تلك الأحاسيس , نحن لا نصنعها ,
تولد , دون تزاوج , ودون مخاض
ترتسم , بأبهى طلعة , بأنامل القدير المنّان
هي التي تهاجمنا من لا مكان ,
تستولي على مواطن السحر والإفتتان ,
تستوطن أرواحنا , في المكان والزمان
تنزع الأشواك عن الوروود ,
وتلغي الكلمات من قصصنا ,
تنصب لنا برامج جديدة ,
بأبعاد جديدة ,
وتنسج لنا ثيابا من نور ,
وتفرش لنا الدروب زهور ,
والطرقات ضوء وبهجة وسرور ,
وتطلق فوقنا الحمام الأبيض والطيور .
نحن, حينها, نتبادل الوهج والبريق والإشعاع,
وتسري القشعريرة في أبداننا حتى النخاع ,
نتبادل الأحاسيس والخواطر ,
نتشّرد على الطرقات والجسور وتحت القناطر,
نتبادل العطر والشذا والعبير ,
نعانق صدى الهمسة التي تملأ الأثير,
ونضّم دفء التمتمة التي تداعب الشردات ,
ونطير من الومى ,
ونشتعل من الوشوشات ,
وتذوب أرواحنا العاشقة من المناغشات,
تتوه في متاهات سحرية وتضيع
تتعانق وتتمايل وتتلاحم
وترقص في تناغم ساحر وبديع.
ـــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر