هل تحل أزمة إسكان الشباب؟ المهندس إبراهيم رأفت: المباني الخشبية أرخص وتستغني عن الحديد والأسمنت الخبراء: غير آمنة والخشب تكلفته مرتفعة تقدمها : جمالات يونس تامر المغربي جاء يعرض فكرة العودة لاستخدام الخشب في بناء المنازل والاستفادة من التقنيات الحديثة التي دخلت علي تلك الصناعة لإكسابها الجرأة وإقناع المجتمع بكافة طبقاته بها كبديل لمواد البناء التقليدية التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها في السنوات الأخيرة. في البداية يقول المهندس رأفت إبراهيم إنه سافر إلي أمريكا منذ 25 عاماً ودرس هناك تكنولوجيا البناء بواسطة الخشب وتعرف علي الإمكانيات الهائلة المستخدمة في تطويع الخشب لبناء المنازل من طابق واحد لأربع طوابق دون الاستعانة بالخرسانة المسلحة عالية التكاليف وذلك مراعاة لظروف محدودي الدخل. وأضاف انه بعد عودته للقاهرة قرر نقل خبراته للعاملين في هذا القطاع للاستفادة به في مشروع "ابني بيتك" لإسكان الشباب في المدن الجديدة مشيراً إلي انه قام بالفعل ببناء أول منزل خشبي في مدينة 6 أكتوبر علي مساحة 240 متراً بارتفاع 4 طوابق بتكلفة قدرها 750 جنيهاً للمتر المسطح واستمر ذلك 3 أشهر. وأشار إلي أن خطوات إنشاء المنزل بدأت بحفر الأساس لعمل سمك خرساني لا يتجاوز عرضه 50,سم بارتفاع 60, سم وهو الجزء الوحيد المستخدم فيه الخرسانة ثم بناء حوائط البدروم من الطوب وإذا كان المنزل بدون بدروم فلا توجد ضرورة لاستخدام الطوب وسيتم بناء شاسية خشبي للحوائط يتم تجليدها من الخارج بألواح خشب الكونتر سمك 18 مليمتر. وأشار إلي أنه يتم أيضاً تجليد السقف بالكونتر ليكون أرضية الطابق الذي يليه وبعدها يتم تركيب كابلات الكهرباء ومواسير المياه والصرف الصحي في الحمامات والمطابخ ثم يتم تجليد الحوائط والسقف من الداخل بألواح "الجيسون بورد" والأرضيات بخشب الباركيه والأسطح الخارجية يتم كسوتها بمادة هلامية سريعة الجفاف ضد الرطوبة والحرارة. ونفي المهندس رأفت المزاعم المثارة حول عدم ملائمة أعمال الكهرباء والسباكة في المنازل الخشبية مشيراً إلي أن أعمال السباكة تتم بالكود العالمي الذي يتمني أن يعمل به في مصر سواء في البناء الخرساني أو الخشبي لأن هذا الكود يقضي علي أي احتمال تسريب للروائح الكريهة والحشرات علاوة علي سهولة الصيانة وأعمال الصيانة الخاصة بالكهرباء آمنة تماماً بالكود الخاص بها الذي يمنع انتقال الماس الكهربائي إلي اللوحة الرئيسية ويتوقف عند أقرب نقطة كهرباء كما يمكن تركيب نظام ذاتي لإطفاء الحرائق حيث تمتاز ألواح "جيبسون بورد" بمقاومة الاشتعال. وأكد أن التكلفة لا تتعدي ثلث تكلفة البناء الخرساني وانه لابد من وجود تجاوب من وزارة الإسكان مثلما فعلت وزارة الصحة وأعلنت عن رغبتها في إنشاء نقاط اسعاف علي الطرق السريعة بنفس الطريقة مشيراً إلي استعداده لتدريب المستفيدين من مشروع "ابني بيتك" علي إنشاء المنزل الخشبي بأيديهم. وبعد عرض هذه الفكرة علي الخبراء وأساتذة الجامعات أكد د. ماهر عبدالوهاب عميد هندسة المنيا ان هذه الفكرة ممتازة لأنها أرخص وأفضل وأسرع مشيراً إلي أن المعماري المعروف حسن فتحي هو أول من أطلق هذه الدعوة للتخلي عن استخدام مواد البناء التقليدية واستبدالها بالخشب لأنه مادة سهلة التطويع. إلا أن د. محمد البارملجي أستاذ العمارة هندسة القاهرة يري أن تكلفة البناء بالخشب تقارب نفس التكلفة بالخامات التقليدية وبالتالي فالفكرة ليست مجدية ومن الصعب اقناع المستخدمين بها. ويشير د. أمين مبارك بهندسة القاهرة إلي أن الفكرة عملية جداً ولكنها تصلح أكثر في الدول التي تتوافر فيها الغابات بكثرة ولكن في مصر ستكون التكلفة مضاعفة بسبب النقل والجمارك. بالإضافة إلي أن الخشب سريع الاشتعال وغير آمن. وعندما استطلعنا آراء بعض المستفيدين من مشروع "ابني بيتك" قال خالد معارك تنفيذ هذه الفكرة يحتاج لخبرة كبيرة ليست متوافرة الآن في أسواق العمالة المحلية رغم انها قد تكون مجدية جداً من الناحية المادية. وأوضح محمد عبدالعليم أن هذه الفكرة رائعة وستوفر الكثير من الوقت والجهد والمال ولكنها لن تحقق عوامل الأمان فالأخشاب مادة عضوية وقد تتعرض للفطريات والتسوس. وأكد خالد محمد أن تقديرات التكلفة ستكون أعلي من التكلفة العادية أو قد تكون متقاربة بالإضافة إلي أن الخشب قابل للاحتراق وسريع الاشتعال مما قد ينتج عنه كارثة في أي لحظة. <!-- / message --> |
|
| <!-- controls --> |
ساحة النقاش