authentication required

المهدي المنتظر (2) بقلم محمد سعيد أبوالنصر
منكري المهدي 
تحدتنا في المقال السابق عن المهدي بين الاثبات والنفي واليوم نتحدث ونذكر من أنكر المهدي من العلماء ونبين وجه نظرهم وما الذي دعاهم إلى هذا الانكار ،وعلينا أن نذكر أنه لم يعرف من المتقدمين مَنْ تعرض لفكرة المهدية بالإنكار إلَّا ما رُوي عن بعض التابعين من قول : ان المهدي هو عيسى ابن مريم الا ان هذه الروايات لم تصح عنهم
فقد روي عن مجاهد والحسن ولكن لم تصح نسبة ذلك إليهم
وممن انكر المهدي من العلماء 
1- ابو محمد بن الوليد البغدادي
2- ابن خلدون .. ( ولم يجزم بالإنكار ) ..
3- محمد رشيد رضا
4- الحوت البيروتي
5- احمد أمين
6- محمد حيي الدين عبد الحميد
7- سعد محمد حسن في كتابه ( المهدية في الاسلام )
8- محمد عبد الله عنان 
9- عبد الرحمن محمد عثمان
10- محمد ابو عبية
11- يوسف القرضاوي
12- عبد الله بن زيد آل محمود
13- بعض المستشرقين مثل ( لدونلدسن ) و ( جولدزيهر ) ..
أسباب الانكار :
1- استغلال الكثير للمهدوية للوصول الى مطامع شخصية
2- ما ورد من الروايات الموضوعة والضعيفة في المهدي مما حدا بالبعض إلى الظن أنها خرافة .
نماذج من الاحاديث الضعيفة الواردة في المهدي
1- عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ( المهدي من ولد العباس عمي ) رواه الدارقطني وهو موضوع
2- وعن علي أنه قال : أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله ؟ قال : بل منا ،بنا يختم الله كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك قال علي : أمؤمنون أم كافرون ؟ قال : مفتون وكافر ) رواه الطبراني ونعيم بن حماد وهو ضعيف جدًا
3- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ( اذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج يموت السابع ثم كذلك حتى يقوم المهدي ) رواه نعيم بن حماد وهو ضعيف
4- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ( .. فعليكم بالفتى التميمي فإنه مقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي ) رواه الطبراني وهو ضعيف
5- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه الاسكافي وهو موضوع
6- وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( المهدي رجل من ولدي وجهج كالكوكب الدري اللون لون عربي والجسم جسم اسرائيلي .. ) رواه ابن الجوزي وهو ضعيف جدا
7- وعن عبد الله بن الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم ( يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه ) رواه ابن ماجه وهو ضعيف جدا ..
( )
نماذج من أقول المنكرين للمهدي أو الشاكين فيه 
1-من الذين أنكروا المهدي في الماضي ، أبو محمد بن الوليد البغدادي ، وهو الذي ذكره ابن تيمية في منهاج السنة ، وقد مضى حكاية كلام ابن تيمية عنه ، وأنه قد اعتمد على حديث «لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم» وقال ابن تيمية : «وليس مما يعتمد عليه لضعفه» .. ولم أقف على ترجمة لابي محمد المذكور .
2- عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرخ المشهور، وهو الذي اشتهر بين الناس عنه تضعيفه لاحاديث المهدي . وقد رجعت إلى كلامه في مقدمة تأريخه ، فظهر لي منه التردد لا الجزم بالإنكار . وعلى كل حال فإنكارها أو التردد في التصديق بما دلت عليه شذوذ عن الحق ، ونكوب عن الجادة المطروقة . وقد تعقبه الشيخ صديق حسن في كتابه الإذاعة حيث قال : «لا شك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين لشهر ولا عام ، لما تواتر من الاخبار في الباب ، واتفق عليه جمهور الامة خلفاً عن سلف ، إلاّ من لا يعتد بخلافه» وقال : «لا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود ، والمنتظر المدلول عليه بالأدلة ، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة ، البالغة إلى حد التواتر» .
