكن قياس درجة حرارة الفم أو الأذن أو الإبط، أيهما أيسر. هناك العديد من موازين قياس الحرارة متوفرة بالأسواق، يحرص المرء على الاستخدام الجيد للمناسب منها، والمناسب لا يعني الأسهل ألبتة بل ما يعطي قراءة أدق كما تشير الإرشادات الطبية، فمن الأنواع:
- ميزان الحرارة الرقمي أو الإلكتروني: وهي أجهزة جيدة وتعطي قراءة سريعة ودقيقة ومتوفرة بأسعار معقولة، وتستخدم لقياس حرارة الفم أو الإبط أو الشرج.
- ميزان حرارة الأذن الرقمي أو الإلكتروني: ويقيس حرارة طبلة الأذن بدقة وسرعة وسهولة، وهو مناسب للأطفال الكبار، لكن رابطة طب الأطفال الأميركية لا تنصح باستخدامه مطلقاً لصغار الأطفال وخاصة من هم دون ثلاثة أشهر من العمر.
- ميزان الحرارة الزئبقي
- الشريط البلاستيكي اللاصق
الأسباب الشائعة لارتفاع حرارة الطفل
ـ التهاب جرثومي سواء من البكتيريا أو الفيروسات فحينها تكون الحرارة إحدى الوسائل التي يحاول الجسم بها مقاومة الجراثيم والقضاء عليها.
ـ اكتساب الجسم حرارة عالية سواء بشكل مباشر كالخروج إلى الجو الحار أو البقاء في غرفة حارة ـ أخذ جرعة من أحد أنواع التطعيم .
ويجب ملاحظة أن التسنين أو ظهور الأسنان هي عملية حيوية يستنفر فيها الجسم جهده لإتمامها وترتفع درجة الحرارة حينها لدى بعض الأطفال لكن في الغالب لا يتجاوز مقدارها أعلى حد للمعدل الطبيعي أي 37.7 درجة مئوية.
التعامل السليم مع ارتفاع حرارة
لانها ليست مرضاً بحد ذاته بل هي أحد الأعراض المرضية وهذا يحصل في حالات معينة من الالتهابات لذا يجب على الوالدين ذكر هذا الأمر للطبيب لو حصل. والطفل يعرق في محاولة منه لخفض حرارة جسمه ضمن عمليات أيضاً معقدة في آلية حرارة الجسم حال حصول التهاب إذْ أن تبخر الماء فوق سطح جلده يسحب معه جزءاً من الحرارة، وكذلك يفعل الطفل حينما يتنفس بسرعة. لكن تجب ملاحظة وجود صعوبة في التنفس لو حصلت أو استمر في التنفس بسرعة بعد انخفاض الحرارة وذكر هذا للطبيب. ولذا يكون الأصل دوماً هو البحث عن سبب الارتفاع ثم هل يحتاج هذا السبب إلى علاج أم لا وكيف يتم ذلك.
معالجة ارتفاع الحرارة
فيمكنك إعطاء الطفل شراب البنادول أو غيره مما يحتوى مادة البراسيتامول أو اسيتامينوفين أو يمكن إعطاء حتى البروفين وذلك حسب وزنه وعمره وعلى الأم التأكد من مقدار الجرعة بالاتصال بالطبيب ولا تعتمد توجيهات بائع الأدوية في الصيدلية. ولا يجب استخدام الأسبرين مطلقاً لمن هم دون سن الثانية عشرة من العمر، وتذكر أن الأدوية الخافضة للحرارة ذات مفعول مؤقت يزول بعد ساعات ليعود الأمر ربما إلى ما كان عليه. المهم هو استحمام الطفل في ماء متوسط الحرارة أي غير بارد لأن الماء البارد يجعل الطفل يرتجف وبالتالي ترتفع حرارته أكثر!، والحرص على تلبيس الطفل ملابس خفيفة كي يتمكن الجسم من التخلص من الحرارة، والمحافظة على درجة حرارة معتدلة للغرفة والحرص علي تزويده بالسوائل أو قطع من الثلج والمأكولات الباردة كالجلي وتجنب ما يحتوي كافيين كالكولا أو الشاي، ولا تغصبه على نوع من الطعام أو الشراب، فالمهم هو هدوؤه وراحته، كما لا ترسله إلى المدرسة حتى تزول عنه الحرارة.
. وبصفة عامة يجب الذهاب بالطفل إلى الطبيب إن كان دون سن ثلاثة أشهر وحرارته تجاوزت 38 درجة مئوية، أو الطفل الأكبر سناً حينما تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية. لكن لو كانت الحرارة أقل والطفل تبدو عليه آثار أو أعراض المرض كالقيء المتكرر أو الإسهال أو الجفاف أو شكا من آلام في الحلق أو أثناء البلع أو البطن أو الأذن أو يبدو عليه الخمول ويرفض تناول الطعام أو الشراب، أو لو استمرت الحمى لدى الطفل ما دون الثانية من العمر أكثر من 24 ساعة أو 72 ساعة لمن أكبر منه أو تكررت الحرارة في أيام معدودة.
ويلزم الذهاب إلى قسم الإسعاف في المستشفى مباشرة متى ما كان الطفل يبكي بشكل متواصل لساعات أو أنه متوتر جداً أو خامل بشكل كبير أو ظهر طفح أحمر على جلده أو بدت شفتاه أو أظافره زرقاء أو كان هناك صعوبة في تحريك عنقه أو في التنفس أو أصيب بنوبة تشنج.
ساحة النقاش