تلقفته بحذر أدارت له نصف وجهها، وتصنعت عدم الاهتمام، وتركته يسلك مدارج الظنّ إلى مراتع الصبا .. قال مضيّعاً نصف روحه: جئت تقودني الذكريات. إنّ لي على كل ذرة رملٍ هنا قصة أو حكاية، لي هنا ضحكات كثيرة .. نزوات .. كبوات ..، لي باختصار أحلام طفولة. لم تعره انتباه، والذكريات نأت، حضنها الدافئ الذي حلم به، لم يجده، بيته صار ملكاً لغير أبيه، حقله لم يعد بلون أصابعه، رفقه الأمس ما عاد يعرفهم؛ سرقته المدينة؛ فعاد ليبتاع حلماً كئيباً، ويترك أسطورةً تتغذى بجدران ذكرىً عتيقة..
المصدر: خالد الحيمي
التحميلات المرفقة
نشرت فى 1 نوفمبر 2013
بواسطة kh-haimi