<!--
<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman";} </style> <![endif]-->
الناس والحقيقة والنظام السياسي
ــــــــــــــــــــــــ
عبدالجواد خفاجى
الناس في بحثهم عن الحقيقة مثل مجموعة من النِّمَال ( جمع نملة) في مواجهة الفيل.
ماذا لو أعطينا كل نملة ورقة وقلماً، وطلبنا منها أن تكتب تقريراً عن الفيل / الحقيقة ؟
سوف نرى التقارير :ــ
ـ النملة الأولى : مشت على خرطوم الفيل ؛ فكتبت في تقريرها: إن الحقيقة طويلة ، أسطوانية الشكل، لا تلامس الأرض ، تبدو رأسية أحيانا، وأحيانا تتحرك لتبدو أفقية، دائما تتطوح في الهواء.
ـ النملة الثانية : مشت على ذيل الفيل؛ فكتبت في تقريرها: إن الحقيقة قصيرة، رفيعة في أسفلها، غليظة في أعلاها ، تبدو رأسية، تتحرك يمنة ويسرة وأحيانا تبدو ثابتة.
ـ النملة الثالثة: مشت على رِجل الفيل؛ فكتبت: الحقيقة تبدو أسطوانية الشكل ، أفقية، تلامس الأرض، ثابتة أحيانا، وأحيانا تنتقل من موضعها إلى الأمام أو إلى الخلف
ـ النملة الرابعة: مشت على قََدم الفيل، فكتبت: الحقيقة تلامس الأرض، تبدو صلبة ودائرية.. متحركة، لكنها تتحرك لترسو على الأرض.
ـ النملة الخامسة: مشت على ظهر الفيل؛ فكتبت: الحقيقة ضخمة وواسعة، تواجه السماء، أفقية، ثابتة .
ـ النملة السادسة: مشت على بطن الفيل، فكتبت: الحقيقة ضخمة وواسعة ، تبدو لا نهائية، وأفقية، تواجه الأرض، تنتفخ أحيانا ثم تنكمش
ـ النملة السابعة: مشت على أُذن الفيل؛ فجاء في تقريرها: إن الحقيقة لها جانبان، أحدهما ينتهي إلى تجويف عميق، مدببة من أعلى، تبدو رأسية، لكنها مائلة باتجاه الأرض، دائما تتطوح في الهواء.
ولنا أن نتأمل التقارير لنكتشف أنها جميعها كاذبة؛ لأنها لا تشبه الفيل، وصادقة في نفس الوقت؛ لأن كل تقرير يصف جزءاً من الفيل لم تكتشف النملة غيره.
ـ أين الحقيقة إذن؟
ـ الحقيقة ليست هي مجموع تلك التقارير بالتأكيد، لأن الفيل سيظل كائنا مستقلاً ومختلفا عن جميع ما كتبته النمال.
ـ أين الحقيقة إذن ؟
ـ النمال ومهما كتبت من تقارير عن الحقيقة، ومهما جمعت بين هذه التقارير وفق رؤية شاملة، لن تمتلك غير تصور تقريبي للحقيقة.
هكذا نحن بني البشر .. لا يملك أحد منا الحقيقة، لكننا نقدم تصوراتنا لها على قدر ما أُتيح لنا من جوانب لملامستها.
هي أعظم من أن يدركها فرد، لكن من مجموع تقاريرنا الصحيحة يمكننا أن نصل إلى تصور تقريبي للحقيقة .. يمكننا أن نهتدي ـ كمجتمع ـ إلى الحقيقة لو أحسنّا قراءة تصوراتنا الصحيحة وجمعنا بينها بهدوء، ومن دون تعصُّب، ومن دون ادعاء ملكية الحقيقة.
بقي أن نتساءل: من منا يمكنه أن يكون كالنمال ، ليودع كسله وبلادته العقلية، ويكون نشيطاً في البحث عن الحقيقة، صبوراً ، ودقيقا في كتابة تقريره عما يتصوره ويراه، دون أن يردد تقارير الآخرين بلا وعي؟ ودون أن يسمح لأحد أن يُملي عليه الحقيقة؟ ودون أن يُصدِّق من يَدَّعي أنه يعرف وحده الحقيقة. والسؤال الأكبر: مَن منا قادر على تصور الحقيقة من مجموع التقارير؟
معظم الغشاشين والنصابين يعتمدون على جهلنا بالحقيقة، وهم يَـدَََّعون أمامنا أنهم يعرفونها، ويعرفون أننا سوف نَصَـدِّقهم، وتلك مشكلتنا، أننا نصدقهم. هم مخادعون بطبيعتهم، ولكننا لسنا عقلاء، ولسنا أسوياء عندما نصدقهم.
اللعبة السياسية في مصر منذ ثورة يوليو 52 وحتى اليوم اعتمدت على جهل المواطن بالحقيقة، في الوقت نفسه كانت الأنظمة السياسية المتوالية تدعي مِلكيِّة الحقيقة، وكانت تقدم تصورها للحقيقة عبر وسائل إعلامها، وكان المواطن يُصدِّق.
الأنظمة السياسية ليست على خطأ، هي بطبيعتها مخادعة، وبطبيعتها تبحث عن بقائها وعمن يصدق الخدعة.. المواطن دائما على خطأ لأنه يُصدِّقها.. قليلون من كانوا يعتمدون على أنفسهم في فهم الحقيقة والبحث عن التقارير الأخرى والجمع بينها وقراءتها قراءة شاملة واعية تهدف إلى تَلمُّـس الحقيقة وفق منهج علمى أو موضوعي.
الأنظمة السياسية المتوالية في الوطن العربي ـ عموما ـ تَـدَّعي مِلكيَّة الحقيقة، وتعرف أن المواطن سوف يصدقها.
سوف يصدق لأنه اعتاد ألا يفكر، واعتاد ألا يتكلم في السياسة، واعتاد ألا يناقش في الأمور التي لا تخصه، وقد أقنعه النظام السياسي أن لا شيء يخصه غير الثلاث وجبات في حالة الطاعة والعمل والامتثال للأوامر العليا، سوف يصدق لأنه لا يملك آليات بحث عن الحقيقة، ولم يؤهله أحد لذلك ولم يتربَ على ذلك، لا في أسرته ولا من خلال مؤسسات الدولة.. سوف يصدَّق لأن تربى تربية عبودية، والعبيد لا يملكون إلا تصديق سادتهم.. تربى على أن يعيش بغير كرامة وهو يُضْرَبُ في البيت والمدرسة وأثناء الخدمة العسكرية وفي أقسام البوليس، تربى على أنه مجرد حاجب لا يجب أن يعلو على العين.
سوف يصدق لأن الباحث عن الحقيقة يكون كالكافر الذي يبحث عن الحقيقة بعيداً عما يردده الكهنة. أو بالأحرى ستتلقفه سجون النظام بعد أن تتهمه بتهمة مناسبة، في عهد عبد الناصر كانت التهمة جاهزة: عدو الثورة، وجاسوس. وفي عهد السادات كانت التهمة جاهزة : مراكز قوى، وشيوعي. وفي عهد مبارك كانت التهمة جاهزة: إرهابي. الآن في العهد السيساوي التهمة الجاهزة أيضاً: عدو الجيش ، وإرهابي.
سوف يُصَدِّق هذا المواطن أنه يعيش حياة حقيقية وأنه يحيا في ظل نظام يعمل لصالحه، وأن الذي يعرفه أفضل من الذي لا يعرفه، وأن القادم مخيف، والتغيير خطر، رغم أنه يعيش في ذيل العالم المتقدم محروما من كافة الحقوق ، ورغم فقره وعوزه وتردي صحته والإهمال الخدمي الذي يعيش فيه سوف يُصدِّق أن بلده أم الدنيا (استنادا على الزعم الفلكلوري التاريخي)، فكثيراً ما يتداخل الفلكلور والتاريخ ، وسوف يُصدَّق أن الفرج قريب، وأن رزقه لن يشفطه الحاكم وبطانته (استناداً على موروثه الديني)، وسوف يصدق أن الغد سوف يكون أفضل (استناداً على زعم النظام)، وسوف يصدق أن لا أحد يبيت بدون عَشاء، وقد اكتفي بحق العَشاء (استناداً إلى موروثه الشعبي من الأمثال) وسوف يصدق أن نظامه السياسي حكيم جداً، وأن رئيس بلده هو الزعيم المعصوم، ولولا حكمته وحكمة زوجته لضاعت البلد والمواطن والتاريخ والجغرافيا (استناداً إلى ما يصدقه من دعاوى الغشاشين والنصابين والمنتفعين من سدنة النظام وبطانته الذين أوهموه بملكية الحقيقة).
أسوأ ما في عصر مبارك هو تعميم الحِكمَة على الحاكم وأسرته، فشملت الأبناء بجانب السيدة الأولى، وراح سدنة النظام يروجون لعقيدة الآب والابن والسيدة الفاضلة .
قليلون يخرجون من هذه المعادلة ، ليس لأنهم يمتلكون شيئاً حقيقياً، أو أنهم يتلمسون طرقاً أخرى نحو قراءة التقارير التي يمكن أن تؤول بهم إلى التصور الصحيح للحقيقة.. لم يكن الأمر كذلك مطلقاً.
القليلون الذين خرجوا عن المعادلة خرجوا لأنهم أيضاً يدعون أنهم يمتلكون الحقيقة، وأن النظام السياسي غشاش ونصَّاب ولا يمتلك أية حقيقة، والحقيقة عندهم وحدهم.
الحقيقة أن المنطقة العربية منذ سنوات طويلة عُرضة لغبار كثيف من الفلسفات والأيديولوجيات المختلفة التي تتساقط عليها من الغرب والشرق. وقد شهدنا في فترات الخمسينيات وما بعدها غباراً ماركسياً كثيفاً يتساقط مستقطبا نحوه نفوساً وعقولاً أخلصت له ، ورأت باستنشاقها له أنها تمتلك الحقيقة. كما شهدنا بعد ذلك تحولا نحو الرأسمالية بعد البروسترويكا التي اجتاحت المعسكر السوفيتي الحليف الاستراتيجي لمعظم الأنظمة السياسية العربية في ذلك الوقت، ودخلت المنطقة في مهب رياح العولمة والرأسمالية الغربية والفسلفات الليبرالية المتعددة، وكان على الأنظمة العربية أن تخضع لقوة وحيدة مهيمنة على العالم، وتتناسى معظم قضاياها وتؤمن بالثوابت العالمية المفروضة عليها وأولها أمن إسرائيل، ليتوارى الماركسيون قليلا والناصريون والقوميون عموماً ، لتبرز القوى الليبرالية التي ربَّاها الغرب واستنبتها في هذه التربة، مدعية أنها تمتلك الحقيقة، وأن بيدها الخلاص.
في الوقت ذاته تبدو هذه المنطقة متفردة بأرضية مقدسة لم تدخلها الأطراف المُـدَّعية امتلاك الحقيقة، هذه الأرضية تبدو أصيلة ووريثة حضارة تسيَّدت وراجت في التاريخ بسلبياتها وإيجابياتها، لكنها مملوكة لإنسان هذه الأرض وتُشكل ثقافته، وتلبي احتياجاته الروحية وتتحكم في وعيه ورؤيته للكون والحياة , وهو يزعم أيضاً بما لديه من موروث عقائدي وحضاري يرتاح إليه أنه يمتلك الحقيقة.
