الكرنك هو أعظم معابد الدنيا! وكيف لا يكون كذلك وأعمال التشييد فيه لم تنقطع على مدى أكثر من ألفى سنة! إنه موقع متشعب ومعقد، وبه ثروة أثرية ضخمة…
بدأ إنشاء المعبد أيام الدولة الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م)، ولم يكن المعبد وقتها على هذا المستوى من الفخامة .. وفى عهد الدولة الحديثة التى ينتمى إليها الملك "توت عنخ آمون" والملك "رمسيس الثانى"، أقيم على أنقاض هذا المعبد، معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة. وكان كل ملك يُضيف جديداً إلى المعبد .. وذلك تقرباً إلى الآلهة، ورغبة فى الخلود، والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.
وللأسف الشديد حدث تخريب كبير فى المعبد أكثر من مرة. وكانت آخر مظاهر هذا التخريب حينما كان الفلاحون يدخلون للحصول على السباخ والأتربة القديمة لتسميد أراضيهم. وقاموا أثناء ذلك بتخريب الآثار والشواهد الأثرية.
ولما جاء العالم الفرنسى "شامبليون" إلى مصر، قام هو وغيره بتحذير محمد على باشا، حتى أصدر مرسوماً (أمراً) لحماية الآثار القديمة وذلك فى سنة 1835. ولكن مرة أخرى للأسف الشديد، استمر استخدام بعض صروح المعبد كمحاجر لتكسير الحجر وبيعه.
ويجب أن لا ننسى فضل هؤلاء العلماء مثل "شامبليون" فى الحفاظ على آثارنا العظيمة، ولكن فى الوقت نفسه لا ننسى هؤلاء اللصوص الذين سرقوا ونقلوا آثاراً عديدة إلى الخارج .. منها مسلة الأقصر التى نقلوها إلى باريس (وإن كنا نعتز بوجودها فى فرنسا الآن لتكون شاهدة على عظمة الأجداد الفراعنة فى باريس عاصمة النور)، و"حجرة الأجداد" التى نقلوها إلى متحف "اللوفر" بباريس فى عام 1834، وغيرها الكثير ..
ولحسن الحظ تم أخيراً إنشاء مصلحة الآثار المصرية فى عام 1858، وبعدها بدأ العالم الفرنسى "ماريت باشا" عمله فى المتحف المصرى الشهير بـ"الأنتكخانة".
ساحة النقاش