مقالة أدبية :النبضات الأخيره او خفقات جارحه
بقلم / سمر عامر
لكل فرد منا قصة في حياته، مع عائلته،مع أصدقائه ...
ربما تقع في خانة المسرات ،أو ربما في خانة المنغصات ....
لكل فرد منا أحلامه الخاصة التي يتمنى تحقيقها وعيشها ،في الواقع قد ربما نمت فيه منذ ربوع طفولته ....
ولعل أسماها العيش مع أناس يحبونه ويحترمونه ،يستطيع الإنسان بلا شك أن يعيش بدون مأكل ،أو مشرب أو نوم أيام وليالٍ ،لكنه لايستطيع العيش بدون عائلة ،لا اقصد بذلك ، الأسرة الصغيرة أو العائلة المكونة من
(العم ،العمه،الخال ،الخاله،الجد،الجده،...)او ربما الاصدقاء والجيران .
من وجهة نظري ،أن العائلة ليست فقط هؤلاء ،بل العائلة هي التي تقع ضمن خريطة وقارة واحده ،تعيش في سلسلة لامتناهية من الأعراف والتقاليد ،تحمل قلباوقالبا هوية العروبة وجنسية الإسلام ولغة القرأن واخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم .....
أقصد تلك العائلة التي إن انعدمت لغة الوصل بيننا وبينهم ،وانقطعت وشائج شعرة معاوية في تعاملاتنا معهم جميعاً،اكفهرت الدنيا ،وأطلت سحابة اليأس تمطرنا بالغضب والحزن .
نستطيع مسامحة أي شخص غريب أخطأ في حقنا ،او قام بالسخرية منا
أو نخر لسانه العفن في كرامتنا ....لكننا وبكل مرارة لن نستطيع مسامحة أشخاص احتلوا قلوبنا واغتالوا تصديقنا لنصائحهم وأكاذيبهم ليستفيضوا بسرد حكايا وابتسامات تخفي رسائل سلبية ،هي في الحقيقة وللأسف الشديد سمومهم التي تحكي حقدهم علينا، وحسدهم المبطن المغلف بالزيف، لبلوغنا مرتبة ما في هذه الحياة الخائنة، التي كموج البحر لاترسو ولا تدوم لأحد ،وللأسف أكثر لانعلم بمعانيها المؤلمة إلا في وقت متأخر عندما ينطبق عليهم قول الشاعر :
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
يفشون بينهم المودة والصفا وقلوبهم محشوة بعقارب
فكيف لنا العيش غرباء معهم ،بينهم،فيهم،في وطنٍ يضمنا جميعاً،،،،،
لذلك جعلت قلمي يعبر عني وعنكم ...عن مشاكلنا ،مني إليكم ،مني ومنكم، إليهم ...إلى من جعلوا منا غرباء بينهم ،وفضلوا صحبة الغريب على صحبتنا ،لمن جعلوا من المشاحنات الخادعة سدا ًمنيعاً ضد صلة الرحم بيننا وبينهم ..إلى كل غريب في أهله ،ووطنه ..بين أحبائه ..إليكم أيها المبدعون إليكم مع اعتذاري منكم .....لكم .....فما قصدت نفسي أو قصدتكم .....
بل قصدت أناسا أحبطوا آمالنا وأمنياتنا بالانصهار في مجتمعٍ خالٍ من فيروس شلل صلة الرحم ...الذي قطعها شلواًشلواً...وجزأها لمقاطعات صغيرة مجمدة تنهش فيها الكلاب الشاردة ،وتناسوا بأنه لايؤخذ من الغنم إلا القاصية .....
ليست الحكايا حكاياي ،ولست أتكلم عن حالي ،وإنما عنكم ،استعرت ألسنتكم وأفئدتكم وألامكم ،أتكلم بلسان حالكم ،إليكم أيها الغرباء أهدي هذه التحايا بكل ماتحمله من أحزان وألام ويأس محموم .....
دعونا نوجه إليهم عتابا خفيفا ،وتحايا تعبر عما يختلج في صدورنا تجاههم ....لعل الغربة القاتلة تغادرنا قليلاً ،ولربما نعود عائلة واحدة من جديد............. لذا سنقووووول.........
تحياتنا ..لمستغلي طيبتنا من جعلوا منا شجرة سنديان وارفة ،تستظل أخطاؤهم
بفيئها ....لعلمهم بكرمنا وبأن مواجهتنا لفخاخهم المنصوبة بالابتسامة الشاحبة، لن تكون إلا بنظرات بريئة بلهاء تجاوزت حدود الغباء ....
تحياتنا...لمن أمطروا غيوم أعيننا بدموع القهر لعلمهم باستئجارنا وسائدنا كل غروب لتتحمل ملوحة ومرارة أيامنا التي نقضيها ونحن نحاول أن نشرح لهم وجهة نظرنا من موقفهم التعسفي ضد تصرفاتنا العفوية ......
تحياتنا ...لمن جعلوا من سذاجتنا مرآة لتصرفاتهم المختفية خلف مستنقعات الرياء والنفاق ،وجعلوا من إيماننا بثقافتهم، ظمآن أخرق يلاحق سراب أكاذيبهم الملفقة عن الإبداع والمبدعين ،ليدوسوا على كلماتنا الصادقة النابعة من قلوب كانت في يوم من الأيام ورودا متعطشة للأدب ، ولتصبح اليوم صدئة، ملولة، هاربةفي متاهات الحذر كما الزئبق المراوغ .....
تحياتنا ...لمن جعلوا من كلماتنا الصادقة أوتاراً يلحنون بها تعابيرهم الهابطة ،
متناسين صوت الضمير والعقل والإنسانية المنسية أصلاً ،التي حفرت في سمائهم وأضحت ناقوساً للذكرى ،ستبقى أثارها شاهداً على ضوءٍ انبثق من كهف زمن العولمة ..
تحياتنا ...لمن جعلوا من مصافحتنا لهم قناعاً يخبئون خلفه أفكارهم الملوثة
بالبغض المخيف لكل نجاح لنا ،لعلمهم بصفاء سرائرنا ونقاء جوهرنا ..
فاستغلوا ذلك ليعلنوا وجودهم الماحق في حياتنا ،وباتوا يؤذوننا بكلمات اليأس المسمومة ،ويحيلون صمتنا عنهم إلى قنابل موقوتة ..ربما تنفجر عند رؤيتنا لبوصلة حياتنا تشير إلى اللاسعادة من كلامهم السخيف ،نخاف أن نلفظهم من كوكبنا بعد أن يسرقوا ثقتنا بأنفسنا تاركين حزة في أنفسنا ،تحرقنا متى شاءت ظنونهم ...
تحياتنا ..لأرواح طالما زارتنا ،وحملتنا تأنيب الضمير لرحيلها دون أن نطلب منها الغفران ،إذ أننا لم نجد أجدر منهم بمعاني الصداقة الحقيقية ،وكأنما أصابنا الصمم فأضحينا نلعن الصداقة الزائفة التي تحوي صنوف العذاب ، وبتنا شبه أحياء في مجتمع لايعترف إلا بالكماليات دون الأصل .
وأخيراً وليس أخراً ......
تحياتنا ..لقلم طالما تحمل صدقنا وحربنا ،أحزاننا ورثائنا ،،ضيقنا وتبرمنا ،، من جميع ما حولنا .
قلم مازال يتحمل طعناتنا الواحدة تلو الأخرى ،فينزف على الأوراق سمومنا وأنيننا الزائف عند كل موقف نقفه في أزاهير الحياة ....
قلم طالما كان ومازال الصديق الوفي الذي لايخون صحبتنا له ،حتى وإن جحدنا عطاءه المتكرر ..
قلم حمّلنا على ترك شيئين أحلاهما مر أحدهما مصاحبتنا للناس وبالتالي إطلاعهم عن تفاصيل حياتنا فيملون سريعاً ويصبحون كالمثل القائل (من ملك سرك استملكك) وثانيهما كبت أحزاننا في جوفنا وإحراقها لنا، واشتعالنا بالذكريات البلهاء التي تحوّل حياتنا إلى جحيم تتبارى فيه زبانية جهنم بجعل الحياة سوادٍفي سواد وكلا الأمرين جعلانا نؤثر صحبة الجماد على صحبة الأحياء ..على الأقل حتى لايدس خنجر سخريته منا في ظهورنا ،كما يفعل الأحياء فتحياتنا حقاً لك أيها القلم ...........