;
كتب المحرر السياسى
تبدأ بعد ساعات قليلة جمعة الرحيل كما أسمتها القوى الداعية لها، أو جمعة الانشقاق الكبير كما يبدو حالها، حيث أعلنت قوى سياسية عديدة عن دعوتها لمليونية يوم الجمعة في الرابع من مايو الجاري على خلفية الأحداث الواقعة في ميدان العباسية ومحيط وزاره الدفاع المصرية، إلا أن دعوتها جاءت لتحدد ميدان التحرير موقعًا لفاعليات المليونية الكبرى رافضة رفضًا قاطعًا أن تنظم أية فاعليات في موقع الاعتصام بالعباسية الذي شهد سقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى.
واحتل حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين صدارة القوى الداعية لمليونية التحرير في مواجهة القوى الثورية المعتصمة في محيط وزاره الدفاع، وكان القيادات الإخوانية قد صرحت على مدار اليومين السابقين بضرورة فض الاعتصام وعوده الثوار إلى ميدان التحرير على اعتباره ميدان الثورة المحقق للمطالب وجاءت الدعوة للمليونية حاملة أحداث العباسية وما شهدته من دماء مبررًا لها في ذات الوقت الذي ترفض فيه أن تكون الفاعليات بالأرض التي شهدت المجازر ضد الثوار.
إصابات في محيط وزارة الدفاع
كما أعلن ائتلاف شباب الثورة تأييده الكامل لاعتصام وزاره الدفاع إلا أنه أيضًا رفض المشاركة فيه داعيًا لمليونية ميدان التحرير، مشيرًا إلى أن الاعتصام لن يسفر إلا عن سقوط ضحايا دون أن يحقق أية نتائج على أرض الواقع، مطالبًا من كافة الحركات الشبابية والائتلافات الثورية المشاركة في فاعليات مليونية الرحيل بميدان التحرير وليس في محيط وزاره الدفاع.
وفي المقابل تؤكد كافة القوى السياسية المشاركة في اعتصام العباسية عن مقاطعتها لفاعليات ميدان التحرير معتبرة أن الدعوة إليها والمشاركة فيها إضعاف للمسيرة الثورية، وانشقاق في الصفوف التي يجب أن تتوحد لتحقيق باقي أهداف الثورة، واتهم البعض جماعه الإخوان المسلمين بالعودة من جديد إلى لغة الصفقات مع المجلس العسكري، وأن دعوتهم إلى فاعليات ميدان التحرير لا تهدف إلا إلى محاولة فض اعتصام العباسية، مع تشتيت للراغبين في المشاركة في الفاعليات الثورية، وذلك من أجل فك الضغط على المجلس العسكري من احتمالية أن تأتي المليونية أمام وزارة الدفاع فتكون الخطوة النهائية لإسقاطه.
وتأتي محاولة الإخوان المسلمين لتفريغ العباسية من القوى الثورية في الوقت الذي هدد فيه المجلس العسكري باستخدام القوة مع معتصمي العباسية حيث صرح قائلاً: "على من يقترب من المنشآت العسكرية أن يتحمل مسؤولية ما يفعل.
وكان معتصمو وزاره الدفاع المصرية قد أمضوا ليلة هادئة بعد أن عاشوا ليالي صاخبة امتزجت بلون الدماء وصعد فيها العديد من الأرواح تاركًا أجساد الشهداء على الأرض، وظل المعتصمون طيلة الليل في انتظار غارات الهجوم المعتادة دون أن تأتي، وظل الجميع في حالة استجمام بعيدًا عن الأجواء المشحونة بالقتال المستمر.
واستمر المعتصمون في ترديد الهتافات المعارضة لاستمرار حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للبلاد، مطالبين بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب من جانب الشعب، مع إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري، وإقالة حكومة الجنزوري وتشكيل حكومة وطنية ومحاكمة أعضاء المجلس العسكري عما اقترفوه من جرائم في البلاد طيلة فترة توليهم.
اعتصام وزاره الدفاع