كيف لم يشعر بحبى له ......
الا يكفيه اننى جَمَّدت حياتى وتوقَفَت مشاعرى عند اللحظة التى اعترفت لنفسى بحبى له....
كنت المس منه سابقاً اهتماماً وولعاً بالحديث معى حتى ظننت انه يحبنى لأجده فجاة وبدون مقدمات يبتعد ليزرع نفسه فى بستان آخر مع أخرى غيرى التى لم يجنى منها إلا الشوك والمرار......
ثم اصبح يردد اننى بمثابة الأخت له .....
أتُفتن الأخت باخيها مثلما فُتِنتُ به ؟؟؟؟؟
لقد اختصرت كل الرجال فى ملامحه وتفاصيله.......
لقد احتل احلامى كما احتل يقظتى ......
اننى اعيشه ....اتنفسه...... اتلمس اخباره..... اسعد بذِكرِه.....اتحرى سعادته ورضاه.....
ماهذا الرنين المتوالى لهاتفى الذى اخرجنى من صُحبته بخيالى ؟؟!
لم تصدق عيناها عندما وجدت اسمه على شاشة الهاتف ....
نطقت اولى كلماتها وهى تظن انها تستكمل حلمها الذى اعتادته كل ليله ......
ولكنه ليس حلماً بل حقيقة ...هاهو يُحدثها مطالباً إياها ان تسمح له بان يُحدِثها فى أمر هام مؤكداً لها ان رايها اياً كان لن يغير من حقيقة كونها زميلة يعتز بها الجميع.......
هاهى تلتقيه فى الموعد والمكان المتفق عليه ، لكنها لم تنسى ان تتأكد من انها فى اجمل حالاتها وانها ارتدت احلى اثوابها بعد ان حررت خصلات شعرها من اسرها المعتاد فى العمل لينساب مع نسمات الهواء هو واطراف ثوبها الربيعى ليرسم لوحة للجمال حين يكتمل ......
استقبلها بابتسامة كاد على اثرها ان يقفز قلبها فرحاً.......
بدا حديثه بنظرة تنم عن اندهاشه من فتنتها واناقتها ولم يخفى ذلك قائلاً:
إنك فعلاً فاتنة بشكل لم اعتاد رؤيته اثناء العمل، ففى العمل لا نرى سوى المهندسة النشطة الجادة ذات الملابس العملية التى تناسب مشقة العمل ولم الاحظ ان خلف هذا المظهرللفتاة العملية ، فتاة اخرى تنافس اجمل الجميلات ......
سعدت كثيراً بثنائه على جمالها واناقتها وتوردت خجلاً وردت بابتسامة ،اجمل من إطرائه عليها قائلة: تفوتك ملاحظات كثيرة هذه الأيام .....
ابتسم مضيفاً بانه كان فى الفترة الماضية قد واجه مشكلات مع خطيبته اثرت على تعاملاته وحالته المزاجية، وان العثور على شريك الحياة المناسب امر بات صعب المنال....
ثم وجه إليها سؤالاً مباشراً بمدى قبولها الإرتباط بزميل لها يعرفها وتعرفه جيداً وانه يحبها بصورة افقدته تركيزه فى العمل وفى كل شيء وأنها اصبحت حلم حياته ومحور اهتمامه وانه حاول كثيراً البوح لها بما فى قلبه لكن خوفه من ان ترفضه ويفقد مودتها ، هو ما جعله يتراحع مرات عديدة عن مصارحتها وانه مؤهل لتحقيق كل احلامها لو وافقت على الإرتباط به......
اشرق وجهها بابتسامة مضيئة وكأن الشمس القت نورها وحمرتها على وجنتبها لتلمع بعينيها دمعة فرح كادت تفضح ولهها به ....
حاصرها بسؤاله مردداً هل توافقين على مثل هذا الخاطب ؟؟؟
ردت قائلة.......كم حلُمت ان اسمع منك تلك الكلمات ولكنك دوماً كنت تتعامل معى كزملاء وشركاء عمل وكفى ، ولم تُشعرنى بمشاعرك هذه برغم اننى ماتمنيت وما احببت إلاك ......
كم حلمت بثوب العرس البسه لك ، وبيت يجمعنا نملأ جنباته بحب يفيض روعة حتى على أثاثه ، وطفل يُجسد حبنا ..........
لقد تأخرت كثيراً حتى ظننت ان هذه اللحظة لن تأتى خاصة عندما ارتبطت بخطبتك السابقة ، مما افقدنى الأمل فى ان تشعر باحساسى تجاهك ،لكننى لم استطع الإقتران بغيرك لأنك لم تُبقى فى قلبى مكان لغيرك ......
استمع اليها منصتاً حتى كادت تظنه غاب عن الوعى خاصة بعد ان تصبب العرق منه بغزارة وتسارعت انفاسه .......
انهت كلامها وانتظرت رده بعد ان تجرع كاس الماء الذى امامه ، وظل برهة تمالك فيها نفسه ثم بدا كلامه متلعثماً مرتبكاً قائلاً....
لم أعش مثل هذا الموقف من قبل ولم اتصور انه يمكن حدوث سوء فهم بهذا الحجم .....
انا لم اكن اعلم بأن شعورك نحوى بهذا الشكل ولو عرفت من قبل كانت تغيرت امور كثيرة فى حياتى وحياتك ، وانا ماجئت اليوم خاطباً ولكننى وسيط لأخطبك لزميلنا فى العمل بعد ان كلفنى بمعرفة رايك فى عرضه للزواج منكِ ........
لكن ذلك لا يعنى اننى لا اتمنى ان اكون مكانه ، لكننى فى سبيلى لإتمام زواجى بعد معالجة المشكلات العالقة بينى وبين خطيبتى ، كما اننى لا استطيع تجاوز مشاعر صديق عمرى و زميلنا تجاهك ....
لقد تعلقت بكِ منذ اتيت للعمل كزميلة وكنت اراكِ فتاة احلامى لكننى وأدتُ هذه الأحلام فى بدايتها حين صارحنى صديق طفولتى وزميلنا فى العمل بحبه الجارف لك وبأنك منتهى امله وبانه لم يحب فى حياته سواكِ ، ولم يجد فى الكون من هو اصلح منى لمحادثتك فى امره خشية صدمته إذا رفضتى .......
لقد مزقت قلبى بيدى وسعيت للإقتران باخرى لكى اقطع على نفسى كل امل لى فيكِ ....
أماَ وقد علمت ان لى فى قلبك هذا الحب فقد زدت غماً لعِظم خسارتى ، خاصة بعد ان علمت اننى لم أُتعِس نفسى فقط بل اتعستك انت ايضاً وان الحرمان بات مصير كلانا........
ماهذا الموقف المعقد المتشابك الذى خرجنا منه جميعاً خسارى ، لمن الحب إذن ؟ !!!!!!!
انا خسرتك بجهلى وعدم ادراكى لأحاسيسك تجاهى وخاصة أننى احمل لك بقلبى اضعافها ،ليظهر صديقى بيننا وبمصارحته لى بحبك ، اصبح لزاماً على الإبتعاد حتى لو لم تبادلينه مشاعره ......
وها انا ذا قد عقدت قرانى بإنسانة تثير الزوابع والمشكلات حتى قبل ان يتم الزواج......
وهذه انتِ....أحببت من لم يستشعر روعة مشاعرك ومشاعره فى الوقت المناسب حتى لو كان فى كثير من الأحيان تمناها وحلم بها، لتفاجئى بآخر شديد الولَهِ بك وانت لم تبادلينه مشاعره يوماً ..،،.
وزميلنا الذى خسرك وانت معقل آماله ...
وخطيبتى التى ستتزوج برجل اصبح مشطور المشاعر بينها وبين غيرها .....
صمتت طويلاً ثم بادرت والدموع تحرق الوجنات التى ازدهرت بالحب والأمل منذ قليل قائلة ، لم اشاهد مباراة بها كل هذه الخسائر من قبل ، ما اكذب الأمنيات وما اقسى الحقيقة ......
نشرت فى 12 سبتمبر 2016
بواسطة jousryeleow
بستان الإبداع العربي
مجلة تهتم بالأدب العربي ورعاية المواهب »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
171,562