جارديانا النيل
و حديث الصباح
----
علم بلا ثقافة
كفارس بلا جواد
ثقافة بلا علم
كثور يدهس العباد
فأدوات العالم هى وسيلته فى البحث و التدليل على ما وصل اليه
و السند الذى رجع اليه لاثبات معلومة
او انكارها...
و هنا لابد من حسم الامور بلا تردد
كى ينجز فى بحثه باكبر درجة من الدقة
فهو كفارس مغوار يشق الفيافى
و جواده و سيفه ليقتل جهلا
و يخمد نارا ...
اما المثقف بلا علم فمهما وصلت ثقافته
فهى دوما سلاح فاسد ترتد طعناته
او طلقاته فى صدره قبل الآخرين
فهو لا يجيد الا فن الالقاء لما سمع اذا
كان ممن يجهل القراءة و الكتابة و هم كُثر
او ترديد ما قرأ بلا فهم او وعى إذا كان
ممن يجيد الكتابة قهرا .
حتى أنه يرمز ببعض الرموز للتدليل على موقف
لكن بلا دقة فى التشبيه أو المشبه به
و مثل هذا و ذاك هم ممن تم إختراق الدولة بهم
تحت شعار قادة ماهرين فى جذب الانتباه
و السيطرة على الاخرين...
فقام اعداء السلام و الدين باصطيادهم
من نهر الجهالة و وضعهم فى محيط العلم
فاما سبحوا مع التيار بلا عقل كسمك مات
فما فزنا الا برائحة العفن الممقوت
بسبب قنابل صممت للانفجار فينا
و فى كل فئات الشعب.
او غرقوا بأيدى حُماة الارض و العرض
و الدين ممن لا يسبحوا الا ضد كل فاسد
مغيب يحكى باسم الدين و هو عنه ببعيد
من يعتلون منابر المساجد و هم غير مؤهلين
لها و لا لمن يسمعهم فهم بلا علم او مرجعية
الا السماع و الترديد الأعمى
و قد يقول أحدهم و هل شيوخ الماضى
و علمائه كانوا متعلمين و حاملين لما يؤهل
نقول نعم لم ينبغ عالم و او رجل دين
او كاتب مشهور من مئات القرون التى خلت
الا و كان معه شهادة أو اجازة من كبار علماء
عصره بأنه الأديب او الفقيه المفوه
مع ذكر شيخه و سنده.
منذ سقراط و من سبقوه حتى مونتيسكيو
و مارتن لوثر و دانتى و دافنشى رواد عصر النهضة
بالغرب و علماء العرب الاوائل و شيوخهم
فلم يأت نابغا بلا اساس و ما اتوا من فراغ
و ما صنعهم يد عابثه بل ظلوا اعوما فى دراسة
للارتقاء بفكرهم و ما يقدموه للعالم من علوم
و ابحاثو فنون و اداب.
و نحن الان نحمل على الاعناق مَن نجح فى
قال الله و قال الرسول فى غير موضعها
بحجة و هل وجدنا غيره.
هذا تفسير لما نجده الان من هجمة شرسة
على علماء منارة الاسلام الازهر الشريف
و سادته من الارهاب الغاشم الذى يؤسس
كوادر قيادية من هؤلاء البسطاء فى العقول
و جهلاء بالموقف و أبعاده و مردوده على اجيال
قادمة...
لك الله يا مصر و الوطن فيما اصابك من وهن
فى اهم بيت من بيوتك و هو بيت الثقافة
الذى لا يقل أهمية عن مسجدنا
فمحراب العلم بدأ فى مساجدنا
و منها اليوم بعض المطترفين يهدمون حضارتننا
و اسلامنا
جاردى انا
جهاد نوار
gardiana elnil
9ديسمبر 2018