جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الإسلاميون الجدد .. خسروا كثيرا من شعبيتهم في الفترة الأخيرة نتيجة التشدد الواضح وعدم درايتهم بأمور السياسة والصراع الغير معلن فيما بينهم ، والآن وبعد خوض عمر سليمان انتخابات الرئاسة أصبح المصري أمام اختيارين ؛ مرشحي الفلول أو الإسلاميين ، والمشكلة أن الإسلاميين الجدد -في مجال السياسة- ربما يكونون أكثر خطرا إذا حكموا من فلول النظام السابق نتيجة خلافاتهم الداخلية وطريقتهم في تطبيق الشريعة .. كم ك...نت أتمني أن نتجمع علي انتخاب رجل واحد تتفق عليه معظم القوي .. يكون مصريا فقط .. ليس إخوانيا أو سلفيا أو ليبراليا .... الخ .. ولكن كيف وسنوات الجهل والتعصب التي قضيناها تحت جبروت النظام السابق تأبي أن تفارقنا بسرعة وتطل علينا كل يوم معلنة أنها باقية في ظل هذا التشتت وهذه الفرقة بين جميع طوائف الشعب وبخاصة الفرق الإسلامية .
لقد قدم هؤلاء الجدد الفرصة للفلول علي طبق من ذهب ، نتيجة تفرقهم .. وبعد فشل كل المحاولات لاختيار مرشح واحد منهم ، نتيجة التعصب والتعنت ، واعتناق كل منهم مناهج مغايرة للآخر .. نسوا مصر واللحظة الحرجة التي نعيشها وتفرغ كل فصيل لاظهار نفسه وشعبيته وحصد المكاسب والمؤيدين له علي حساب الفصيل الآخر .. وذهبت لمجلسي الشعب والشوري بعض الأشخاص التي لا تصلح لمراقبة قرية صغيرة ، فما بالك بمراقبة الحكومة وسن التشريعات وماكانت هذه الأشخاص لتذهب لولا ارتداؤها عباءة الدين أو علامة صلاة علي الجبين أو لحية توحي بالورع والتقوي أمام العامة الجاهل معظمها .. لقد كثر في الشهور الأخيرة الإخوان والأخوات وانتشر النقاب في شوارعنا ومدارسنا وأطلقت اللحي باختلاف أشكالها الإخوانية والسلفية والشبابية ! .. ولكن .. ماذا يجدي كل ذلك إن لم تكن هناك وحدة حقيقية ورؤية واضحة .. انتظروا الأيام المقبلة .. والتي ستسفر – في توقعاتي – عن اتحاد الفلول وتنازلهم لصالح عمر سليمان أو أي منهم ، بالإضافة لتأييد طبقات كثيرة في المجتمع ، وبخاصة التي تعارض التيارات الإسلامية ، إضافة إلي شرائح كبيرة من الأغلبية الصامتة التي اكتشفت مساؤي الإسلاميين الجدد وفشلهم في الفترة السابقة (رغم اقتناعي بأنهم لم يحصلوا علي الفرصة الكاملة ) ولكنهم وفي نفس الوقت ساعدت فئات منهم – بقصد أو بدون - في تشويه الإسلام المعتدل مما عمل علي إثارة مخاوف الناس من سيطرة الإسلاميين.. بالإضافة إلي أنهم لم يستثمروا الوقت .. والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ..... إلي اللقاء في الثورة المقبلة !