الحقيقة !!.. أين الحقيقة؟
قد تكون أحدث التقليعات أن النظام الحالي بعد انقلاب 30 يونيو يمتلك الحقيقة، يمتلكها بما تجمع حوله من ناصريين يؤمنون بتناسخ الأرواح بطبيعة تكوينهم الروحي الناصري، فهم ينتظرون عودة عبد الناصر شامخاً ليقود العالم، وها هو الآن وقد تناسخت روحه في جسد السيسي.. عاد ليكمل مسيرته بين الناس، ليقضي على الإخوان أولا، ثم يقضي على الاستعمار وأعوانه. هذه الكيانات لم تتوارث من الناصرية فقط كراهية الإخوان شركاء الكفاح الوطني للضباط الأحرار منذ ما قبل 48 ، وشركاء الصراع العربي الصهيوني منذ حرب 48 في موقعة الفالوجة الشهيرة، ليس هذا فقط بل توارثوا المبادئ الستة للناصرية التي لو عاد عبد الناصر نفسه في عصرنا لتخلى عنها ورماها في أقرب مصرف، وبحث عن مبادئ أخرى مناسبة للفعالية في العصر، وملائمة للتعامل مع الثوابت والمتغيرات العالمية الجديدة.. يتوارثونها توارث القرشيين لما وجدوا عليه آباءهم من عقيدة اللاتي والعُزى، ويزعمون ملكيتهم الكاملة للحقيقة.
قد يكون هذا النظام السيساوي الأحدث هو آخر من يدعي ملكية الحقيقة بما تجمع حوله من قوى ليبرالية تدعي أن ليبراليتها هي الخلاص ، بصرف النظر عن الديمقراطية في شعوب غير قادرة على الاختيار الصحيح بعيداً عن القوى الإسلامية الأقرب إلى ثقافتها.. ليست تَهَُم الديمقراطية الآن في شعوب روحانية أكثر مما يجب وترتبط بعقائد لاهوتية تحجب عقولها عن إدراك النور القادم من الغرب الليبرالي، الذي أعلن منذ فترة طويلة موت الإله واستراح إلى حضارته الجدية المبهرة، وامتلك الإنسان فيها حريته إلى أبعد مدى ليعمل وينتج ويتقدم. هذه القوى صاحبة مشروع لا يمكنها أن تنفذه مع الديمقراطية في مثل هذه التربة العربية، ولا يمكنها أن تنفذه لوحدها دون قوة تستند عليها، وقد وجدت هذه القوة.. وجدتها عند العسكر، كما وجدها من قبل معارضو صدام فوق دبابات الأمريكان، لكن ما تتناساه هذه القوى الليبرالية أن حضارة الغرب كانت وليدة ظروف تاريخية تستوجبها، واعتمدت على الشعوب ولم تعتمد على جيوش الشعوب، واعتمدت على هضم واستيعاب ما سبقها من حضارات عربية وفارسية ولاتينية، واعتمدت على الفلاسفة والمفكرين والعلماء ولم تعتمد على الخديعة والتضليل الإعلامي والاستقطاب المخادع لمواطنين لا يمتلكون الوعي الكافي لخوض تجربة البحث عن الحقيقة.. ما فات هذه القوى الليبرالية أنها لن تصل إلا شيء استناداً إلى خطأ المقدمات.
ماذا بقى في منظومة النظام الجديد؟
إنه نظام مبارك المتربص للصعود نحو مصالحه الرأسمالية، لا تهمه غير مصالحه الرأسمالية بوصفه نظاماً له فلسفته النفعية الاستعبادية الطبقية الاستغلالية.. مجرد مجموعة منتفعين ورأسماليين مستغليين أطلق عليهم مسمى الحزب الوطني أشبه بعصابات المافيا المتغلغلة في كل مؤسسات الدولة بروابط نفعية مع المسئولين والسياسيين وقد ربط بعضهم بين النشاط الرأسمالي والنشاط السياسي حماية لمصالحه.
ـ ماذا تبقى؟
ـ القوى الدينية التي لم ترسخ سياسياً من أحزاب نفعية ملتحية، أو قوى كنسية تتزعم شعب الرب، أو مشايخ وطرق صوفية هي على أحسن احتمال تدين بالولاء للفاطيمة المدفونة في الثقافة المصرية وتزعم رعاية مصالح شعب آل البيت المغبون تاريخياً. وأقول لم ترسخ سياسياً رغم أن بعضها متحزب سياسياً باعتراف الأوراق الرسمية مثل حزب النور، ولكن لأنها بلا وعي سياسي وتكتفي بشرف البقاء والتنفس وممارسة سلطتها الروحية على أتباعها، هي تبحث عن بقائها دون فعالية سياسية حقيقة مكتفية بفتات السلطة، وقد رضيت أن تكون أدوات في يد أي سلطة قادمة شأنها في هذا شأن شيوخ القبائل في صعيد مصر الذين يسارعون للولاء لأية سلطة تحفظ لهم امتيازاتهم القَبَليَّة.
