حسرة معلنة

*********

لست كما تشائين ،

ولست كما يشاء غيري ،

فأنا اعرف أن القمر لا ضوء له

وبغير ضوئه ،

يحلو تحته مذاق السهر،

وأعرف ان النهر حين يخون البحر

يجف رغما عنه ،

فيخونه خرير السير ،

وأعرف الكثير ،الكثير ،

عن البرتقال وكل منابت الزهر

وعن الشوارع ،

وكيف آنست وجه الحفر ،

وعن الحب ،

حين يعود مجرد عادة ،

يابسة المشاعر ،

ترهق مشوار العمر ،

وعن وطن ، يدفن أبناءه ،

وعن آخر يخيط بالبؤس ،

والذل ،

ملابس الهجر ،

وعن أكذوبة العدل ،

والقاضي تحت لباسه ،

يلمع سيف البتر ،

وعن شحرور يفر من أيدي جائعة ،

ويلهو في جنبات الحر،

حبيبتي ،

اذا سمحت لي بقبلة على خد بيلسان ،

أو فوق جبين الجمر ،

اذا لم يكن حبنا موقدا ،

فهل ثلج الأصقاع ينبت ياسمينا ؟

وهل تخرج بسمة من فم القهر؟

حبنا مختلف ،

ليس كحب ،جميع الأمم ،

معلب ،فاقع ،

لا فرق بينه وبين أوراق الشجر الصفر ،

محرم علينا كلام المقاهي ،

وأنت في حكم المعدوم ،

اذا تلفظت بالشعر ،

محرم علي أن أعشقك بلا حدود ،

فالحب عندنا له مزاد ،

لايحظى به الا من رفع سقف السعر،

وأنا كما ترين فقير ،

لا مال لدي ،ولا حظوة ،

غير خيال ،

أدسه في حشاشتي أوزعه بالقتر ،

وأهربه خلسة ،

قبل أن يعلن المؤذن صلاة الفجر .

26--5--11