حسين الربيعي
٢٥ كانون الثاني يناير ٢٠١٩
---------------------------------
في بحث نشرته صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية عن العلاقة بين النظام السعودي والولايات الامريكية ، كتبه الباحث الصهيوني شأوول ينامي ، حيث يبحث النظام السعودي عن بدائل ، اذا ما قررت الولايات المتحدة ، العودة الى انعزالها عن المنطقة .
نجتزء ما يهمنا ، عن الوضع الامريكي في المنطقة ، تعزيزا لموقفنا ، بهزيمة الولايات المتحدة ، وفقدانها الخيارات التي تمكنها مرة ثانية من استعادة "هيبتها" او سطوتها كما برزت للعالم مع اعلان حروبها الاستباقية .
ونحن في العراق ، اشد ما نكون لملاحقة هذه الملاحظات والاراء والتحليلات في هذا الشأن ، ونحن نقف على محك مع الحرية والسيادة ، بعد ان حولت الولايات المتحدة وزمرها العراق الى واحة من الفساد والفوضى القتالة ، كما نقف على مفصل طرق بين القبول بالتبعية ، او استغلال الفرصة للتحرر والانعتاق ؟
نعتقد ان تسليط الاضواء على مثل هذه الاشارات لتراجع الولايات المتحدة ، مهمة بالنسبة لمشروعنا الوطني لانقاذ العراقي ، وهي فرصة لمن يجهل هذه الحقيقة .
فاذا كان النظام السعودي ، الذي نشا على الحماية الغربية ، البريطانية والامريكية ، بدأ يبحث عن بدائل من خلال عدة تحالفات اقليمية ، اخرها "البحر الاحمر" .. فانه من الاولى بالوطنيين العراقيين ، ان يفكروا في مستقبل وطنهم ، وفي طرق حمايته .. اليس كذلك ؟
يقول الباحث شأوول ينامي عن اسباب الخوف السعودي من عودة الولايات المتحدة الى السياسة الانعزالية :
الأولى هي تغلغل إدراك إنه في كل لحظة معطاة من الممكن أن تعود الولايات المتحدة إلى السياسة الانعزالية. فمنذ 11 سبتمبر 2001 قتل في حروب الشرق الأوسط وأفغانستان، أكثر من 7 آلاف جندي أميركي، وأصيب أكثر من 60 ألفا. وهذه الحروب المتواصلة كلفت الولايات المتحدة أكثر من 7 تريليون دولار، في حين أن الثمن الذي دفعته دول المنطقة أكبر بكثير، حيث تشير التقديرات إلى مقتل مئات الآلاف، وملايين الجرحى واللاجئين، كما أن التكلفة الاقتصادية وصلت إلى أكثر من تريليون دولار، بينما لا تزال الفوضى سائدة.
ويضيف أن الولايات المتحدة فشلت عمليا في تحقيق كل أهدافها العسكرية التي وضعتها أمامها عندما بدأت حروبها في الشرق الأوسط. وهذا الفشل يظهر في الهبوط المتواصل لمكانتها في وسط حلفائها وخصومها على السواء، وينضاف إلى ذلك الجدال الداخلي في الولايات المتحدة بشأن التكلفة والفائدة لمواصلة التدخلات الأميركية بصيغتها الحالية.