لما كانت المنظمة معنية أساساً ببناء البشر و تحسين ظروف الإنسان ، فإنها تكون منظمة أخلاقية بالضرورة ، لأنها تعنى بالبناء التنظيمي و الخلقي للموظف ، و عليها بالتالي أن تحرص على تنمية بيئة أخلاقية فى التنظيم و إلا عجزت عن النهوض برسالتها ، فلا انفصال بين تحقيق رسالة المنظمة و بين التزامها بالأخلاق، و لا يتصور منطقياً الزعم بأن المنظمة نجحت فى تحقيق رغبات المستثمرين أو العملاء فى حين أن سلوكياتها و سلوكيات أعضائها غير متمشية مع الأخلاق .
– ما مواصفات البيئة الأخلاقية فى بالمنظمة ؟
- أول المواصفات هي الوعي الخلقي:
فمدراء المنظمة ( و جميع العاملين ) يجب أن يدركوا تماماً المترتبات الأخلاقية لسياساتهم و أفعالهم و لسياسات و أفعال المنظمة أيضاً . يجب أن يدركوا الأثر الأخلاقي لسياسة بالمنظمة بشأن عدالة التحفيز والمرتبات والترقيات ، فلو حدث مثلاً أن صاحب حق فى (الترقيات لم يرقى) تكون هناك آثار أخلاقية كبيرة تتجاوز حالة الموظف الذي لم يحصل على الترقية ، و تمتد إلى كل الموظفين ، و ربما إلى المجتمع الواسع خارج بالمنظمة .
و لو حدث أن عناصر تقيم الاداء لم تكن موضوعية فإن الأثر الخلقي يتجاوز حدود الموظف المستفيد أو المتضرر إلى نطاق أوسع بكثير و يشمل الثقة و المصداقية و الإحساس بالعدل و الاحترام ، الخ .
المهم أن نعى أن سياســــاتنا و تصرفاتنا لها آثار أخلاقية واسعة ، و أن هذه الآثار تتجاوز الحالة التي نتعامل معها ، و الوقت الذي نتعامل فيه .
- و ثاني المواصفات تحمل المدراء لمسئولياتهم الأخلاقية :
و المقصود هنا ألا نكتفي بتحقيق الوعي الأخلاقي ، و إنما أن ننتقل إلى الالتزام الأخلاقي ليس فقط على مستوى المدراء و الفرد و إنما على مستوى المنظمة فيتقبل الرئيس و يتحمل المسئولية بشأن أخلاقياته هو كفرد و بشأن أخلاقيات المنظمة ككل .
دعواتي للجميع بمنظمات احترافية تعي قيمة الاخلاق...