تاريخ الجنون والفوضى-ج18-
******************
معقمون بحقن الحسرات والزفرات ........مخصيون لا تويجات ولا ثمرات....أقرب الى جماد متحرك منهم الى أحياء أموات.....هم أولاء أهل ممالك الجوار....جلس حكيم مملكة الجنون والفوضى يصفهم ذات اقتحام طفيلي لمملكته ذات الأنور الروحانية... من قبل بعض المتنطعين من احدى ممالك الجوار.....:نحن اخترنا ....والاختيار عصا موسى تشق البحر.....فكيف لا نشق نحن بها الجبر....فنمحوه من وجودنا....ألا يكفي أن القبر جبر ؟.....والولادة بدء الطريق الى القبر....وما بين النقطتين مسافات لا تقطع الا بعزيمة الصبر......والصبر ليس الا كد وجد ....وكدح وفتح....لا ركون في عتمة ..وذم وقدح....وانتظار لقمة هي في الحقيقة جرح.....الحقائق واضحة ....والدلائل فادحة......لكن كنه الحقيقة مسلوب وهو العلم.....وأس الدلائل منهوب وهو أنت.....فان ضعت أنت...فلا غيرك يعطيك اياك.....فاعلم علم اليقين.......وكن كأنك ترى عين اليقين......أن الأنا دليل الأنت...فان لم تفلق أناك ...لاكنت ولا فلقك الأنت.....فتعينك يأتي بقدر تعيينك لمقامك.....فان حدت عن مقصدك..كنت في مقصد غيرك....وهذا ما يسمونه في ممالك الجوار تلطفا.. استلابا..و عنفا عبودية الانسان لأخيه الانسان...
ونحن كما ترون اخترنا باب العلم والمعرفة..وخصصنا نافذة للحكمة...أول بنودها ...الانسان نعمة...خليفة الله في الأرض ورحمة....والخليفة من عدل مع نفسه قبل غيره.....فليس فينا من ارتقى موضعا لم يؤهله اليه نور علمه.....وكل حسب اجتهاده...لا فضل لأحد فينا على أحد....النسب للأمة ....والمنزلة للهمة....عادلة هي القسمة....فهل يغني نسب عن جهل ويعفي الذمة..؟ألا ترون أهل ممالك الجوار...منذ أن ولدوا وهم في نقمة..؟الى أن يموتوا من الحسرة وكثرة الغمة....فهذا يشتكي تهميشا وذلا.....وذاك يلعن قاضيا لم يكن عدلا.....وذلك يشتم بائعا أفسد كيلا....والآخر يسخر من وزير لا يحسن علما فبالأحرى قولا....وشرذمة يسيطرون باسم الله وباسم القرابة من أولياء الأمور على كل الخيرات..أرضا ومالا... ومحسوبية سارت بينهم شلالا وسيلا...والظلم تفشى حتى عاد الكتاب يقرأ دبرا لا قبلا.....فكانت حياتهم عليهم وبالا.....باختصار...ياليت لو كانت حياتهم مالت ميلا.....وانما هي انقلبت ....فصار الأسفل عليا..والعلي سفلا..
ليس بالضرورة قوله تعالى" ...جعلنا عاليها سافلها.." ما تتصوره العقول المباشرة الضحلة...كما ان قوله تعالى على لسان ابليس :".لأقعدن لهم صراطك المستقيم.."أن ابليس جلس في الطريق المستوية...فذلك فهم من لافهم له....وقراءة من لايقرأ...ألا تروا الظلم يمشي على رجليه في المدن....وبين الناس...موقر..مرهوب الجانب...وما هو بوقار ...ان هي الاقلوب وقد صارت رمادا بعد ان خبت النار.....أليس هذا عال صار سافلا..؟ وذاك أسفل صار عاليا..؟أو لم يجلس في طريقهما ابليس..؟فالجلوس معلوم والكيف معلوم...تنبهوا أهل مملكة الجنون والفوضى....ان كثرة الشرح والخطاب...تذهب الألباب....خاصة وأنتم في اولى عتبات الباب....فتدبروا شيئا من عندكم.....ومحصوه واضربوه على قارعة الصواب....فدائما هناك خيط رفيع ما بين الغث واللباب.....فان قهرتم الصعاب....صرتم للنعيم أقرب....وان فشلت فيكم عزيمة الاقتحام واستسلمتم للرهاب.....صرتم كما تلهث الكلاب....في أي هيأة كنتم لهاث ولعاب.....وأجدادنا تركوا لنا وصاية....من لم يرتق الأسباب...كان منذورا أبدا للعذاب.....والعاقبة على من تولى وكذب .
المصدر: ابداع
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة khalidsalai

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,158