بقلم / محمد سعيد أبوالنصر 
للمرة الثانية منذ حريق المسجد الأقصى عام 1969، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، المصلين الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس ،وكانت وكالات الأنباء قد أذاعت أنَّ القائد العام للشرطة الإسرائيلية في القدس يهورام هاليفي قرر إغلاق أبواب المسجد الأقصى ومنع صلاة الجمعة في المسجد وإغلاق أبواب المسجد حتى إشعار آخر. 
وقال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية أغلقت بوابات البلدة القديمة في مدينة القدس ومنعت حركة الفلسطينيين منها وإليها.
وقال عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي في "إسرائيل"، موتي يوغاف، إنَّه: "يجب إغلاق المسجد الأقصى في وجه المسلمين لفترة طويلة" وهذا يحدث للمرة الأولى منذ خمسة عقود فلقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمنع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى يوم الجمعة ، والمرة الأولى التي تم فيها منع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى كانت في 21 أغسطس عام 1969 في اليوم التالي لإقدام الأسترالي مايكل روهان الذي أحرق المسجد نهاية شهر أغسطس من العام المذكور وادعي الإسرائليون بأنه مجنون وتم ترحيله إلى أستراليا.
موقف العرب من إغلاق المسجد 
لم نسمع للعرب موقفًا يُذكر حيال هذا الإغلاق ولا صوت يُنادي بفتحه أو بأن هذا إرهاب من إسرائيل .. وهذا قمة العار الذي سيكتبه التاريخ بأحرف حزينة 
حيث نرى العرب يتصارعون فيما بينهم على كراسي الحكم ومناصب الدول 
ولم نسمع واحدًا منهم تحرك بخطوة نحو فتح المسجد الأقصى الذي أسرى إليه الرسول ، لم نسمع أحدا إلا النادر والنادر لا يقاس عليه لا في السياسة ولا في الدين ، يدين إسرائيل صراحة ويطالب بفتح المسجد الأقصى هل المسجد الأقصى من ممتلكات العرب أم من ممتلكات إسرائيل إن صاحب أي ملك يدافع عنه ويبذل له النفس والنفيس لقد هُنا على أنفسنا فتحكم فينا العدو وتخلى عنا الصديق فهل صار حالنا كما قال نزار :
هل 
سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.
و فرِحنا.. و رقَصنا..
و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ
لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..
و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..
فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…
سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..
دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..
و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.
و ركَضنَا.. و لَهثنا..
و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..
سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.
سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح
سَقَطتْ إشبيلَية.
سَقَطتْ أنطاكيَة..
سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..
سَقَطتْ عمُّوريَة..
سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ
و لا ثَمَّ رُجُولَة...
لم يَعُدْ في يدِنَا
أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..
سَرَقُوا الأبوابَ
و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ
و الزيتونَ, و الزيتَ
و أحجار الشوارعْ.
سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..
و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..
و قَناديلَ الجوامِعْ...
لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.
كيف تبكي أمَّةٌ
أخَذوا منها المدامعْ؟؟
بعدَ خمسينَ سَنَةْ..
نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلاب!!.
بعدَ خمسينَ سنةْ
ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..
ليس صُلحاً,
ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..
إنه فِعلُ اغتصابْ!!..
كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
و هلالٍ أبيضٍ..
و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..
و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.
مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟
لا سلام الأقوياء القادرينْ.
من ترى يسألهم
عن سلام البيع بالتقسيطِ..
و التأجير بالتقسيطِ..
و الصَفْقاتِ..
و التجارِ و المستثمرينْ؟.
من ترى يسألهُم
عن سلام الميِّتين؟
أسكتوا الشارعَ
و اغتالوا جميع الأسئلة..
و جميع السائلينْ...
... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..
و سكِرْنا.. و رقصنا..
و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..
ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولادا معاقينَ
لهم شكلُ الضفادعْ..
و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,
فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..
أو من وَلَدْ!!

janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 16 يوليو 2017 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,341
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية