علَّمَنِي صَمْتِي

أن ليس كل من يضحك مع الناس مسروراً

إن الشجرة مهما تعرَّضت للموت لعدم وصول الماء إليها

فإن أغصانها تبقى شامخة عالية

يقول المثل ( ناظر شموخ المجد تعرف عِزَّتِي )

علَّمَنِي صَمْتِي
إن الإنعزال عن الناس .. عذابٌ مُمتع

أن لا أجرح مشاعر الآخرين .. لأن الإنسان يشبه الصورة

تماماً إذا مزَّقْتَها يَصْعُبُ جمعها

إن التفكير الذي لا ينتهي .. يجعلني أصِل إلى ما أود الوصول إليه

عَلَّمَنِي صَمْتِي
أن أصمُت والنَّاس يتحدَّثُون .. ولا أتدخَّل بينهم فالصمت من

ذهب

أن أتحمَّل مايأتي من الصَّديق والجار والآخرين .. ربما ما بدر

منهم بسبب القهر والغضب

ويجب أن أُسامح من ظلمني كما قال الإمام الشَّافِعي قصيدته :

( وكُن رجُلاً عَلى الأَهْوَالِ جَلْداً وشِيْمَتُكَ السَّمَاحَةُ والوَفَاءُ )

عَلَّمِنِي صَمْتِي
إن الحُب أراه في العيون والقلوب .. وليس في الحياة بالألسُن

أو بالحركات

أن أكون فخوراً دائماً بكُلِّ أفراد عائلتي

وأن أكون على ثقة وأمل بروعة وجودهم في الحياة

أن لا أظلم أحداً .. بل أكون عادلاً ولا أميل لأحدٍ

عَلَّمَنِي صَمْتِي
أن أكون دائماً متواضعا ولست متكبِّراً

أن لا أُهدي قلبي لمن لا يستحقه

إن المشاعر والأحاسيس هي من أجمل صفات الإنسان

عَلَّمِنِي صَمْتَي
أن أُسَاعِدْ من يحتاجني .. لكسب إحترامه ومودَّته ورضى الله

وأن أفرض على الجميع إحترامي

أن أكون عضواً فعَّالاً في المجتمع .. حتى أقوم بدوري على

أكمل وجه

إن كل شخص له طابعٌ خاصْ يختلف تماماً عن طِبآع الآخرين

وأنَّ طبعي هو عِزَّة نفسي وكِبْرِياؤها

علَّمني صمتي
إن الثقة بالنفس تجعلنى دائماً في علوٍّ ورفعة ... ولا تجعلنى

فى أدنى المستويات

أن أحترام الغير ليس خوفاً منهم والميل للمصلحة .. لا ..
إنما لكسب إحترامهم لي أيضاً

عَلَّمَنِي صَمْتِي
أن أكتشف الآخرين قبل أن يكتشفوا من أنا .. وماهي كينونتي

إن الصمت أحياناً لفئة من الناس رحمةً لهم .. قبل أن يكون

رحمةً لنا

فصدقاً .. إذا كان الكلام من فضة .. فالصمت من أغلى أنواع

الذهب

عَلَّمِنِي صمتي

أن أضع بعض الناس تحت المِجهَر .. ومعرفة من الذي

يستحق

ومن لا يستحق أن أعطيه من وقتي .. للحوار والنقاش الهادف

فهذا ليس غروراً .. إنما إختصاراً للوقت