عرض تليفزيون البحرين مساء أمس تقريراً لاعترافات ثلاثة من رجال أمن استطاعوا النجاة بأنفسهم بعد أن تم اختطافهم من قبل عصابات القتل التي كان يقودها محمد حبيب المقداد، بحسب ما بثه التقرير من اعترافات، وأكد أحدهم أنه اقتيد إلى منزل المقداد وتم ضربه وتعذيبه هناك، حتى النسوة شاركن في تعذيبه، قبل أن يستطيع الهرب. ونقلاً عن جريدة الأيام البحرينية، فإن رجل أمن آخر أكد أن 20 شخصاً قاموا بعملية اختطافه قائلاً: إن نصفهم يعملون في مستشفى ابن سيناء، كونه كان يعرف وجوههم مسبقاً، وقال بعد أن اقتادوه إلى مستشفى السلمانية: إنه رأى علي العكري الذي كان يشرف على عمليات التعذيب في مستشفى السلمانية الطبي واستجواب (الأسرى). وأوضح أن إحدى الطبيبات هددته بالقتل بعد أن سبته لأنه لم يعترف بوجود سلاح لديه، وقال رجال الأمن في التقرير: إنهم وصلوا إلى مرحلة يتمنون فيها الموت بدلاً من التعذيب الذي تعرضوا له. فيما تعرض رجل أمن إلى الاختطاف وتم اقتياده إلى مزرعة وتم ضربه بشدة قبل أن يستطيع الهروب والنجاة بنفسه، وظهر على شاشة التلفاز وهو يشير باكياً إلى المكان الذي تقيأ فيه دماً بعد تعرضه للرفس في بطنه.. وفيما يلي نص الاعترافات التي بثها تليفزيون البحرين. رجل الأمن الأول: (نصفهم يعملون في مركز ابن سيناء الصحي، 20 شخصاً أحدهم يحمل (رنغ بوكس)، والآخر مسامير وخشبة، ضربوني كثيراً وربطوا عيني، اقتادوني إلى مبنى على بعد ثلاث دقائق، ضربوني هناك أيضاً، أحدهم كان يحمل صاعقاً كهربائياً، صعقني به حتى أغمي علي). وأضاف: (سألوني عن اسمي، ورقمي العسكري، والسلاح الذي لدي في السيارة، قلت لهم إنني لا أحمل كل ذلك، أنا حارس لدي سيارتي الخاصة، ليست سيارات دورية، ولكن أصروا أني أحمل سلاحاً، ونفيت، حتى جاءت إحدى الدكتورات قالت اتركوه لي سأخلص الموضوع، وكانت تقصد أنها ستقتلني). (في مستشفى السلمانية تدار عمليات الاختطاف والتعذيب والتصوير).. (كانوا يلبسون ثياباً سود، في حدود 20 إلى 30 شخصاً في الغرفة يصوروني، وإحدى الممرضات تنظف الدم علي، قالوا لي انظر كيف نحبك ونحافظ عليك، وعندما خلصوا التنظيف أخذوني مع الدكتورة التي تريد قتلي، كانوا يتكلمون أين أنت يا مولانا أين أنت يا مقداد (محمد حبيب المقداد)، وكلمني وسألني عن القسم الذي أعمل فيه وسيارتي وجهازي، قلت له إنني لست دورية، عصبوا عيني وأعادوني إلى السيارة، وبعد خمس دقائق، غيروا إلى سيارة أخرى، أعتقد أنها كانت سيارة إسعاف، ثم أنزلني وربط عيني، وسمعتهم يتكلمون عن سيف وقبر، ويريدون قطع رأسي، سمعتهم عبر الهاتف يتكلمون عن ذلك وفيما بينهم، ثم اقتادوني إلى مكان لا أعرف إلى أين). وتابع القصة: (ثم نقلوني إلى مزرعة، وجاءني رجل سألني نفس الأسئلة مجدداً، وربطني من الخلف، وقلت له أخي اربطني من الأمام، فرفسني في بطني وقال لي لا تقل لي أخي، أنا أخي شهيد، أنت كافر، بعد ذلك سقاني القليل من الماء، وفكرت أنهم سيذبحوني بعد أن سقوني الماء، إلا أنه ذهب، أحسست ألماً في بطني وكأنني سأرجع دماً، سمعت صوت دجاج وخيول، ومع الرطوبة استطعت أن أفك نفسي، التفت حولي وإذا أنا في مزرعة دجاج). (وهنا ظهر رجل الشرطة على الشاشة وهو يدل رجال الأمن على المكان ويشير إلى قفص الدجاج ويقول زعت دماً هنا). ويتابع: (قفزت على السور ووجدت سيارة بيك اب، حاولت أن أفتحها). (ولقد ترك رجل الشرطة بلا طعام وشراب قبل تمكنه من الفرار). رجل الأمن الثاني: لم يكن حاله أفضل من حال زميله الآخر الذي تعرض إلى التنكيل على أحد الحواجز في المنامة، وأشار إلى أنه اقتيد إلى منزل محمد حبيب المقداد وتعرض للضرب المبرح حتى من قبل نسوة البيت. وقال الشرطي الثاني: (عند إشارة رأس رمان اعتدى علي 15 شخصا، كنت معلقاً صورة جلالة الملك، طلبوا إثباتاتي، قلت لهم لماذا؟ فضربوني، إلا أنني استطعت الفرار وبلغت عنهم في مركز الشرطة، وبعد أن خرجت تفاجأت بسيارتين، اعتقدت أنهما دورية مدنية في البداية إلا أنهم لم يكونا كذلك، نزل سبعة أشخاص من هاتين السيارتين، واقتادوني إلى الباص وربطوا عيني ويدي، ثم فقدت الوعي، تفاجأت بعد ذلك بـ 100 شخص حول الباص يضربوني، حاولت الهرب مسافة 15 متراً تقريباً، إلا أنهم اقتادوني إلى منزل أحدهم يلبس بشت أسود وثوب أبيض وملتح ويلبس عمامة.. ثم اقتادوني إلى بيت من دورين وضربوني داخل الحمام إلى أن أغمي علي، وثم جلست وحاولت أن أرفع العصام عن عيني، وتفاجأت ببزتي العسكرية عندهم، ثم دخلت اثنتان يستجوباني ويضرباني، ثم جاء سبعة رجال ضربوني وقالوا لي إن شخصاً سيجلبونه ويعرفني جيداً، وأتوا بالشخص داخل الغرفة إلا أنني لم أره، ولكنني استطعت بعد ذلك رؤية السبعة أشخاص وحفظت وجوههم). وتابع: (ثم توجهت إلى النافذة وفتحتها قليلاً، رأيتهم جالسين على كنبة، ثم مزقت الرباط من على يدي، وخرجت من فتحة المكيف، ومسكت اللوح وتسلقت على الحائط حتى وصلت السطح، ثم أمسكت خرطوماً أبيض وسقطت من على ارتفاع كبير ووصلت إلى الأرض، ثم توجهت من خلال (الدواعيس) إلى المزرعة، كان أذان الفجر، وصلت حتى الشارع الرئيسي ورأيت دوريات حفظ النظام، فأحسست أنني في أمان). رجل الأمن الثالث: (اعترضتني سيارة سوداء أمريكية، خرج منها أشخاص يحملون مربعات وأسياخ ومناجل، وضربوا سيارتي بأدواتهم، وأجبروني على النزول، فقدت كل شعوري ما عدا السمع، كانوا يوجهون لي كلاماً (الكلب) (البلطجي)، سمعتهم يريدون أن يأخذوني إلى الدوار، وصلت إلى مكان فيه مكبرات صوت وناس كثيرة، وفي هذه الفترة تعرضت للضرب على رأسي وأنحاء جسمي، ثم أخذوني في سيارة إسعاف إلى السلمانية، وعندما دخل كانوا يتلون علي وإحدى الممرضات تقول لي ابن الكلب وأسير وبلطجي، وفي قسم الأشعة كانوا يضربوني، ورجعوني إلى محل قسم المعالجة في الطوارئ نظفوا الجروح، وكانت هناك ناس تلبس أخضر، أفترض أنهم ممرضين، يقولون لي (بلطجي، أسير). كانت هناك لهجات عربية مختلفة، كان هناك دكتور علي العكري، يمنعهم ويوجههم لكي لا يهربوني لأني أسير. (لم يكونوا سوى عصابة قتل مارسوا التعذيب حتى على زملائهم الأطباء). ويتابع رجل الأمن: (أوتعيت في اليوم التالي وأنا في السلمانية، كانوا يسخرون مني ويقولون لي سيزورونك أهلك.. وضعوني في كرسي متحرك وغطوني وذهبوا بي إلى مخرج الفاتح في السلمانية، كانت هناك سيارة نزل منها أخي، وتوجهوا بسرعة إلى عيادة الأمن العام، عالجوني معالجة أولية، وأخذوني في طيارة حوامة إلى المستشفى العسكري، الإصابات كانت عبارة عن كسر في الجمجمة، وتركيب قطعة حديد، وكسر في السبابة اليمنى، وجروح في الظهر جراء السحب في الشارع).
عدد زيارات الموقع
31,884
ساحة النقاش