هل أنت مثقف.. أم "كارثة ثقافية"؟!
بقلم/ خالد مطهر العدواني
الثقافة تجعل حديث الإنسان جذاباً ومشوقاً، وتكسبه احترام الأخرين وتقديرهم، كما تفيد صاحبها في الكثير من أمور الحياة، وهي لا تقاس بالشهادة لأن البعض يمتلك أعلى الشهادات وهو لا يزال فارغ العقل.
لذا نجد اليوم وخاصة مع انتشار ثقافة وسائل التواصل الاجتماعي من يدعي الثقافة وليس له منها إلا الاسم بل هو كارثة ثقافية، وهناك المثقف المتميز، وفيما بينهما أنواع من المثقفين.
فالبعض تجد عليه طبقات كثيفة من الغبار تعلو ذاكرته التي اطفئها بانشغاله بتوافه الأمور، فهو قارئ كسول أو ربما من أعداء القراءة كما يقولون، وقد يستمر في ضعف الثقافة حتى وإن كان من أصحاب المؤهلات العلمية، حتى يضطر الأخرون بأن يلقبوه "بالجاهل"!.
ونجد آخر لديه قدر بسيط من الثقافة لأنه يقرأ قراءة بسيطة وغير متنوعة، أو ربما يقرأ لكن دون تركيز، فلا يستفيد من المعلومات التي يقرئها في حياته العامة.
والبعض يعتبر مثقفاً جيداً، إلا أنه يثقف نفسه في جانب واحد أو أكثر ولا يحاول أن ينوع ثقافته وقراءته في شتى المجالات، والتخصص بحد ذاته أمر جيد ومطلوب ولكن ينبغي الا يهمل القراءة والاطلاع في مختلف جوانب الحياة وعلومها المتنوعة، فالإمام الشافعي - رحمه الله – كان يقول "أعرف شيئاً عن كل شيء واعرف كل شيء عن شيء).
وهناك المثقف الرائع والمتميز الذي يفهم كل الأشياء في مجال تخصصه ولديه إلمام ومعرفة بالموضوعات والعلوم الأخرى فيكون مثقفاً لبقاً وحاذقاً، ويفهم ما يقرأ وينقد ما يفهم.
وهناك من يظن نفسه عالم زمانه، ومثقف عصره، ولا يوجد مثيل له، فنجده في كل واد يهيم بغير علم ولا بصيرة، جداله عقيم، لا يفهم ما يقرأ، ولا يدرك ما يكتب، ينتقد ويسفه الأخرين، يبحث عن كل ما هو شاذ وغريب ليثبت ثقافته، يستورد كل ما يخالف الشرع والعقل والعرف ليحارب به العقيدة والقيم والأخلاق، فيفسد بذلك العقل والروح، لا عقل يحكمه ولا منطق يمنعه ولا دين يردعه، ومع ذلك كله يتبجح بأنه مثقف، ويالها من ثقافة!!
بل هو "كارثة ثقافية"!!.