كتب: عصام سلامة 

السبت, 21 أبريل 2012

امتلأ اليوم الجمعة ميدان التحرير عن بكرة أبيه بالعديد من القوى السياسية على مختلف مشاربها إضافة إلى الحركات الثورية والائتلافات الشبابية، تلبية للدعوة التي أطلقت منذ بدايات الشهر الجاري لمليونية "تقرير المصير"، والتي شهدت قبل انطلاقها خلافات بين الداعين لها بسبب إعلان التنظيمات الإسلامية عن مشاركتها، وهو ما أثار استياء البعض واتهموا الإسلاميين بإعادة محاولاتهم لركوب الثورة وامتطاء جوادها، ثم بيعها بعد تحقيق مكاسبهم الخاصة.

وكان وصول مجموعات "طلاب الشريعة" المناصرين لحازم صلاح أبو إسماعيل هو طليعة البداية لباقي القوى الإسلامية، حيث قاموا بنقل اعتصامهم من أمام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية منذ الساعات الأولى ليلة الجمعة، وشرعوا على الفور في نصب خيامهم بقلب الميدان رافعين لافتاتهم، محاولين فرض سيطرتهم على باقي المعتصمين والمشاركين في المليونية، ثم تلاهم عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذين افتتحوا وجودهم بنصب منصتهم في الموقع الرئيسي بالميدان.

 

 

 

 

 

 

 

 

وعقب صلاة الجمعة بدأت المسيرات الحاشدة تتوافد على قلب العاصمة في ميدان التحرير من مساجد عدة بالقاهرة الكبرى، أعادت إلى الأذهان من جديد الفاعليات الضخمة، ورفعت المسيرات لافتات تندد بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة القائم بإدارة شؤون البلاد، وتطالبه بسرعة تسليم السلطة، ورفع يده عن الأمور بالبلاد والعودة إلى ثكناته، مع محاكمته على جرائمه التي أوقعت الشهداء طيلة فترة تولية شؤون البلاد، مطالبين بالعودة والتكاتف من أجل تحقيق كافة أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 والعمل على إحباط محاولات إجهاضها.
كما اشتعلت الخلافات في بعض المسيرات بسبب إصرار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على أن تتصدر لافتاتها المسيرات وإخفاء لافتات القوى السياسية الأخرى عن الأعين، مما أدى إلى نشوب مشادات كلامية أدت في النهاية إلى الانسحاب في مسيرة مستقلة عن الإخوان مثلما حدث في مسيرة منطقة شبرا.


واستغلت جماعة الإخوان المسلمين سيطرتها على المنصة الرئيسية وأعلنت ما أسمته المطالب الرئيسية لمليونية تقرير المصير وهو الالتزام بالجدول الزمني لانتقال السلطة التنفيذية لرئيس منتخب في موعد أقصاه 30 يونيو المقبل، ومنع رموز النظام السابق من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، ورفض وضع دستور في ظل حكم المجلس العسكري، مع الالتزام بسيناريو الرئيس ثم الدستور، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني دون موافقة المجلس العسكري، وممارسة الضغط الشعبي لتمكينها، وانتخاب الجمعية التأسيسية للدستور لتمثل كافة أطياف الشعب، وقيام البرلمان بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري لسماح بالطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
في حين لخَّص أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل مطالبهم بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري وإعادة أبو إسماعيل للانتخابات الرئاسية من جديد، إضافة إلى تنحِّي اللجنة العليا للانتخابات، كما أعلنوا اعتصامهم في قلب ميدان التحرير إلى حين تحقيق كافة مطالبهم، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عنها تحت أية ضغوط، معتبرين أن أبو إسماعيل هو حامي الثورة وصاحب الفضل الأول والأكبر في استمرارها ونجاحها.
وعلى الرغم من دخول النائب الإخواني إلى ميدان التحرير كالفاتحين محمولاً على الأعناق، وفي استقبال شبة أسطوري، فوجئ أثناء إلقائه كلمته بمجموعات من الشباب يخلعون الأحذية ويهتفون ضده مصرِّين على تركة للمنصة، مما حال دون استكماله لكلمته تاركًا المنصة أمام ضغط وهتافات الشباب.

وفيما ردَّدت مجموعات من الشباب والقوى السياسية المدنية هتافات توحيد الصف تحت شعار "الثورة رجعت الميدان.. إيد واحدة من جديد"، أصرت القوى الإسلامية على رفع هتافاتها الخاصة المثيرة للتفرقة بين صفوف الثوار، حيث طاف بعضهم الميدان رافعين هتاف "الشعب يريد تطبيق شرع الله".

 

المصدر: الأزمة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2012 بواسطة kalamtha2er

عدد زيارات الموقع

416,338

تسجيل الدخول

ابحث