من الذي سيحكم في هذا الشتات ؟
الذي سيحكم هو من يستطيع تسويغ مِلْكِيَّة الحقيقة ، ومن يمتلك المال والإعلام والسلطة لتسويغ ملكيَّة الحقيقة.
في إطار هذه الرؤية سوف تتضح لنا وضعِيَّة رجال نظام مبارك بوصفهم مَن يمتلكون المال والإعلام والقدرة على الخديعة السياسية، وسيحلون كشركاء في مَعِيَّة العسكر، ولتتضح وضعية العسكر بوصفهم من يمتلكون السلطة والخطة والقوة، ووضعية بقية القوى الناصرية والليبرالية في دور المرتزقة والناضورجية والكهنة ومُشغلي الأبواق وحُرَّاس الخطاب الرسمي.
ـ ما صورة هذا الحكم القادم وما طبيعته ؟
ـ هي صورة حكم قادم، أشد من نظام مبارك تطرفا نحو الرأسمالية المستغلة، بلا معارضة. . نظام مبارك كان يحرص ـ من أجل تسويغ مشروع التوريث غربياً ـ على معارضة شكلية أو ديكورية يدعم بقاءها ويتحكم في تمددها وحركتها في حيز الظل، النظام الحالي بدأ يربي عقيدة مختلفة تتسم باللامعارضة، فإما أن تكون مع النظام أو مع الإرهاب ولا خيار ثالث، نظام بدأ يرسخ مفهوم الغناء للحاكم تمهيدا لإعلان الصورة النهائية لحاكم لن تستطيع أن تكلمه ، ولتستعض عن ذلك بالغناء له، نظام بدأ يراقب حركات أصابع المواطنين ويعتمد على الأمن لتأمين وجوده لا على الديمقراطية، نفس منظومة مبارك التي اعتمدت على تسييس القضاء .. السطوة الأمنية لنظام مبارك بنفس ثقافتها ونشاطها هي التي تعمل الآن بشكل مستفحل وفق استثناءات عرفية داخل القضاء، نظام بدأ مرحلته بالسيطرة على الإعلام وغلقه على صورة وحيدة يسمح بها النظام، وإرهاب الصحفيين، والدخول في مشاكسات مع محطات إعلامية خارجية لا تدعم وجوده ولا تشتغل على تحسين صورته، نظام قائم على فتح مجالات واسعة أمام الرأسمالية المستغلة والجمع بين السلطة والثروة والاشتغال على منظومة مبارك الاقتصادية وتوسيعها باتجاه فرض الضرائب الفادحة وبيع أراضي الدولة للخليجيين.. نظام سيكون خاضع بكامله للثابت العالمي بلا رؤية أو مشروع وطني، وربما أن مشروعه الوحيد هو التعامل مع الخليج لتحقيق مكاسب سياسية خليجية مقابل تدعيمه اقتصاديا وتحسين صورته عالميا وفتح مجالات دولية أمامه، إضافة إلى العبء القديم أمن إسرائيل ومرضاتها.. الفارق الوحيد بين هذا النظام القادم ونظام مبارك أنه سيستفيد من أخطاء مبارك وثغراته السياسية ليتمكن من السيطرة على الشعب والحريات وتمييع الرأي وتسويغ إفقار الشعب وتعطيله وكبته كملامح أساسية في دولاب العمل السياسي الفندقي المناسب لإقامة طيبة لنظام طويل العمر.
ــــــــــــــــــــ
ملحوظة: كاتب المقال لا يدعي امتلاك الحقيقة، ولكنه فقط يقرأ التقارير ويستقرئها.


ساحة النقاش