مقومات الكتابة وأسسها
1.تنمية الرصيد المعرفي أو الفكري بالطرق والأساليب المختلفة ومن خلال كل المصادر المتوفرة . والرصيد المعرفي أو الفكري هو : مجموع المعلومات والخبرات والتجارب والمشاعر التي يتعلمها أو يكتسبها الفرد في حياته من مصادرها المختلفة وتتشكل منها ثقافته ويحتاج أو يرغب في التعبير عنها وإيصالها إلى الآخرين . ومن أهم مصادر الرصيد المعرفي
أ ـــ الاختلاط بالآخرين وتبادل المعلومات والخبرات معهم . ويبدأ هؤلاء الآخرون من أفراد الأسرة إلى جميع أفراد المجتمع بمختلف طبقاته . وتعتمد ثقافة الفرد ومعارفه المكتسبة من هذا المصدر في العادة على مدى اختلاطه بالآخرين ومرونته في التعامل معهم ، ثم على طموحه وقدرته الذهنية على الاكتساب والتعلم منهم وعلى أهداف الاختلاط عامة ، وعلى نوعية الذين يتم الاختلاط بهم والتعامل معهم ، وعلى توجهات هؤلاء ومستوياتهم العلمية أو المعرفية ، هذا إلى جانب قدراتهم الطبيعية على التوصيل والتوجيه والتأثير والعطاء وإرادة الفرد المختلط نفسه واستعداده للاستجابة
ب ـــ مشاهدة المعالم والأشياء في الطبيعة والتعرف عليها وملاحظة مجرياتها وتفاعلاتها في الحياة .حيث الطبيعة هي المعلم الأول كما يقولون ، فمن خلال المشاهدة للأشياء ومواجهتها يتم التعرف على طبيعة تكوينها وطبيعة العلاقات بينها والنتائج المترتبة على هذه العلاقات. ثم التعرف على طرق التعامل معها أو الاستفادة منها وتسخيرها لتحقيق أغراض الحياة ومصالح العيش. وهكذا تتكون الخبرات عنها وتتزايد وتتطور مع مرور الزمن وتواتر المشاهدات وتنوعها، ويعتمد في الاستفادة من الخبرات والمعارف المكتسبة عن طريق المشاهدة وفي تحويلها إلى عناصر إيجابية مؤثرة فاعلة في بلورة الذهن وتطويره وتمكينه من العطاء المثمر على قدرات المشاهد العقلية وإمكانياته الذهنية والشعورية، أي على قدرته على التمييز والربط الذهني وعلى التفكير والتحليل والاستنتاج والالتقاط والتحسس المستمر لما حوله .
ج ـــ التلقي من وسائل التثقيف والإعلام بمختلف أشكالها، كالتلفاز والمذياع وبرامج الحاسب الآلي ...
ويتوقف مقدار الاستفادة من هذه الوسائل على مدى استعمالها ومدى التفاعل معها والتأثر بها . والاستجابة لها ، ثم على مقدار ونوعية ما تبثه أو تحمله إلى المتلقين المستفيدين منها ومدى ارتباطه بالحياة والفكر وقابليته للتحول إلى عناصر فاعلة في فكر المتلقي حافزه له على الإنجاز والعطاء .
د ـــ القراءة ، بمختلف أشكالها ومستوياتها. وتعد أهم مصدر لثقافة الفرد، وتشمل قراءة الكتب
والمجلات والدوريات العلمية والموسوعات بكل مجالاتها المعرفية وكل ما ينقل منها أو من غيرها عبر شبكات الانترنت وبرامج الحاسب الآلي .
و تتصف المواد المقروءة عادة بسعة المعارف المكتسبة منها وبتنوع هذه المعارف وإمكانية الاختيار منها بحسب الرغبة والميل أو المستوى ، كما تتميز بعدم ارتباطها بحدود مكانية أو زمانية معينة. وتتوقف الاستفادة من القراءة في العادة على مدى إتقانها أو المهارة في ممارستها. ثم على مقدارها وطريقة أدائها، وأخيراً على البراعة في اختيار النافع منها أو توفر التوجيه الصحيح لهذا الاختيار .
2. تنمية الرصيد اللغوي بالطرق والأساليب المختلفة ومن خلال كل المصادر المتوفرة أيضاً.. والرصيد اللغوي يشمل الرصيد اللغوي العام المكون من كل ما يصلح للعصر ويتناسب مع ظروفه ومتطلباته من ألفاظ اللغة العامة وصيغها وتراكيبها ، والرصيد اللغوي الخاص المكون من المصطلحات والتعبيرات الاصطلاحية العلمية والفنية ، والتي يلزم المتخصص في علم أو مجال معرفي معين الإلمام بها
ومصادر الرصيد اللغوي هي مصادر الرصيد المعرفي أو معظمها. والتي من أهمها الاختلاط بالناس ومعاشرتهم ضمن الأسرة ثم المدرسة ثم المجتمع كله بنحو عام . هذا بالإضافة إلى القراءة بكل أشكالها وأنواعها ومصادرها ولاسيما الأدبية منها . وبالإضافة إلى وسائل الإعلام على اختلاف أجهزتها .
ساحة النقاش