السباحة في الفضاء

كلما تعمقنا أكثر في أسرار الكون كلما اكتشفنا دقة تعابير القرآن، وأنه يأتي بالكلمة الأنسب دائماً، لنقرأ هذه المقالة ونسبح الله خالق هذا الكون العظيم... في بدايات القرن العشرين بدأ عصر جديد من عصور العلم بعد اكتشاف بنية الذرة واكتشاف الكثير من الأسرار حول الكون الذي نعيش فيه. وبدأت انتقادات جديدة توجّه للقرآن الكريم من قبل بعض المستشرقين وزعموا أن القرآن ليس دقيقاً من الناحية العلمية. ومن الأشياء التي أذكرها قولهم إن القرآن قد أخطأ في التعبير عن دوران الأجسام في الكون عندما قال: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40]. وقالوا وقتها إن كلمة (يَسْبَحُونَ) غير دقيقة علمياً لأن الكواكب والنجوم لا تسبح إنما تدور في الفراغ، والسباحة تكون في وسط مادي مثل الماء. ومع بدايات القرن الحادي والعشرين ظهرت حقيقة جديدة هي "البناء الكوني Cosmic Building" وأدرك العلماء وجود لبنات بناء في الكون، فكل مجموعة من المجرات تشكل لبنة بناء وهكذا فالكون كله بناء محكم.
تبين للعلماء أن الكون مليء بالمادة والطاقة، إذن لا وجود للفراغ أبداً وبالتالي فإن جميع الأجسام الكونية مثل الأرض والكواكب تسبح في هذه وسط مليء بالمادة والطاقة و المنتشرة في الكون ولكن بكثافة منخفضة، وهذه الحقيقة لم يدركها الإنسان إلا قبل سنوات قليلة.
يبيّن أيضاً للعلماء أن ما يسمونه بالفضاء لا وجود له حقيقة، لأن الفراغ غير موجود في الكون على الإطلاق، إنما كل جزء من أجزاء الكون مهما كان صغيراً فإنه مشغول بالطاقة والمادة معاً، ولذلك الحقيقة التي ظهرت حديثاً هي أن الكواكب والنجوم والمجرات لا تدور في فراغ أو فضاء، غنما تسبح في وسط مادي وطاقوي معاً. ولذلك فإن تعبير القرآن بكلمة (يَسْبَحُونَ) دقيق جداً من الناحية العلمية، بل إن علماء الغرب اليوم لو عُرضت عليهم هذه الكلمة لأخذوا بها واعتبروها أفضل من كلمة "يدور" التي يستخدمونها خطأً. ولو عُرضت عليهم كلمة (بناء) التي وردت في القرآن في قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [غافر: 64]، أيضاً لأخذوا بها لأنها تعبر تماماً عن حقيقة الكون، بينما كلمة "فضاء" لا تعبر عن شيء! ثم إن كلمة "يدور" التي نجدها في مقالاتهم غير صحيحة على الإطلاق، لأن حركة الشمس والقمر والأرض والنجوم والكواكب والمجرات والغبار والغاز الكوني... جميعها تتحرك حركة اهتزازية مركبة أشبه ما يكون بجسم يطفوا على سطح الماء وتحركه الأمواج حركة تعرجية. فالأرض مثلاً تدور حول الشمس، ولكنها تدور مع الشمس حول مركز المجرة، وتدور مع المجرة حول مركز لتجمع المجرات، وتكون محصلة هذه الحركات الثلاث حركة اهتزازية تعرجية وكأنها تسبح على موجة صعوداً وهبوطاً، ومن هنا نجد أن القرآن لا يستخدم كلمة "تدور" بل كلمة "يسبحون" لأنها تعبر عن طبيعة الحركة لهذه الأجسام. ولكي نزداد يقيناً بهذه الحقيقة نلجأ إلى أقوال رواد الفضاء الذين خرجوا خارج نطاق الجاذبية الأرضية، ماذا شعروا وهو في الفضاء؟! إن كل من صعد إلى الفضاء يؤكد أنه كان يحس وكأنه يطفوا على سطح الماء!!
عندما يكون الإنسان في الفضاء يحسّ وكأنه يطفو على سطح الماء، وهذا الإحساس حقيق وليس وهمي، لأن الإنسان خارج الأرض لا يكون في فراغ بل في وسط مادي ولكن بكثافة منخفضة، ولذلك فإن تعبير "السباحة في الفضاء" تعبير صحيح، وقد استخدمه القرآن في قوله تعالى (كل في فلك يسبحون)
ومن هنا ندرك لماذا يستخدم القرآن هذا التعبير الدقيق يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33]. وندرك أيضاً أنه كلما تطور العلم وتعرفنا أكثر إلى الحقائق اليقينية في الكون كلما أدركنا أن كلمات القرآن هي الأدق وهي الأصح من الناحية العلمية، وليس كما يدعي بعض المشككين أن القرآن يناقض بعضه بعضاً أو أن كلماته غير دقيقة. سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.

 

  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2010 بواسطة kiatschool

مدرسة الخياط الثانوية بنات

kiatschool
مدرسة الخياط صرح عظيم في التعليم فمنها تخرج العديد من الاجيال في مختلف المجالات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

78,502