ولي ملاحظات على كلام ابن خلدون أرى أن أشير إليها هنا :
الأولى : أنه لو حصل التردد في أمر المهدي من رجل له خبرة بالحديث ، لاعتبر ذلك زللاً منه ، فكيف إذا كان من الاخباريين الذين هم ليسوا من أهل الاختصاص ؟ وقد أحسن الشيخ أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند حيث قال : «أما ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم ، واقتحم قحماً لم يكن من رجالها» وقال : «إنه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي تهافتًا عجيبًا، وغلط أغلاطًا واضحة» وقال : «إن ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين : الجرح مقدم على التعديل ، ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيئاً مما قال» .
الثانية : صدَّر ابن خلدون الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي بقوله : «اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الاسلامية ، ويسمى بالمهدي ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره ، وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، أو ينزل معه فيساعده على قتله ، ويأتم بالمهدي في صلاته ، ويحتجون في هذا الشأن بأحاديث خرّجها الائمة ، وتكلم فيها المنكرون لذلك ، وربما عارضوها ببعض الاخبار» .
أقول : هذه الشهادة التي شهدها ابن خلدون ، وهي أن اعتقاد خروج المهدي هو المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار ، والأمر ليس اجتهادياً ، وإنما هو غيبي لا يسوغ لاحد انكاره إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنة صحيحة، وإذا وجدت هذه الأدلة فكان عليه أن يتبع ما عليه كافة العلماء . 
الثالثة : أنه قال قبل إيراد الاحاديث : «ونحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن» وقال في نهايتها : «فهذه جملة الاحاديث التي خرّجها الائمة في شأن المهدي وخروجه في آخر الزمان» وقال في موضع آخر بعد ذلك : «وما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفينا جميعه بمبلغ طاقتنا» .
وأقول : إنه قد فاته الشيء الكثير ، يتضح ذلك بالرجوع إلى ما أثبته السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي عن الائمة ، بل إن مما فاته الحديث الذي ذكره ابن القيم في المنار المنيف عن الحارث بن أبي أسامة ، وقال : «إسناده جيد» 
الرابعة : أن ابن خلدون نفسه قد اعترف بسلامة بعض أحاديث المهدي من النقد ، حيث قال بعد إيراد الاحاديث التي خرّجها الائمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان : «وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلاّ القليل» .
وأقول : إن القليل الذي يسلم من النقد يكفي للاحتجاج به ، ويكون الكثير الذي لم يسلم عاضداً له ومقوياً ، على أنه قد سلم الشيء الكثير كما تقدم ذلك في حكاية كلام القاضي محمد بن علي الشوكاني ، الذي حكى تواترها وقال : «إن فيها خمسين حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر» ثم إنه في آخر البحث ذكر ما يفيد تردده في أمر المهدي ، وذلك يفيد عدم ثبات رأيه ، لكونه تكلم فيه بما ليس باختصاصه .هذه بعض الملاحظات على كلام ابن خلدون في شأن المهدي 
5- ومن علماء العصر الحديث الذين أنكروا المهدي العلامة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود ، وله رسالة حول المهدي ينكر فيها عقيدة المهدي ويقرر أنه لا مهدي إلا عيسى عليه السلام ، ويقول إن تصحيح شيخ الإسلام لأحاديثه ربما قيل أن يطلع على أسباب ضعفها ، ومن طريف ما قال: إن المسلمين متفقون على قتال كل من يدعي المهدية ويدعو الناس لأن يبايعون وأنَّ هذا ما حدث لمدعي المهدية في الحرم المكي مطلع القرن الخامس عشر الهجري. "جهيمان العتيبي"، والذي احتل المسجد الحرام أول محرم من عام 1400 للهجرة، الموافق 20 نوفمبر 1979. ويقول الشيخ يوسف القرضاوي: إنه حضر للقاء بين العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ عبد الله بن زيد آل محمود وأن الألباني لم يستطع إقناع عبد الله بموضوع المهدي وصحة أحاديثه.
