استمد البدو عاداتهم وتقاليدهم وخصالهم من البيئة والظروف المحيطة بهم. ومن أهم هذه الخصال هي الشجاعة والكرم، فطبيعة الصحراء الشاسعة القاحلة، وما تكبده المسافر في رحلاته الطويلة وما يستدعيه ذلك من حمل ما يلزمه من الطعام والمياه، خاصة إذا كان ترحاله بدون راحلة مما يضطره إلى ارتياد أي نجع من النجوع، عند نفاد الطعام أو الماء، فيحل عليهم ضيفاً، حيث يستقبلونه بكل الترحاب إذ الكرم هو شيمة البدو. وهم يقولون عن الكرم أنه "شئ هين، وجه بشوش، وسؤال لين".
إكرام الضيف (قرى الضيف)
يشتهر البدو بالكرم شأنهم في ذلك شأن باقي أهل البادية. وهم يتنافسون ويتسابقون في إكرام الضيف إذا حل بمجلسهم. وقد تصل المنافسة إلى حد المشاجرة الكلامية للفوز بإقراء الضيف.
وقد يصل بهم الأمر إلى حد اللجوء إلى "قاضي المجلس" وهو عادة ما يكون آخر من قام بإقراء الضيف السابق. فإذا حل بمجلسهم ضيف يقدمون إليه القهوة واللبن أولاً ثم يلي ذلك تقديم الطعام. وتتناوب الخيام تقديم الطعام بعد ذلك كل في دوره حسب ترتيب البيوت. وإذا حدث أن كان رب البيت غائباً حينئذ تنوب عنه زوجته في تقديم واجب الضيافة.
ويقيم الضيف طوال فترة تواجده في مجلس القبيلة أو العائلة المعد خصيصاً لذلك.
قص الأثر
يشتهر البدو بقدرتهم الفائقة على قص الأثر، كما هو شأن أهل البادية. وهم يجيدون قص الأثر سواء كان لرجل أو امرأة أو الأبل. ومنهم من ذاعت شهرته، فيتم اللجوء إليه في الحالات المُلحة وبعضهم يتمكن بسهولة من تمييز ما يستدل من الأثر، وهل كان يحمل شيئاً ثقيلاً أم خفيفاً أو لا يحمل شئ على الإطلاق، وإذا كانت المرأة حاملاً أم غير حامل..الخ. كما يستطيع العديد من أبناء سيناء اقتفاء أثر الحيوانات الضالة حتى يتمكنوا من العثور عليها، وقد ساعدت هذه المهارات في منع السرقات واستتباب الأمن.
الصيد
يعتبر الصيد من الهوايات المنتشرة في سيناء. فمعظم أهل البادية مغرمون بالصيد، وهم يخرجون في رحلات صيد قد تطول لعدة أيام يتوغلون فيها في جوف الصحراء، وبعضهم له مهارات فائقة في صيد الغزلان والأرانب البرية وطيور الحباري والسمان الذي يتوافد في فصل الخريف.
الختان عند البدو
يختن البدو أولادهم ذكوراً وإناثاً، فيتم ختان الذكور من سن 6 إلى 12 سنة، والإناث من 8 إلى 10 سنوات، ويكون ختان الإناث حسب السنة، ويقوم بتلك العملية أمهاتهن أو قريباتهن أو النساء الماهرات في هذه المهنة، ويتم ذلك في هدوء وبدون احتفال. بعكس ختان الذكور الذي يتم في احتفال كبير.
وعادة ما يتم ختان مجموعة من الصبية في وقت واحد، وتعد لذلك خيمة كبيرة يطلق "خيمة الطهور" ويعلق عليها راية بيضاء. وتتم هذه العملية عند الظهر.
الزواج والطلاق عند البدو
يفضل البدو الزواج المبكر، وعادة ما يتم الزواج من الأقارب.
وأقرب قريبات الرجل التي يحل له الزواج منها هي ابنة عمه أو إحدى فتيات القبيلة، وإذا رغب في غير ذلك فيتخير فتاته من الأنساب الكبيرة.
الخطبة
يخطب الرجل الفتاة من أبيها أو وليها رأساً وبلا وساطة.
فيذهب ومعه والده أو شقيقه الأكبر. وإذا كانت الفتاة بكراً لا يؤخذ رأيها، ويكتفي برأي الوالد أو الوالي. أما إذا كانت ثيباً فلا بد من سؤالها وأخذ رأيها ورضاها بالزواج ممن تقدم لها.
القصلة
إذا وافق والد الفتاة أو وليها على الخطبة، أخذ عصا خضراء وناولها إلى الخاطب، وقال له "هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله، إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شئ نفسها فيه وأنت تقدر عليه" فيتناول الخاطب القصلة ويقول: "قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله".
أفراح البدو وسهراتهم
أعتاد البدو إقامة الأفراح في مناسبات الزواج وختان الذكور وفي بعض المناسبات السعيدة الأخرى كعودة الحاج من الأراضي المقدسة بعد أداء الفريضة، أو في حالة الإفراج عن سجين أو إطلاق سراح معتقل أو "السبوع" للمولود الذكر فقط. وفي هذه المناسبات يتم الرقص والغناء والقاء الأشعار. ومن أهم احتفالات البدوهي"الدحية" فهي أحب تسلية للبدو في سهراتهم وفيها يقف المنشدون (المطربون) صفاً واحداً وبينهم يقف شاعر أو أكثر ويعرف "بالبداع" يرتجل الشعر. وترقص أمامهم فتاة بالسيف وتسمى "الحاشية".
ويبدأ المغنون بقولهم: "الدحية، الدحية" ويكررونها مراراً وهم يصفقون بأيديهم ويهزون رؤوسهم، ثم يبدأ "البداع" في إلقاء الشعر، ويردد الحاضرون خلفه ما يقول، ويتقدمون نحو الراقصة "الحاشية" وهي تتراجع إلى الخلف. ثم يجلسون القرفصاء وكذلك تفعل الراقصة، ويغنون لفترة ثم يعودون للرقص مرة أخرى وهكذا.
وهناك نوع آخر من السهرات يسمى "السامر" وهو نوعان:
أ. الرّزعة
وتتكون من فريقين من الرجال، أمام كل فريق راقصة وبداع حيث ينشد البداع ويرد عليه الرجال. ثم يبدأ بداع الفريق الآخر في الإنشاد، ثم يرد عليه الرجال مثل ما يفعلون في "الدحية" وهكذا إلى أن ينتهي الحفل.
ب. الخوجار
وهذا النوع من السهرات تشترك فيه النساء مع الرجال في الرقص والإنشاد حيث تقف النساء بين صفي الرجال وتغنين وهن واقفات في أماكنهن.
الأحلاف والقلائد
كل قبيلة من القبائل مرتبطة "بحلف" أو "قلد" مع سائر القبائل الأخرى."والحلف" هو معاهدة دفاعية وهجومية.
أما "القلد" فهو معاهدة سليمة لمنع الحرب أو الغزو وحفظ السلام بين القبائل. ولكل قبيلة شخص يطلق عليه "حسيب" لحفظ عهودها مع القبائل الأخرى ويعرف "بالعقيد" أو "نقال الأقلاد" أو "نقال العلوم".
وعند عقد "حلف" أو "قلد" بين قبيلة وأخرى يجتمع "حسيبا" القبيلتين وكبارهما في بيت طرف ثالث، ويضع حسيب القبيلة الأولى يده في يد حسيب القبيلة الثانية، ويقسم كل منهما قسم الحلف أو القلد.
حفظ الأنساب والعصبية عند البدو
يتفاخر أهل البدو في مصر، شأنهم في ذلك شأن سائر العرب، بأنسابهم، ويبالغون في استقصائها حتى يردوها إلى الآباء الأولين.
فإن علم النسب في قبائل العرب من العلوم الشهيرة التي لها منزلة رفيعة وقدر كبير من الأهمية بالنسبة لباقي العلوم. وقد كان سيدنا أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، من علماء الأنساب.
وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، يتفاخر بنسبه الشريف.
فيقول عن نفسه: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم، وهو بذلك يوضح أنه من "كنانة" وفرعة "قريش" التي تناسلت منه. كما قال أيضا عن نفسه صلوات الله وسلامه عليه أنا سيد ولد آدم ولا فخر.
وتبدأ العصبية عند البدو من "العائلة" التي تتكون من الأب والأم والأبناء والزوجة والأخوة، ثم تلي ذلك "الفصيلة" التي تتكون من عدة عائلات. ويقال إن الفصيلة هي "العشيرة" وهي رهط الرجل الأقربون التي تمنعه من الناس وتحميه ويكون أكثر التصاقاً بها وارتباطاً معها، ويقول الله تعالى: وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ .
ومن الفصائل تتكون "الأفخاذ"، ومن الأفخاذ تتكون "البطون"، ومن البطون تتألف "العمارة"، ومن العمارة تتألف "القبيلة"، وقد سميت "قبيلة" لتقابل الأنساب فيها، ومن القبائل تتكون"الشُعب"، وهو النسب الأبعد، كعدنان وقحطان، وجمع شُعب "شُعوب"، وبقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
فيتسلسل النسب كالأتي:
الشُعوب، القبائل، العمارة، البطون، الأفخاذ، الفصيلة (العشيرة)، العائلة.
العَطْوة (الهدنة)
إذا نشب نزاع مسلح بين القبائل واستمر لفترة طويلة. يمكن أن يطلب أحد الفريقين "هدنة" من القتال، ويطلقون عليها "العَطْوة" وتتراوح مدتها بين 3 أيام إلى سنة وشهرين. ويتم عقد اتفاق هذه الهدنة بحضور مشايخ القبائل المتنازعة والقبائل الأخرى والقضاة. ويمكن أن يعود الفريقان إلى القتال مرة أخرى بعد انتهاء العَطْوة. ولكن إذا حدث أن نقض أحد الفريقين الاتفاق أثناء الهدنة وشن عدواناً على الآخر، اقتص منه القضاء ضعفين.
وإذا أرادت القبيلتان الصلح، اجتمع "حسيبهما" ومشايخ القبائل وكبارها، وتم دفع التعويضات الناجمة عن القتال، وتكون كالأتي:
القتيل الرجل، المعروف قاتله، ديته مائة بعير ويقدر ثمنها.
الرجل القتيل الغير المعروف قاتله، يهدر دمه.
المال المنهوب لا يرد لأي من الطرفين.
بعد ذلك يعقد الصلح "بحلف" أو "قلد" كما سبق ذكره.
إذا ضعفت قبيلة من القبائل، كبيرة كانت أم صغيرة، بعد حرب أو نزاع مع قبيلة أخرى، فيمكنها أن تنضم إلى قبيلة أخرى "بالأخوة" للمحافظة على كيانها. وحينئذ يجتمع شيخ القبيلة اللاجئة مع شيخ القبيلة التي لجأ إليها في مجلس خاص. ويقول له "ولاء الأخوة" ونصه: " أنا طالع معك، وأخوك من كتاب الله العزيز. دمي يسد عن دمك، ورجالي تسد عن رجالك، ومالي يسد عن مالك، وأبني يسد محل ابنك، وبنتي تسد محل بنتك، أطرد مطرودك، وأشرد مشرودك، في الخير إخوان، وعلى الشرأعوان، عهد الله بيننا، والقلب صافي. فهل قبلتني؟"، فيقول له شيخ القبيلة الأخرى: "قبلتك على الرحب والسعة". وعندئذ تصبح القبيلتان وكأنهما قبيلة واحدة، حروبهم واحدة، وقولهم واحد ورأيهم واحد وشيخهم واحد. ويعرف ذلك عندهم "بالطلوع".!
وهناك قبائل كثيرة في سيناء بينها "طلوع وأخوة" وفي بعض الأحيان يحدث "طلوع" داخل القبيلة الواحدة، أي انتقال بعض عائلات من البدو من شياخة "فخذ" إلى شياخة "فخذ" آخر من نفس القبيلة.
الطنَب (طلب الجوار)
في حالة حدوث نزاع بين شيخ القبيلة وجماعة من رجاله نتيجة خلاف في الرأي أو المشورة، فخرجوا عن الولاء له وكان لديهم القدرة على مقاومته، فإنهم يقاومونه وإلا "طنبوا" على شيخ قبيلة أخرى أي (لجأوا إليه) ونصبوا خيامهم بجوار خيامه، وطلبوا أن ينصفهم، ويأخذ لهم حقهم من شيخهم. وفي أغلب الأحيان يرحب بهم شيخ القبيلة الأخرى، ويقبل إقامتهم بجواره ويذبح لهم الذبائح، ثم يرافقهم إلى شيخ قبيلتهم ويوفق بينهم، ويعرف ذلك عندهم "بالطنب" أو "طلب الجوار" أو "الحماية" ويسمى المستجير "طنيب".
وقبول الجوار أو الحماية يرجع إلى شهامة أهل البادية وكُبرائها. وهذا الإجراء معروف في جميع البوادي ومنذ ظهور الإسلام.
الوثاقة (الرهائن)
هي عادة قديمة عند أهل البادية، وهي بالنسبة لهم شريعة وقانون. وهي أن يقوم شخص بالاستيلاء على أبل شخص آخر كرهن. في مقابل الحصول على حقه من هذا الشخص الذي يماطله في السداد.
فإذا أدعى رجل على آخر بحق ولم يذعن المدعي عليه لهذا الحق، ولم يطلب قاضياً للفصل في الدعوى. أشهد عليه بذلك وأصبح من حقه أن يأخذ الوثاقة من أبل الشخص الآخر أو من أبل قبيلته.
وإذا كان الخصم من قبيلته، أشهد عليه بذلك أربعة مرات متوالية في أربعة جلسات قبل أن يشرع في أخذ "الوثاقة".
وشروط صحة الوثاقة أن توضع الأبل الموثوقة في بيت رجل معروف، ويقول له: إني أضع هذه الوثاقة عندك حتى يفصل في الموضوع.
وإذا أدرك صاحب الأبل الموثوقة أبله قبل إدخالها في بيت الرجل المندوب، قاتل أحدهما الآخر. ومعظم مشاكل البدو تحدث نتيجة لهذه الوثاقة
التبييض والتسويد
التبييض هو رفع راية بيضاء على مصدر ماء شهير أو بالقرب منه أو على درب من الدروب اعترافاً بجميل شخص معين. فهو كالرجم. إلا أن الرجم من الحجارة، بينما التبييض يكون من القماش.
أما التسويد وهو عكس التبييض، فهو رفع راية سوداء على ماء شهير، أو درب معروف تشهيراً بشخص ما لارتكابه عملاً قبيحاً، أو تقصيره في الوفاء بدين. فإذا كفل رجل آخر في سداد دين لشخص ثالث، ولم يف بكفالته نشر المكفول له عباءته السوداء على الملأ، وقال: "هذه راية فلان، وقد نكث بعهده وقصر في كفالته. ونحو ذلك من العبارات التي تندد بالكفيل، وتشوه صورته.
رمي الوجه
هو الاستنجاد برجل من الوجهاء أو الشيوخ لمنع شر أو درء خطر أو خصومة بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى. فإذا هب رجلان أو قبيلتان للقتال وقال أحد الحضور "رميت وجهي، أو وجه فلان، بينكما" كف الفريقان عن القتال فوراً.
لأن للوجه حرمة كبيرة عند عربنا. فإذا استمر الفريقان أو الشخصان في القتال بعد "رمي الوجه" قال صاحب الوجه "فلان قطع وجهي" ودعاه إلى "المنشد" (القاضي). فإذا رفض، أشهد عليه أربعة شهود، وشرع في أخذ "الوثاقة" من أبله حتى يقبل الذهاب إلى "المنشد". ولابد للمنشد في هذه الحالة من فرض عقوبة على "قاطع الوجه".
وتختلف هذه العقوبة حسب درجة ومكانة الشخص المقطوع وجهه.
الجاهة
في بعض الأحيان يحكم القاضي العرفي بمبالغ كبيرة جداً في قضايا القتل أو العرض أو أي قضية أخرى مثل "قطع الوجه". رمي الوجه..الخ. وقد يصل المبلغ المحكوم به لصالح الشخص الآخر، إلى آلاف الجنيهات. وعادة لا يستطع المحكوم عليه تحمل كل هذه المبالغ. عندئذ تتحمل القبيلة كلها المبلغ بحيث يدفع كل فرد، ذكر، بالغ، نصيباً في "الغرم".
أما إذا استكثرت القبيلة المبلغ، أو لم يستطع أفرادها سداده، حينئذ يقوم زعماؤهم باصطحاب بعض زعماء القبائل الأخرى من غير أطراف النزاع، ويتوجهوا جميعاً إلى المقضي لصالحه طالبين منه تخفيض المبلغ. وهذا الوفد يسمى "وفد الجاهة".
وأحياناً ما يصطحب المحكوم عليه نساءه وأولاده، ويأخذ معه ذبيحة ودقيقاً، ويسترحمه طالباً تنازله عن الغرامة كلها أو جزء منها، ويعرف ذلك عند العرب "بالجاهة".
وغالباً ما يوافق صاحب الحق على التنازل عن الغرامة كلها، أو جزء منها كرماً منه وشهامة.
أما رفض التنازل عن الغرامة أمام "وفد الجاهة" أو صاحب الغرامة رغم استرحامه، يعتبر بين العرب بخيلاً عديم المروءة والشهامة.
والله لا يجعلنا منهم....
تقبلو تحياتي
المصدر: الهرش
نشرت فى 6 سبتمبر 2010
بواسطة kaled2010
عدد زيارات الموقع
15,573
ساحة النقاش