أخذ يركض بنفس متقطع، ثم وصل إلى أحد المنازل في الشارع المقابل، صعد السلالم ودقّ الباب بدقاّت متتالية: ماذا هناك.....؟
افتحوا الباب...!
لقد كان الصراخ المنبعث من داخل المنزل يخترق طبلة أذنيه كأنّها قنبلة نووية، كان صوت فتاة شابة في مقتبل العمر.تابع كلامه بطلب فتح الباب ليعلم ماذا يجري.فجأة فُتح الباب وكاّن شبحا كان وراءه هو الذي فتحه. لقد توجس كثيرا،ولكن شجاعته جعلته يكبس أنفاسه،ويواصل خطواته نحو بهو المنزل ثم الغرف المجاورة ليكتشف في آخر ركن من إحدى الغرف جثة ممددة لامرأة في الأربعينيات من عمرها عيناها مفتوحتان والدماء من حولها كسيول جارفة فبرح مطرحه مندهشا من هول ما رأى مرددا:"ياإلهي إنّها ميّتة"
كانت فتاة شابة جالسة على ركبتيها على بعد متر من الجثة تبكي بحرقة منادية بأعلى صوتها:"أختاه من فعل بك هذا؟"
في لمحة بصر وقعت عيناه على جرح في بطن الجثة، لقد كانت ضربة خنجر أردتها قتيلة وقف باهتا مما رآه حائرا ماذا يفعل يحمل هاتفه تارة يريد استدعاء الشرطة،ومقتربا تارة أخرى من الفتاة يريد مواساتها وسؤالها عما حدث.
"من هذه المرأة؟وماذا جرى لها؟ "
أدارت الفتاة إليه والحزن يستولي على نبرات وجهها ثمّ قالت بارتجاف :
"إنّها.إنها...أختي كاترين،لقد وجدتها مقتولة"ثمّ استأنفت البكاء
"هل تعرفين من قتلها؟"
"لا..لا..أعلم ...آ ه عليك يا أختي..!"
فجأة سمع صوت ارتطام شيء بالأرض فالتفت وراءه لتقع عيناه على طفلة صغيرة واقفة وكأنها جامدة،تنظر بدهشة بعينين واسعتين تملؤهما الدموع،وعلى الأرض دمية صغيرة واقعة على الأرض على الأرجح هي التي أحدثت الصوت الذي سمعه منذ برهة.أخذ يحدث الطفلة الصغيرة ولكن دون جدوى ظلّت صامتة لا تتفوّه بكلمة أخرج هاتفه من جيبه وكلّم الشرطة "ألو ...الشرطة؟؟؟...هناك جريمة قتل حدث في مدينة فرساي،في المنزل رقم 3 أمام الحديقة العامة أجل أنا داخل المنزل أنا أنتظركم "
أقفل الخط وعاود النظر إلى الطفلة الصغيرة مندهشا من أمرها أحسّ أنّها تحمل بداخلها سرا غامضا لا تريد البوْح به سأل الفتاة الشابة :
"من تكون هذه الطفلة الصغيرة "
فقالت:"إنّها ابنة أختي كاترين واسمها ماري الظاهر أنها اعتكفت الكلام من شدة الهلع،لقد وجدتها هنا حين اكتشفت جثة أختي..."
أردفت متمتمة:"إنّها صامتة منذ قدومي،سألتها ماذا حدث فلم تجبني،لقد ظلّت تحدق في بوجوم"وفي خلال حديثهما وصلت الشرطة حاصرت المكان وبدأت بالتحقيقات"لو سمحتم فليخرج الجميع حتى يتسنى لنا فحص مسرح الجريمة."
همّ الشاب بالخروج مصطحبا الفتاة والطفلة الصغيرة"قف أنت!لحظة!"
"نعم سيدي المحقق"
"من أنت وماذا تفعل هنا؟"
"أنا اسمي أحمد أسكن في المنزل المجاور رقم 2."
"تبدو أنّك لست فرنسيا ! ""نعم سيّدي أنا جزائري،أتيت إلى فرنسا من أجل الدراسة،وقد استأجرت شقة بالقرب من هذا المنزل في الشارع المقابل"
"أروي لنا ماذا حدث وكيف وصلت إلى هنا؟"
"لقد كنت في شقتي أتناول العشاء حين سمعت صراخا منبعثا من هذا المنزل فهممت مسرعا لأتقصى ما حدث،فوجدت هذه المرأة مقتولة وأمامها هذه الشابة تبكي وتصرخ،فما كان علي إلا أن أستدعيكم فاتصلت بكم"
تمتم المحقق"إذن أنت المتصل!" ثمّ أردف"حسنا اذهب الآن وسوف أستدعيك عند الحاجة "
أخذ أحمد أدراجه وغادر المنزل .فالتفت المحقق نحو الفتاة فسألها:"وأنت من تكونين؟"
" أنا ساندرا أخت هذه امرأة المقتولة" ولم تستطع مواصلة الكلام،وأخذت تبكي بحرقة "تابعي كلامك، ماذا حصل؟"
بقية القصة متوفرة في هذا الموقعhttps://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb388740-386012&search=books