زمن الشطار
بقلم خالد السيد علي
أنا الموج الكدر،أنا النار، أنا العيار، أنا الرحى إذا استدار، أنا الذي أسست الشطارة وبوبت العيارة أنا فرعون أنا هامان أنا النمرود أنا الشيطان...الخ بهذه اللغة يفتخر أحمد بن على التميمي البغدادي في حكايته النادرة في التراث الشعبي العربي..
نجد أن بغداد بدأ يهدها الصراع المذهبي والعقائدي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي منذ أن أصبح خلفاء بن العباسي ألعوبة في يد أجناد الفرس والترك وقد أضحت مقدرات الدولة في أيديهم فعاثوا فسادا .. لا هم لهم إلا الظلم والتجديف والخساسة وقلة الدين وحب الفساد بدلاً من أن يكونوا "خلفاء الله على العباد" كما عبر عنهم أبي حيان التوحيدي.. فنجد انتشار غلاء القوت وعوز الطعام وتعذر الكسب وتهتك صاحب العيال... والعدو الخارجي على الأبواب..
نرى أن ظاهرة الشطار والعيارين تختفي وتظهر من حين لآخر.. تظهر في فترات تاريخية بعينها هي تلك التي تزامن مرحلتي التصدع والتفكك في حضارة ما.. فالشئ بالشئ يذكر فنستطيع أن نضع أيدينا على بوادر هذه الظاهرة في الحضارة الإسلامية منذ عهد الخليفة العباسي الثالث(158-169هجرياً).
والسؤال الذي يفرض نفسه ونحن على أعتاب صناعة حضارة جديدة يصنعها الشطار والعيارين المخبئون في رداء الدين.. هل هناك عودة للخلافة الإسلامية بالقوة الجبرية ولإغراض دنيوية.!!!؟
ساحة النقاش