6- ومن الذين ردوا فكرة المهدي الدكتور يوسف القرضاوي ،حيث اعتبر فضيلة الدكتور القرضاوي أن قضية المهدي المنتظر كلها، لا أصل لها في القرآن، ولم يتحدث عنها بالعبارة ولا بالإشارة، بل الذي أكده القرآن ما جاء في قوله تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْت لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكمْ نِعْمَتِي وَرَضِيت لَكم الإِسْلاَمَ دِينًا» (المائدة:3) وهي من أواخر ما نزل من القرآن. وقال تعالى «مَّا كَانَ محَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكمْ وَلَكِن رَّسولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ» (الأحزاب:40). وقال :" وهل الأمة في حاجة إلى المهدي بعد أن أكمل الله الدين وأتمّ النعمة، وختم النبوة، وترك في الأمة ما إن تمسكت به لن تضل أبدا؟
واضاف: أودع الله في هذا الدين ـ عقيدته وشريعته وقيمه ـ من عناصر الخلود والتجدد: ما يضمن بقاءه محفوظا متجددا، قادرا على مواجهة كل تطور، وكل جديد. وقد تكفل الله بحفظ مصادر هذا الدين، فقال في حفظ القرآن «إِنَّا نَحْن نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَه لَحَافِظونَ» (الحجر:9) وقال «لا يَأْتِيهِ الْبَاطِل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ» (فصلت:42).
وقرر الإمام الشاطبي: أن حفظ القرآن يستلزم حفظ السنة؛ لأنها مبيّنة للقرآن، وحفظ المبين يستلزم حفظ بيانه.
كما تكفل الله بحفظ هذه الأمة ـ أمة الإسلام ـ ماديا: بحفظها من الاستئصال، ومعنويا: بإبقاء طائفة منها تحافظ على وجودها الأدبي، وتحرس حدودها أن تستباح، وهم الذين يسميهم العلماء: (الطائفة المنصورة) التي صحت بها الأحاديث عن عدد من الصحابة: أنها لا تزال قائمة بالحق داعية إليه، حتى يأتي أمر الله، وهي ظاهرة على ذلك.
ويدخل في هذه الطائفة (المجددون) الذين يبعثهم الله على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة ليجددوا لها دينها، كما روى ذلك أبو داود والحاكم وغيرهما، وصححه عدد من الأئمة.
وقد يكون هذا المجدد فردا، وقد يكون جماعة أو مدرسة، المهم هو تجديد الدين من داخله، وبآلياته الذاتية، وهذا هو التجديد الحقيقي.
وإذا كان القرآن لم يذكر المهدي المنتظر لا بالعبارة ولا بالإشارة، فكذلك الصحيحان (صحيح البخاري وصحيح مسلم): لم يذكرا المهدي هما كذلك، إلا ما قيل في حديث: "يأتي في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيًا، ولا يعده عدًا.
وهذا ليس فيه ما يدل على دعوى المهدي، كل ما فيه: أن خليفة سيأتي يتحقق في زمنه الرخاء والغنى، بحيث يدفع المال إلى الناس بغير عد.
وأضاف: ربما يقول بعض الناس: إن صاحبي الصحيحين: (البخاري ومسلم) لم يقصدا أن يستوعبا كل الصحيح في كتابيهما، كما هو معلوم لعلماء هذا الشأن.
ولكن يجب أن يضاف هنا: أنهما حرصا على أن لا يدعا بابا مهما من أبواب العلم إلَّا وذكرا فيه حديثا، ولو واحدا. فكيف بموضوع مثل هذا قامت على أساسه معتقدات، وحدثت مجادلات، كيف يكون عندهما حديث أو أكثر على شرطهما أو شرط أحدهما ولا يخرجاه أو واحد منهما؟!
وقال: ثم إن البحث في الأحاديث المروية في هذا الشأن ـ في ضوء موازين الجرح والتعديل، والتوثيق والتضعيف ـ يبين لنا أن هذه الأحاديث كلها لا تبلغ درجة الصحة التي يجب أن تتوافر ليحتج بها في قضية مهمة كهذه

janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2016 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

328,587
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية