عندما نعتمد على المساحيق
*******************
كالمرأة التي تستعيظ بالمساحيق الكثيرة لوضع مسحة جمالية على وجهها القبيح،أو المشوه.فتصطدم بزخات مطرية مفاجئة وهي في بستان قصر فاخر تقام فيه حفلة ضخمة، فتستعرض على المدعوين جمالها المصطنع مزهوة به،بعد أن صدقت وهم جمالها المساحيقي.لكن زخات المطر المفاجئة خلعت عنها قناع المساحيق التجميلية بعد أن جرفتها على فستانها الأبيض الذي غزته ألوان المواد التجميلية.فتشوهت صورتها،وظهر وجهها القبيح أمام المدعوين،الذين بمجرد ما اكتشفوا قوة الزيف حتى أشاحوا عنها وجههم،وتبرموا منها.وأصبحت فجأة منبوذة وحيدة.
هل يمكن لهذه الصورة أن تنطبق على النظام السوري؟؟
انه ابشع من هذه الصورة وأفظع،لماذا؟لأن صورة المرأة صورة جبلية،لم تخترها،بل هي مشيئة الاهية،أما النظام السوري فقمعه لشعبه بهذه الصورة البشعة هو اختيار أجهزة وهو نهج دولة مع سبق الاصرار والترصد.ولعل التنكيل وقتل الحرائر أمام مرأى العالم شيئ لن تنساه الذاكرة الانسانية أبدا.وأن يبلغ عدد قتلى الثورة السورية في خلال شهر ونصف ما لم تبلغه اسرائيل الآثة خلال أعوام شيئ تتقزز له الأنفس وتستنكره جميع الضمائر الانسانية الحية.والأنكى من ذلك أن يخرج ابن عم بشار لوسائل الاعلام بما يندى له جبين كل من كان يتوهم خطأ بان النظام السوري من أنظمة الممانعة.هذا المصطلح الذي طالما استغله النظام السوري الى حدوده القصوى،ليظهر ساعة الجد أنه قناع ديماغوجي قذر.ولتتضح الصورة عن سبب امتنا سوريا الرد على اسرائيل حين هاجمتها في قعر دارها وقنبلتها سنة 2009 اذا لم تخني الذاكرة.فاكتفت بالتنديد ووضع شكاية لدى الامم الامريكية.
وبما أن الشيئ باشيئ يذكر،فدعونا نعرج الى الركن الأساس في تمثيلية ممانعة النظام السوري.منذ أن وعيت على السياسة،ومنذ أن بدأت أقرأ عنها، لم أسمع يوما أن نظاما يستدعي الفنانين لمناقشة الأوضاع السياسة.وهي سابقة في علم السياسة تسجل للنظام السوري.فبعد أن أعلن ميشيل كيلو أن اجتماعه بمستشارة الرئيس لم يكن اجتماعا سياسيا،بل مجرد تبادل الآراء وطرح الأفكار.أي أن استدعاء كيلو لم يكن الا ديكورا باهتا،لكن الرجل لم يتخل عن مصداقيته،و سمى الاشياء بمسمياتها.وبد الاعتقالات التي طالت كثيرا من المعارضين.أمر النظام بجلب الفنانين لمناقشة أوضاع البلاد،وأنا أجزم من هنا أن كثيرا من الفنانين،لبى الدعوة مرغما خوفا من انتقام لا يعرف شكله ولا مداه.فالفنان الحقيقي لايقف أبدا مع الظلم ومع القمع ومع الاستبداد.ولا يعقل أن تكون كل تلك الكوكبة من الفنانين من عديمي الأخلاق ومن حثالة الفنانين.والا فان شيئا خطيرا وقع في تقييمنا للجمال وللجمالية،للفن وللفنية.
لكن الطريف في الأمر أن يندد النظام السوري بقتل اسرائيل لأربعة سوريين بينما هو قتل أكثر من 800 سوري.وهذا رقم موثوق به،والا فان هناك من يقول أن الرقم تجاوز الألف.هل رأيتم كم الأمطار تكشف زيف المساحيق.؟؟
ساحة النقاش